رئيس التحرير
عصام كامل

علي أفندي الكسار.. 65 عاما على رحيل صاحب الرفعة

الفنان على الكسار
الفنان على الكسار

فنان مسرحى كوميدى خفيف الظل، يتمتع بحضور وموهبة فنية كبيرة بالإضافة الى القدرة العجيبة على ارتجال القفشات والافيهات،عشق ارتياد المسارح فبدأ الاتجاه للفن وكون فرقة مسرحية باسم (مصطفى أمين وعلي الكسار) وقدم أولى مسرحياته عام 1916 باسم "حسن أبو علي سرق المعزة" التي كتبها يونس القاضي وقام بدور خادم نوبي ليستمر الفنان على الكسار يقدم مسرحياته طيلة 50 عاما حتى وصل عددها ما يقرب من 170 مسرحية.

نافس شخصية "كشكش بيه" التي اشتهر بها نجيب الريحانى في عز مجده بتقديمه شخصية "عثمان عبد الباسط"، فكان يدير شخصيات مسرحياته بنفسه للرد على مسرحيات الريحاني فإذا قدم الريحاني مسرحية (حمار وحلاوة) قدم الكسار مسرحية (عقبال عندكم) وإذا قدم الريحاني (قولوله) رد عليه (قلنا له)، وبنفس الطريقة تعامل مع مسرحياته نجيب الريحانى فإذا قدم على الكسار مسرحية (الدنيا بخير ) رد عليه الريحانى بمسرحية (الدنيا جرى فيها ايه ).

عثمان عبد الباسط 

اشتهر بالأداء النوبي، وتقمص شخصية عثمان عبد الباسط بخفة دم وتلقائية فى الأداء، ليظهر لمشاهده ومستمعه إنه نوبى أسود أصيل بالرغم من بشرته البيضاء التي كان يدهنها باللون الأسود فهو علي خليل سالم، الشهير بـ "علي الكسار" ولد بشارع الشرنوبي عام  1887بحى شبرا.

بدايات الكسار 

عمل في بداية حياته سروجيا في دكان ابوه، ثم عمل طباخا في منازل الكبراء ملازما لخاله، ونظرا لوجود نوبيين معه في الخدمة اتقن لغة النوبة الغيير مكتوبة.

على الكسار 


اعجب به الملك فاروق ومنحه لقب حضرة صاحب الرفعة الوجيه على افندى الكسار وهو اللقب الذى لم يحصل عليه منافسه نجيب الريحانى، وكان من اغنى الممثلين حتى انه سمى بصاحب الملايين، والمليونير الخفى لكثرة ما يكتنزه من أموال، ورغم ذلك كان يعيش عيشة بسيطة في احد حوارى السيدة زينب الى ان انتقل الى العيش بمسقط رأسه بشبرا الى ان رحل في مثل هذا اليوم 15 يناير 1957.

محسوبكو انداس 

أسس على الكسار فرقة باسم دار التمثيل الزينبى وفى عام 1919 قدم مسرحية (ليلة 14) على مسرح الماجستيك التى استمرت فى وقت اندلاع ثورة 1919 وكان أول  الفنانين الذين لهم صداقة وطيدة مع الموسيقار سيد درويش الذى قدم له ألحان أغنيات 11 مسرحية، وكانت أول أغنية غناها له (محسوبكو انداس) خلال مسرحية "ولسة" التي قدمها بعد ذلك إيمان البحر درويش، 

على الكسار مع اسماعيل يس فى نور الدين والبحارة 


قدم عام 1920 في وقت السينما الصامتة فيلما قصيرا باسم "الخالة الامريكية " في دور بسيط، واعجب بأدائه المنتج توجو مزراحى في دور الخادم النوبى فقدمه في فيلم "بواب العمارة " عام 1935 وكان في السابعة وأربعين من عمره بنفس شخصيته المسرحية عثمان عبد الباسط ليقدم معه اهم أفلامه منها سلفنى ثلاثة جنيه، على بابا والأربعين حرامى، نور الدين والبحارة، بنت حظ، المرأة والشيطان، نرجس، محطة الأنس، غفير الدرك حتى انه قام بدور الخادم النوبى في أفلام محمد عبد الوهاب جميعها تقريبا وكانت آخر أدواره السينمائية دور العبد نور في فيلم " أمير الانتقام ".

كانت وفاة الفنان الكبير على الكسار مأساوية، حيث مات فقيرًا بعد إفلاسه في غرفة درجة ثالثة بأحد عنابر مستشفى قصر العيني بعد معاناة مع سرطان البروستاتا.
 

الجريدة الرسمية