رئيس التحرير
عصام كامل

بعد الحجز للحكم.. القصة الكاملة لنبش قبر ممرضة واغتصابها قبل حرقها في حلوان

نبش قبر ممرضة
نبش قبر ممرضة

أعادت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الإثنين، إلى أذهان المصريين واقعة تشيب لها الرؤوس وتقشعر لها الأبدان وتلجم عندها الألسن وتتوقف معها الأقلام من فظاعتها، وذلك بعدما قررت حجز محاكمة "تربي" في حلوان للحكم بجلسة ٢٢ مارس المقبل.

 

ففي أوائل شهر أبريل 2021، استيقظ أهالي منطقة حلوان على نبأ نبش قبر ممرضة توفيت جراء إصابتها بفيروس كورونا وحرق جثمانها في ظروف غامضة، لتحوم الظنون في البداية حول إمكانية كون هذه الجريمة في إطار الخوف من الفيروس الذي كان آنذاك جديدًا ويخشاه الناس، قبل أن يتقبلوه ويتحول إلى أمر واقع يسعى البشر في شتى بقاع العالم للتأقلم معه، حتى وصلوا إلى التعامل معه كـ "دور أنفلونزا"، إلا أن هذه الجريمة كانت تحمل بين طياتها دوافع أخرى كشفتها تحقيقات النيابة ورجال المباحث، أبرزها الانتقام والمرض النفسي.

 

تحريات المباحث في نبش مقبرة ممرضة بحلوان

وانفردت فيتو آنذاك بنشر نص تحريات المباحث الجنائية في واقعة نبش قبر ممرضة بحلوان وإشعال النار فيها بعد اغتصابها وانتهاك حرمتها.

 

وجاء في نص التحريات التي أجراها الرائد محمد أسامة رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، حيث أكد أن تحرياته السرية دلته على أن وراء واقعة انتهاك حرمة القبور وإضرام النيران بجثمان المتوفاة والجبانة هو تربي ارتكب ذلك بباعث الانتقام من المسؤول عن إدارة المقابر على إثر خلاف سابق بينهما انتهى بقيام الأخير بإهانة المتهم والتعدي عليه وتحطيم هاتفه وطرده من المقابر مما أثار حفيظة الأخير ودفعه إلى الثأر من غريمه عن طريق تتبع أهل إحدى الوفيات حتى تمام دفنها وما إن جاءت له الفرصة ليلًا قام بالدلوف داخل الجبانة عن طريق فض قفلها عنوة وجرد جثمان المتوفاة من الكفن وعبث بالجثة واغتصبها وعقب انتهائه من ذلك سكب مادة الجازولين على الجثمان مضرمًا النيران به حتى امتدت إلى أسقف الجبانة وحوائطها قاصدًا من ذلك إحراق مبنى الجبانة بدافع الانتقام من خصمه ووضعه في حرج مع أهل المتوفاة وإظهاره بمظهر المتسبب بصفته المسؤول قانونًا عن إدارة مجمع الجبانات وبدافع إخفاء معالم فعلته غير الإنسانية.


كما كشفت التحريات قيام محمود السيد عميد شرطة ومفتش مباحث فرقة حلوان، أنه نفاذًا لقرار النيابة العامة تمكن من ضبط المتهم وبمواجهته بالواقعة أقر بارتكابها علي ذات النحو الذي أوردته التحريات وأضاف أنه تمكن من ضبط الأدوات المستخدمة في الواقعة “أجنة وشاكوش” بإرشاد من المتهم وعزا قصد الأخير من ارتكابه الواقعة إحراق مبنى الجبانة وجثمان المتوفاة انتقامًا من غريمه المسؤول عن إدارة المقابر لخلاف سابق فيما بينهما.

 

تقرير الأدلة الجنائية في نبش قبر ممرضة حلوان

وتبين من خلال تقرير الأدلة الجنائية، أنه بمعاينة الجبانة محل الواقعة عثر بداخلها على جثمان متفحم لسيدة دون كفنها وبجوارها جريد نخل وتظهر آثار الحريق علي حوائط وسقف المقبرة.


وأضاف التقرير أنه ثبت من خلال العينات المأخوذة من مسرح الواقعة أن الحريق نشب بداية في الجثمان خلال سكب مادة الجازولين عليه حتى امتد تاركًا الآثار السابق وصفها على مبنى الجبانة.

 

أقوال الشهود في نبش قبر ممرضة

وجاء في أقوال الشهود التي انفردت فيتو بنشرها.
 

س: اسمك وسنك 
ج: وليد أحمد جاد ٤٠ سنة سائق.

 

س: ما تفصيلات شهادتك؟
ج: شهد بوفاة شقيقته إثر إصابتها بفيروس كورونا ودفنها بمقابر العائلة إلا انه فوجئ بإبلاغه بكسر قفل الجبانة الخاصة المتواجد بها جثمان المغفور لها واضرام النيران بها داخل المقبرة واضاف باتهامه التربي المضبوط بارتكاب تلك الواقعة.


س: اسمك وسنك
ج: طارق مصطفي ٤٥ سنة مشرف عام علي مقابر عرب راشد وعزبة الوابور بحلوان


س: ما تفصيلات شهادتك؟
ج: شهد وجود خلاف مسبق بينه وبين المتهم علي اثر قيامه بمعاتبة الاخير لسوء سلوكه واعتياده علي تعاطي المواد المخدرة بمنطقة المقابر وافتعاله العديد من المشاكل مع اهالي المتوفين مما أدي به الي تعنيف المتهم ومنع دلوفه إلي منطقة الجبانات مما أسفر عن مشادة كلامية وتدافع بينهما انتهت بتهديد ووعيد من المتهم له حتي نما الي علمه عقب ذلك قيام المتهم بانتهاك حرمة قبر سيدة متوفاة وإضرام النيران بها والجبانة بقصد إلحاق الضرر به.


س: ما اسمك وسنك

ج:محمد مختار ٨٠ سنة تربي

 

س: ما تفصيلات شهادتك؟

ج: شهد انه حال مباشرته عمله بساحة الجبانات أبصر إحداها دون قفل مفتوحة علي مصراعيها وتعلوها آثار احتراق.


س: ما اسمك وسنك
ج:  محمد مغربي ٣٩ سنة موظف


س: ما تفصيلات شهادتك؟
ج: شهد انه في الليلة السابقة علي اكتشاف الواقعة اشتم رائحة احتراق تنبعث من اتجاه المقابر الي نما الي علمه عقب ذلك بقيام تربي باقتحام مقبرة سيدة متوفية واضرام النيران بجثمانها والجبانة.

 

س: ما اسمك وسنك؟

ج: فاطمة حلمي ربة منزل ٤٤ سنة
س: ما تفصيلات شهادتك؟
ج: شهدت بتواجد المتهم رفقتها قبل اكتشاف تلك الواقعة  ومغادرته لها مدعيا توجهه الي المقابر لاتمام احدي الدفنات الا انها فوجئت بعودته ليلا وملابسه متسخة بالاتربة حتي نما الي علمها بارتكابه الواقعة.


أمر الأحالة

وجاء في أمر الإحالة الذي أعدته نيابة حلوان الجزئية أن النيابة العامة تتهم “مصطفى. م.ح” 41 سنة، تربي، محبوس، بأنه يوم  ٢٩ مارس الماضي بدائرة قسم شرطة حلوان أشعل  النار عمدا بمبنى غير معد للسكن وغير مملوك له وهي مقبرة إحدى العائلات بباعث الانتقام من خصمه المسئول عن إدارتها بأن بيت النية وعقد العزم علي ذلك وأعد لذلك الغرض مشروعا إجراميا استهله بتحضير أدوات جريمته ونفاذا لما وغر بصدره وعقله من نية خبيثة ترقب التوقيت الملائم لتجسيد ما بدر في ذهنه وما إن حانت له الفرصة حتى تسلل إلى مجمع الجبانات ليلا قاصدا أحد القبور التي بداخلها جثمان إحدى السيدات حديثة الوفاة متمكنا من الدلوف بداخل القبر عن طريق فض قفله عنوة حتى قام بسكب مادة معجلة للاشتعال على جسدها وإضرام النيران بمبني الجبانة علي النحو الثابت بتقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية قاصدا من ذلك إيذاء غريمه وتحميله مسئولية تلك الفعلة بصفته المتولي إدارة الجبانات ولإخفاء معالم واقعة تدنيسه للقبر محل الاتهام.


وأضاف أمر الإحالة أن المتهم انتهك حرمة قبر المتوفية بان دلف لداخله بطريقة غير مشروعة وما أن ظفر بجثمان المتوفاة حتى أزال عنها كفنها كاشفا لعورتها غير عابئ بحرمتها واستكمالا لفعلته الشيطانية عبث بالجثة مهينا إياها.


وأشار أمر الإحالة إلى أن المتهم أتلف عمدا القبر وصفا وقيمة بالأوراق وترتب على ذلك أضرارا مالية وأحرز أدوات أجنة وشاكوش وجازولين بدون مسوغ من الضرورة الحرفية أو المهنية.

الجريدة الرسمية