رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى مشرفة.. محطات في حياة اينشتاين العرب

على مصطفى مشرفة اينشتين
على مصطفى مشرفة اينشتين العرب

واحد من 11 عالما على مستوى العالم حصلوا على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم، ورغم ذلك عندما عاد العالم الفيزيائى الدكتور على مصطفى مشرفة من لندن ورفضت الجامعة تعيينه أستاذا بكلية العلوم لصغر سنه لأن سن الثلاثين كانت شرطا من شروط الأستاذية فعين أستاذا مساعدا حتى إن عميد العلوم وكان إنجليزيا "بنجام" قال له كيف أكون عميدك وأنت تحمل من الدرجات العلمية ما لم أحملها أنا، فرد عليه الدكتور على مصطفى مشرفة  ـ رحل في مثل هذا اليوم 15 يناير عام 1950: لأن حكومتى تريد ذلك.


وثار أعضاء البرلمان إذ تكرمه إنجلترا ولا نكرمه نحن واضطرت وزارة المعارف بعد استشارة الجامعة التى حصل منها على الدكتوراه فى لندن أن تعينه أستاذا للرياضة التطبيقية فى كلية العلوم عام 1926 وهو فى الثامنة والعشرين من عمره، ثم انعم عليه الملك فاروق برتبة الباشوية عام 1947، إلا أنه نظرا لتصرفات الملك فاروق السيئة رفض أن يوقع بالشكر على الباشوية فى التشريفات الملكية.

رفض الباشوية 

وأعلن أنه يفضل لقب الدكتور مشرفة فقط، فعاقبه الملك بعدم تعيينه رئيسا لجامعة فؤاد الأول كما منعه من السفر إلى أمريكا فاستقر في سويسرا للعلاج  ورفض الملك أيضا أن تحول له أسرته نقودا لمصاريف العلاج فعاد إلى القاهرة. 

وذلك لأنه على رأس الجبهة المعارضة لاضطهاد الدكتور طه حسين ونقله من الجامعة كما أنه كان معاديا للإنجليز فكان عضوا في جمعية سرية لمناهضة الاحتلال.

طالب السعيدية 

ولد د. على مصطفى مشرفة فى حى المظلوم بدمياط عام 1898 لوالد كان يعمل بتجارة القطن إلا أنه خسر أمواله فى بورصة القطن، فعاش الابن فى فقر شديد، والتحق بمدرسة أحمد الكتبى، وانتقل منها إلى مدرسة العباسية ومنها إلى المدرسة السعيدية وحصل في البكالوريا على الترتيب الثانى على القطر،حصل على الدكتوراة من الكلية الملكية بلندن فى فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائى تشالرز توماس ويلسون الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء، ونشر بحوثا فى المجلات العالمية وانتشر اسمه عالميا منذ عام 1932.

هواية الشعر والموسيقى 

وكان د. على مصطفى مشرفة حافظا للشعر ملما بقواعد اللغة العربية وعضوا بالمجمع المصرى للثقافة العلمية باللغة العربية، ترجم مباحث عديدة إلى العربية.إلى جانب ذلك كان بارعا فى العزف على الكمان والبيانو وعضوا بالجمعية المصرية لهواة الموسيقى عام 1945، فهو يرى ان الادب والفن ملازما للعلم في المجتمعات  المتقدمة.

تفتت الذرة 

توصل مصطفى مشرفة في ابحاثه الى سر تفتت الذرة وحارب استعمالها في الحروب وتوصل الى سر صناعة القنبلة الذرية من الهيدروجين وسمى بأينشتاين العرب وطلبت دول كثيرة بقائه للعمل في جامعاتها الا ان رده كان ( في مصر جيل يحتاج الى ).
 نادى الدكتور مشرفة بمشروع لاعتبار الصحراء مصدر الثروة الثانى ومشروع آخر لاستغلال مساقط النيل فى استخراج الكهرباء، وكانت صدمته الكبرى مقتل تلميذته عالمة الذرة سميرة موسى فى أمريكا فمرض وأصيب بذبحة فى القلب عام 1950 وبعد وفاته لم يقم الملك بإرسال مندوب عنه فى توديع عالم ذرة جليل مثل الدكتور على مصطفى مشرفة. 
كان يرى الدكتور على مصطفى مشرفة أنه يجب أن يكون العلماء أحرارا فى حكمهم على الأمور وأن تشعرهم الدول بأنهم قادة الفكر ذلك لأن طالب العلم هو طالب الحقيقة والمدافع عنها.

طه حسين ينعى مشرفة 

ونعاه الدكتور طه حسين بكلمة قال فيها:الصديق الكريم والأخ الوفى.. كنت ألح عليك فى ألا تتعجل الخروج، ثم أصبح فأسمع نعيك يأتى من بعيد فيصعقنى كما جاءتنى أمس تحياتك من بعيد فملأت قلبى حبا وحنانا وذكرى ثم نسعى فنشيع جنازتك ذاهلين لتسعى أقدامنا وتتحرك أجسادنا، ولا تصدق عقولنا أننا افتقدناك ولن نراك، وأمثال الدكتور محمد مصطفى مشرفة كان من النابغين النابهين الذين يرفعون ذكر أوطانهم والذين يضيئون منار الإنسانية بالعلم والمعرفة، أمثال قليلون إذا خسرهم الوطن فلابد له من صبر طويل، وانتظار مستطل قبل أن يظفر بمن يخلفهم، وإذا فقدهم فلابد له كذلك من الانتظار حتى يجد من يتم ما بدأه السابقون.


كما نعاه العالم ألبرت أينشتاين الذى كان يتابع ابحاثه قائلا:لا أصدق أن مشرفة قد مات فيالها من خسارة فادحة فهو بحق أعظم عالم فى القرن، إنه لا يزال حيا من خلال أبحاثه التى لا تموت.

شكوك فى وفاته 

وقيل إنه توفى مسموما نتيجة غيرة الملك فاروق منه حتى إنه عزله عن منصب رئيس جامعة القاهرة بالإنابة وعن منصب وكيلها نكاية فيه، وقيل إن الموساد الإسرائيلى وراء قتله لإصراره على إدخال تطبيقات علم الذرة إلى مصر.
 

الجريدة الرسمية