رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هضبة الأهرام.. المدينة المنسية؟!

رغم أن هضبة الأهرام  بتجمعاتها السكانية الأربع الكبرى تعد من أهم وأكبر التجمعات السكانية التى أنشأتها الدولة منذ أكثر من ٣٠ عاما، بغرض استيعاب الزيادة السكانية الضخمة بمحافظة الجيزة، وأصبحت خلال السنوات الماضية ملجأ لهروب الطبقة الوسطى من الزحام الشديد والعشوائية المرعبة في كل شىء، وتردى حالة المرافق بأحياء الجيزة القديمة من المنيب حتى إمبابة أملا في الحصول على السكن الهادئ والخدمات الأدمية نسبيا، باعتبارها منطقة تخضع لاشتراطات البناء والتخطيط العمرانى كأى مجتمعات حديثة كما روجت الدولة واجهزتها المعنية لهذة المدينة الحديثة وقتها..

 

إلا أن العشوائية وبلاوى المخالفات العمرانية وطفح المجارى وغياب الخدمات المعيشية زحف مع السكان الهاربين من غول الزحام والإنفجار السكانى بالأحياء القديمة ليسكن معهم في أرجاء المدينة العمرانية الجديد!.

 

صحيح أن الدولة خططت وأنشأت للمدينة جهازا لرعاية سكان الهضبة وصحيح إن الناس صدقت الدعاية الحكومية وقتها وجمعت حصيلة شقائها وإشترت مسكنها في المدينة الجديدة على أمل أن تحظى بقدر من رفاهية المعيشة والسكن الهادئ بعيدا عن الزحام والضوضاء في الأحياء القديمة.. ولكن الواقع وبعد هذه المدة الطويلة من البناء والإعمار في الهضبة تلك المدينة الجديد نجد أنها أخذت العدوى وتسير في الطريق لتصبح واحدة من المناطق العشوائية بسبب الإهمال أحيانا والفساد كثيرا في تنفيذ مخططات المدينة العصرية.. 

 

مخالفات هضبة الأهرام

 

السنوات تمر والمدينة تسير من سيئ إلى أسوأ وحملت معها كل سوءات العشوائيات.. فالمخالفات لإشتراطات البناء بشوارع  المدينة  حدث ولا حرج.. والبناء دون رخص يعم والمرافق من مياه وكهرباء وشوارع أشبه بمدقات العصابات في الجبال والصحارى.. والأمن في شوارع الهضبة يكاد يكون لا وجود له.. 

 

أما القمامة ومخلفات المبانى ففى كل مكان.. أما عن بلاء التكتوك فحدث ولا حرج، فقد حول شوارع المدينة إلى ساحة للاقتتال اليومى بين سكان المدينة وسائقى المركبة العجيبة وأغلبهم من الصبية والبلطجية للوصول إلى مساكنهم سواء ركوبا فى سياراتهم الخاصة أو سيرا على الأقدام أو حتى بواسطة التكتوك نفسه الذى يعرف موعد نزول الحملات ليختفي من الشوارع.. كل ذلك يحدث وجهاز المدينة ومحافظة الجيزة لا تحرك ساكنا حتى بات حال سكان المدينة اليوم ما بين الندم والسخرية من حال مدينتهم المنسية من كل أجهزة الدولة المعنية.

 

ورغم أن سكان الهضبة منذ شهور قليلة باتوا يمنون النفس بحدوث انفراجة تدفع مدينتهم إلى طريق النور وتنتشلها من حالة النسيان التى تعيشها منذ سنوات على أثر دخول منطقة الهرم السياحية المجاورة مرحلة تطوير وتغيير جذرية لحالها المتردى وتحويلها إلى منطقة سياحية متكاملة في محيط المتحف المصرى الكبير، وتسير الآن بخطوات متسارعة شملت إعادة تخطيط شامل للطرق والشوارع والمحاور المرورية ومد شبكة مترو الانفاق للمنطقة وغيرها من خدمات قاربت على الإنتهاء، إلا أن أحلام سكان هضبة الأهرام تبددت وتحولت إلى سراب وهم يرون نصيبهم من التطوير الشامل للمنطقة إن جهاز المدينة أصبح مشغول أكثر بدهان الأسوار الخارجية.. 

 

 

نعم الجهاز ترك كل بلاوى المدينة من الداخل ومشغول الآن بدهان أسوار المدينة، ولما لا والظهور على مسرح الإحتفال العالمى المنتظر لأعمال تطوير الاهرام السياحية وافتتاح المتحف الكبير على الأبواب وأخذ اللقطة هى أهم غايات المسئولين بجهاز مدينة هضبة الأهرام، والمسئولين الكبار فى محافظة الجيزة.. وتظل مدينة هضبة الأهرام ببواباتها الأربعة مترامية الأطراف هى المدينة المنسية  بعد أن دخلت عالم المناطق العشوائية من أوسع الأبواب منذ سنين طويلة.

Advertisements
الجريدة الرسمية