رئيس التحرير
عصام كامل

5 أعمال مستحبة في شهر رجب.. لا تفوتك

شهر رجب
شهر رجب

شهر رجب هو الشهْر السّابع في التقويم الهجري، ولأنّهُ من الأشهر الحُرم فهو شهرٌ كريم وعظيم عند الله، وهو أحد الشهور الأربعة التي خصّها اللهُ تعالى بالذّكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، ويتركُ فيه العَرب القتال احترامًا وتعظيمًا لهُ.

وقد ذكر اللهُ في كتابِهِ العزيز: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)).
 

أعمال شهر رجب
يوجد عدد من الطاعات ينبغي  على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام، وهي:

1- إكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور.

2- اغتنام العبادة في هذه الأشهر، وأبرزها الصيام والصلاة.

3- ترك الظلم خاصة في شهر رجب وباقي الأشهر الحرم.

4- الإكثار من إخراج الصدقات.

أهمية شهر رجب 
شهرِ رجب حدثتْ فيهِ حادثةُ الإسراءِ والمعراج٬ كما أمَر الله بتحويل قبلةِ المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المُشرفة في مُنتصف شهر رجب في السّنة الثانية للهجرة كما ورد عن ابنِ عبّاس.

ومعنى كلمة رجب الرُّجوب أي التّعظيم، وقد جاء به أمر للرسولِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام بالصّيام بهِ دون تخصيص حين جاءَهُ رجُلٌ من أهِله وقد عذَّب نفسَه بالصيام فطَلب الرسول عليهِ الصّلاةُ والسّلام منه أن يصوم شهر رمضان ويومًا من كلِّ شهر، ثم قال لهُ الرّجُل زدني، فطلب منه أن يصوم يومين، فقال الرَّجُل زدني، ثم قال: صُم ثلاثة أيام، ثمَّ قال زدني فقال: صُم من الحُرُم؛ هذا هو كل ما ورد في شهر رجب، ولم يخصه النبي بصيامٍ أو قيام أو باحتفال بليلة السابع والعشرين منهُ في حادثة الإسراء والمِعراج؛ حيثُ لم يثبُت عن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم أيٌّ من ذلك، ولا عن الصّحابة رُضوانُ اللهِ عليهم، والأولى أن يكون الصِّيامُ في شعبان، كما ثبَتَ عن الرّسولِ صلى الله عليه وسلم.

اختلفت الفقهاء في حكم الصيام في شهر رجب، فمنهم من قال بالاستحباب على اعتبار أنه من الأشهر الحُرم، وردت السنة النبويّة باستحباب صيام عدد من الأيّام في كل شهر.

ومن تلك الأيام:

صيام الإثنين والخميس: اتّفق الفقهاء من حنفيّة، ومالكيّة، وشافعيّة، وحنابلة على استحباب صيام يوميّ الإثنين والخميس من كلّ أسبوع؛ وذلك لما ورد عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أنّه قال: (إنَّ نبيَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يصومُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميس، وسُئِلَ عن ذلِكَ، فقال: إنَ أعمالَ العبادِ تُعرَضُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميس).

وعن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: (إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيه).

صيام ثلاثة أيام من كل شهر: ذهب عامّة العلماء إلى استحباب صيام المسلم ثلاثة أيّام من كل شهر؛ لما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوت:

صَوْمِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلاةِ الضُّحَى، ونَومٍ علَى وِتْرٍ).



صيام الأيام البيض: ذهب جمهور الفقهاء من حنفيّة، وشافعيّة، والحنابلة، وجماعة من المالكيّة إلى استحباب صيام ثلاثة أيّام من كل شهر تُجعل في الأيام البيض، واستدلّوا على ذلك بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيام، فصُمْ ثلاثَ عَشْرَة، وأَرْبَعَ عَشْرَة، وخَمْسَ عَشْرَة)، وروي كذلك عن موسى الهذلي أنه قال: (سألتُ ابنَ عباسٍ عن صيامِ ثلاثةِ أيامِ البيضِ فقال: كان عُمرُ يصومُهنَّ).
 

الجريدة الرسمية