رئيس التحرير
عصام كامل

وكيل "دفاع البرلمان": كل البؤر الإجرامية مرصودة.. والتكنولوجيا خفضت معدلات الجريمة (حوار)

اللواء إبراهيم المصرى
اللواء إبراهيم المصرى

كشف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء إبراهيم المصرى، أن البؤر الإجرامية المنتشرة فى عدد من المناطق على مستوى الجمهورية لا تقل فى خطورتها عن مخاطر الإرهاب، إلا أنه وبفضل الجهود التى تقوم بها وزارة الداخلية تمكنت من القضاء على عدد كبير من هذه البؤر التى تمثل خطورة على حياة المواطنين، وكذلك لها تأثير مباشر على الاستثمار والاقتصاد الوطنى. 


مشيرًا إلى أن هناك تطورا هائلا وغير مسبوق فى التعامل مع البؤر الإجرامية بفضل التطور التكنولوجى التى تعمل به وزارة الداخلية فى تتبع المجرمين والخارجين على القانون.


وقال في حوار لـ"فيتو"  تزامنًا مع الاحتفال بأعياد الشرطة: مصر أصبحت أكثر أمانا بفضل النجاحات التى حققتها وزارة الداخلية فى مواجهة العناصر الإجرامية، وتحقيق الأمن والاستقرار يساهم بشكل مباشر فى دعم الاقتصاد الوطنى، لأن تحقيق الأمن يجعل هناك بيئة مناسبة لاستقبال الاستثمارات بكافة أنواعها، مشددًا على أن للمواطنين دورًا كبيرًا فى مواجهة العناصر الإجرامية من خلال إتاحة وزارة الداخلية قنوات للتواصل المستمر للإبلاغ عن أي بؤر يشتبه فيها أنها لعناصر خارجة على القانون.


وإلى نص الحوار:


-البؤر الإجرامية ما زالت تمثل خطرا كبيرا كيف ترى تأثيرها على الأمن داخل البلاد؟


-أولا: أود التأكيد على أن الإرهاب والعناصر الإجرامية الشرسة وجهان لعملة واحدة، ولا يخفى على أحد ما شهدناه فى 2011، وكيف استعانت جماعة الإخوان الإرهابية بالبلطجية فى إثارة الفوضى وفتح السجون وما تبعه من عدم استقرار فى الحالة الأمنية على مستوى الدولة، لذلك فإن العناصر والبؤر الإجرامية لا تقل خطورة عن خطر الإرهاب.

 

- وهل نجحت مصر فى القضاء على البؤر الإجرامية المسلحة كما نجحت فى مواجهة الإرهاب؟
مصر نجحت بصورة كبيرة فى القضاء على أغلب البؤر الإجرامية، لم نقض عليها بنسبة 100%، ولكن جهود رجال الأمن بوزارة الداخلية مستمرة فى الملاحقة الأمنية للقضاء عليها تماما.

 

- ما مدى نجاح الشرطة فى القضاء على تلك البؤر والعناصر الإجرامية؟

كما ذكرت نجحنا بنسبة كبيرة، ودور وزارة الداخلية فى هذا الصدد يتمثل فى قمع الجريمة قبل وقوعها، وهناك اهتمام كبير داخل الوزارة للقضاء على تلك البؤر ومواجهة الخارجين على القانون.

 

لكن البؤر الإجرامية ما زالت موجودة فى العديد من المناطق؟
من آن لآخر.. تظهر تشكيلات عصابية متخصصة سواء فى سرقة السيارات على سبيل المثال أو غيرها من الأعمال الإجرامية، ووزارة الداخلية نجحت فى تقويض النشاط الإجرامى، ووصل إلى أدنى مستوياته، وهذه جهود ليست سهلة؛ لأن الداخلية دفعت الثمن فى القضاء على تلك البؤر بأرواح عدد كبير من أبنائها المخلصين، خصوصا فى العمليات التى تشهد مداهمات أو اشتباكات مع الخارجين على القانون.

 

هل تكون هناك أماكن محددة لتمركز هذه البؤر الإرهابية؟
هناك أماكن كثيرة معروفة فى العديد من المحافظات يوجد بها تجمعات للعناصر الخارجة على القانون، ومن مهام وزارة الداخلية القضاء على هذه العصابات.

 

ذكرت أنها موجودة فى العديد من المحافظات.. فهل يمكن تحديد المناطق الأكثر خطورة؟
التشكيلات الإجرامية تتخذ من المناطق صعبة الوصول إليها مكانا للاختباء وممارسة أعمالها المخالفة للقانون، مثل الجبال والوديان والمناطق البعيدة عن التكتلات السكانية، سواء فى الصعيد أو الوجه البحرى، وكذلك المناطق الحدودية، وفى الفترة الأخيرة وزارة الداخلية استطاعت القضاء على عدد كبير من تلك البؤر.

 

وكيف يتم التعامل مع تلك البؤر الإجرامية؟
بعد الرصد والمتابعة يتم تنفيذ العمليات، والفترة الأخيرة حدثت مواجهات سواء فى الصعيد أو الوجه البحرى بين رجال الشرطة وهذه العناصر، ويتم التعامل معها من خلال القضاء عليهم فى حالة التعامل المسلح أو القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.

 

أشرت إلى أن هناك نجاحا غير مسبوق فى التعامل مع العناصر الإجرامية.. هل نستطيع أن نقول: إن مصر آمنة من هذه العناصر كما وصلنا لمرحلة الأمان من العناصر الإرهابية؟
بالفعل مصر آمنة بصورة كبيرة أفضل من ذى قبل بفضل النجاحات غير المسبوقة لوزارة الداخلية فى القضاء على الجريمة ومواجهتها قبل وقوعها.

 

وكيف استفاد رجال الداخلية من التطور التكنولوجى فى مواجهة الجريمة والقضاء عليها؟
التطور التكنولوجى له دور هائل فى تتبع المجرمين والقضاء عليهم قبل وقوع الجريمة، من خلال استخدام آليات التتبع الحديثة مثل الـ"جى بى إس"، وكذلك إدراج المجرمين على أجهزة الكمبيوتر، والتى يتم ربطها بجميع الأكمنة على مستوى الجمهورية، وهو ما يساهم فى سرعة محاصرة العناصر الإرهابية والحد من حرية تنقلهم ومن ثم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمات.

 

معنى ذلك أن أي مجرم أو بؤرة إجرامية مرصودة ويمكن التعامل معها؟
"كله تحت السيطرة".. وأى مكان يختبئ فيه مجرمون معروف، لأنه كما ذكرت أن الأجهزة الحديثة والتطور فى مجال البحث والتتبع نجح بصورة كبيرة فى الحد من الجريمة قبل وقوعها.

 

كيف ترى تأثير الاستقرار الأمني فى تهيئة مناخ أفضل للاستثمار ومن ثَم دعم الاقتصاد الوطنى؟
الإجرام بشقيه (السياسى والجنائى) لهما تأثير سلبى كبير وخطير على الاقتصاد، لذا فإن تحقيق الاستقرار يؤدى لجذب الاستثمارات، وبذلك يكون هناك استقرار اقتصادى، وهو ما لمسناه فى الفترة الأخيرة، لأن نعمة الأمن "كبيرة جدا".

 

ترتيب مصر الدولى فى التعامل مع الجريمة.. هل فى مكان متقدم؟
بالطبع.. مصر لديها خبرات كبيرة فى الأمن الجنائى، والعالم كله يشيد بها وبالنجاحات التى حققتها وما زالت تحققها، وكذلك التطور الكبير فى التعامل مع العناصر والبؤر الإجرامية والقدرات الكبيرة فى الوصول إلى المناطق الخطرة.

 

أين دور المواطن فى مساندة الشرطة المدنية للقضاء على البؤر الإجرامية وتتبع المجرمين والخارجين على القانون؟
- مشاركة المواطنين أصبحت ملموسة ومؤثرة بشكل كبير فى مواجهة المجرمين والخارجين على القانون، حتى فى مواقع التواصل الاجتماعى حين يقوم أي مواطن بتصوير مشهد فيه مخالفة قانونية يتم التعامل معها على الفور، وكثير من القضايا كانت بفضل مشاركات المواطنين، وتم القبض على الجناة وتقديمهم لجهات التحقيق، بالإضافة إلى أن وزارة الداخلية أيضا تفتح قنوات تواصل بشكل مستمر مع المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات أو خروج على القانون والإبلاغ عن المشتبه بهم أو وجود بؤر من شأنه تكدير الأمن والسلم العام، وعلى الفور يتم التعامل مع تلك البلاغات بعد عمل التحريات اللازمة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…

الجريدة الرسمية