رئيس التحرير
عصام كامل

عن الاستدامة والتضخم الأخضر

إن سياسات التحول الأخضر نحو الاستدامة التى يراها العلماء أمرا حتميا لبقاء الكوكب قد تكون لها أثرا مباشرا على ارتفاع التضخم فى ظل مخاوف من تحولها إلى موجة ركود تضخمى، وكانت بداية التضخم الحالى بسبب تعثر سلاسل الإمداد مع ارتفاع أسعار الطاقة، هذا إلى جانب الحرب التجارية بين الصين وأمريكا حيث تعد الصين أكبر مصدر للتلوث بصفتها مصنع العالم.

 

 البنك المركزى الأوروبى حذر من أثر التحول الأخضر على معدلات التضخم وصرحت إيزابيل شنابل كبيرة التنفيذيين فى البنك لصحيفة فايننشال تايمز أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر سيسبب ارتفاع أسعار الطاقة بما سيدفع البنك المركزى الأوروبى على تقليص برنامجه التحفيزى بشكل أسرع مما هو مخطط له، وصرح البنك المركزى الأوروبى أنه سيحتفظ بسياسته النقدية التيسيرية للغاية لمدة عام آخر على الأقل بناء على التوقعات بأن أسعار الطاقة ستنخفض لكن الابتعاد عن الوقود الأحفورى قد يعرقل ذلك، ويجبرالبنك على إعادة التفكير فى موقفه، خاصة بعد ارتفاع الأسعار الذى دفع أسعار الطاقة ل التضخم فى منطقة اليورو إلى مستوى قياسى بلغ 5% فى ديسمبر.

 

 التحول الأخضر

 

 التحول الأخضر ضريبة سيدفعها العالم الذى أسرف فى استهلاك موارده لقرون منذ بداية الثورة الصناعية ومع التطور الصناعى وتحول الصين إلى مصنع العالم أصبحت المنتجات الصناعية فى متناول الجميع بما حقق رفاهية عالمية فكان الجدال الدائر هو تحديد نسب الفقر فى حين أن الفقير أصبح يتمتع بنسبة من الأجهزة الكهربائية والتكنولوجيا التى ضمنت حياة لائقة ولكن هل سيستمر الاوكازيون إلى الأبد؟

 

 عقبت إزابيل شنابل كبيرة التنفيذيين فى البنك المركزى الأوروبى قائلة: "كانت أسعار الطاقة فى الماضى عادة ما تنخفض وترتفع بالسرعة نفسها، ولكن الحاجة إلى تصعيد مكافحة تغير المناخ قد تعنى أن أسعار الوقود الأحفورى لا يجب أن تظل مرتفعة فقط، بل يجب أن تواصل الارتفاع إذا أردنا تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ".

 

 

 التحول الأخضر له ثمن اقتصادى باهظ وليس يسير إعادة تشكيل الاقتصاد العالمى، وقد يكون التضخم الأخضر ثمنا له، ولكن هناك ضرورة لحسن إدارة التحول وتحفيزه وتضافر جهود الدول الصناعية لكبح جماح التضخم وتحفيز التحول نحو الاقتصاديات الخضراء، وأتوقع أن يكون التحول الأخضر أكثر الملفات صعوبة فى نطاق الاستدامة على مستوى العالم خلال العقد الحالى.

 

الجريدة الرسمية