رئيس التحرير
عصام كامل

قصر الأميرة فوزية مقصد سياحي سقط من ذاكرة مسئولي الفيوم | صور

قصر الأميرة فوزية
قصر الأميرة فوزية

كانت الفيوم قديما مقصدا للأسرة المالكة في فصل الشتاء، لما تتمتع به من جو دافئ طوال السنة، كما أنها تنفرد عن غيرها من محافظات مصر بأنها مقصد للطيور المهاجرة من الغرب إلى الشرق، أو في رحلة العودة من الشرق إلى الغرب، تستريح الطيور فيها بضعة أيام ثم تستأنف رحلاتها ذهابا وعودة، ما جعل الفيوم بيئة صالحة لممارسة رياضة صيد الطيور، كما أن هواة مراقبة الطيور كانوا يجدون في الصحراء الغربية بالفيوم ضالتهم.

قصر الأميرة فوزية

مصر الصغري

كما أن الجغرافيين والمؤرخين أطلقوا عليها اسم مصر الصغرى بسبب التشابه الكبير بين القطر المصري ووادي الفيوم في التكوينات الجيولوجية والتراث الحضاري، فبحر يوسف يشطرها نصفين كما النيل وبحيرة قارون في الشمال مصب لبحر يوسف كما البحر المتوسط لنهر النيل، وفي الفيوم آثار للحضارات الفرعونية والرومانية واليهودية والقبطية والإسلامية.

حديقة القصر

كل هذه المقومات دعت أسرة محمد علي تقصد الفيوم لفترات طويلة، زادت في فترة حكم الملك فاروق الذي كان يقيم هو وأخواته في الفيوم شهورا طويلة، استدعت أن يكون لبعض أفراد الأسرة الحاكمة مقر دائم للاقامة، ورغم أن الملك وحاشيته كانت تتخذ من الوبرج مقرا دائما لها، إلا أن الأميرة فوزية رأت أن يكون لها مقرها الخاص يخدمها وحشمها حتي تكون علي حريتها أكثر من الوجود تحت أعين حاشية الملك، فطلبت من الملك فاروق إقامة استراحة لها علي ضفاف بحيرة قارون، فأقام لها قصرا علي طراز فريد يعتبر تحفة معمارية فريدة في القطر المصري، يستحق أن يكون له مكانته علي خريطة السياحة المصرية.

البهو

الاميرة فوزية

الأميرة فوزية هى شقيقة الملك فاروق آخر ملوك مصر ولدت فى نوفمبر 1921 فى قصر رأس التين بالإسكندرية، وتزوجت من الأمير الإيرانى محمد رضا بهلوى عام 1939 الذى تولى مهام الحكم فى ايران بعدها بعامين إلا أن الزواج لم يستمر طويلا وتم الطلاق فى عام 1945 وعادت إلى مصر وبعد ثلاث سنوات تزوجت من العقيد إسماعيل شيرين الذى تولى وزارة الحربية قبل الثورة وأقامت فى الإسكندرية حتى وفاتها فى عام 2013 وأقام لها شقيقها هذه الاستراحة على الطراز السويسرى وتحتل جزءًا صغيرًا فى منتصف قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة، وتتكون من طابقين.

الاستقبال

الاستراحة أو القصر

اختارت الأميرة فوزية  بقعة سحرية أمام بحيرة قارون، وأتي الملك فاروق بأمهر المهندسين لتشييد القصر للأميرة فوزية لتقضى فيه أوقاتها وتستمتع بسحر وطبيعة الفيوم التى كان الملك يرتادها باستمرار لصيد البط والغزال خاصة فى جزيرة القرن الذهبى فى وسط بحيرة قارون.

الطعام

القصر مكون من طابقين يتوسط الأول سلم من الأرو للصعود للطابق الثانى، ومكتب صغير تحت السلم، ويوجد مخزن للمأكولات، والطابق الأرضى يتكون من حجرة زجاجية تستخدم للتمتع بدفء الشمس فى الشتاء، وتتصدر مدخل القصر لوحة بها مربعات زجاجية عليها رسم للمبنى ومعالم المكان الذى يضم الصالون والانتريه والمدفأة، وتوجد بالقصر غرفتين للنوم، وتطل الغرف على الشرفة والحديقة، ويوجد بالاستراحة حمام تركى وحجرة مكتب بأبواب حديدية مفتوحة.

الحائط الزجاجي

حديقة القصر

وكان بحديقة القصر أشجار الفاكهة المختلفة مانجو وجوافة وأشجار الزينة إلا أن أحد المحافظين السابقين كان متخصصا فى الزراعة والبساتين ازال أشجار الجوافة من مساحة كبيرة أمام  القصر، وتركها أرض فضاء، ومؤخرًا أعادت المحافظة زراعة أشجار الجوافة مرة أخرى، كما يحيط بالقصر سور قصير يمكن التسلل من خلاله إلى داخل القصر، ولذلك فإن الأجهزة الأمنية رفضت أن يقيم فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عند زيارته للفيوم فى آواخر السبعينات، واستبدلت إقامته بأحد الفنادق.

سلم الطابق الثاني

ويطالب المهتمون بالتراث والتاريخ بضرورة الاستفادة من هذه الاستراحة، كمنتجع سياحى ملكى مع الحفاظ على البيئة، خاصة انها تابعة للمحافظة حاليا

الجريدة الرسمية