رئيس التحرير
عصام كامل

الإجراءات المتبعة عند العثور علي جثة مجهولة

العثور علي جثة مجهولة
العثور علي جثة مجهولة

العثور على جثة مجهولة هنا واخري هناك، هذا الامر ليس بسيطًا على الأهالى أو رجال المباحث الجنائية، خلال محاولات كشف غموض هذه الجرائم، خاصة عندما تكون الجثة لطفلة أو سيدة مُقطَّعة الأجزاء.


 

فريق عمل كبير من رجال المباحث الجنائية والأدلة الجنائية والطب الشرعى يبدأون عملهم بفحص الجثة، ومكان العثور عليها، مرورًا بالملابس والشعر والأظافر والبصمة الوراثية، لتنجح الأجهزة المعنية في النهاية في تحديد الجناة في معظم الجرائم إلا نادرًا عندما يتم قيد القضية ضد مجهول ويغلق ملفها.


 ترصد "فيتو" الإجراءات المتبعة عند العثور على جثة شخص مجهول الهوية ملقاة في الشارع أو في قطعة أرض فضاء حيث أن هناك عدة إجراءات تتبعها أجهزة الأمن عندما يتم العثور على جثث مجهولة الهوية أهمها:


 

يتم التحفظ عليها من قبل رجال الأمن. 

 - محاولة التوصل لأهليتها من خلال استجواب أهل المنطقة التي تم العثور فيها على الجثة والتعرف عليه وتحديد شخصيته.

- تفتيش الجثة لمحاولة العثور على أي إثبات شخصية توضح هوايتها، وفي حالة عدم وجود أي بيانات يتم فحص بلاغات التغيب.


 

- إبلاغ النيابة المختصة التي تصرح بتشريح جثة للوقوف على ملابسات الحادث.

- إجراء تحليل الحمض النووي (DNA) وأخذ عينات من الجثة.

- بعد انتهاء الإجراءات يتم وضع الجثة لفترة معينة من الزمن لحين التعرف عليها.

- خلال تلك الفترة إذا لم يتم التوصل إلى أهل المتوفى أو القتيل في الحادثة، يتم دفنه في مقابر الصدقة، ويتم تحديد المقبرة التي دفن فيها.


 

واستطلعت "فيتو" بعض من اراء الخبراء،  وبدورهم أكدوا على أن هناك علامة أو مدلولًا يتركه الجانى وراءه، كما توجد ثغرة، ولو بسيطة،يتركها المتهم دون دراية، نتيجة اللهفة التي تنتابه لحظة إخفاء معالم الواقعة، مغادرًا مسرح الجريمة بسرعة، مؤكدين أنهم يلجئون لفحص بلاغات التغيب، وبصمات الأصابع، والبصمة الوراثية.


 و كشف مصدر من خبراء مصلحة الطب الشرعي  أن الجثث التي يتم العثور عليها دون التعرف على هويتها يتم تسميتها بين خبراء الطب الشرعي باسم "المجاهيل".

وأضاف المصدر، أن معظم حالات "المجاهيل"، تكون إما نتيجة للغرق، أو حوادث سير على الطرق النائية، أو المتطرفة على حدود البلاد، أو من يتعرض للموت المفاجئ خارج البلاد دون أن يكون مع الضحية ما يثبت شخصيته، بينما من السهل الوصول إلى هوية جثث المجني عليهم في جرائم قتل.

وأشار المصدر إلى أنه بمجرد العثور علي جثة يتم إبلاغ النيابة العامة باعتبارها محامي الشعب، لتبدأ في ممارسة جزأين من التحقيق؛الأول قانوني يتمثل في محاولة التعرف على ملابسات واقعة الوفاة، والوصول إلى مرتكب الواقعة، واستدعاء الشهود، بينما يكون الجزءالثاني تحقيقًا فنيًّا لمعرفة سبب وفاة المجني عليه، وذلك بالتعاون مع رئيس مصلحة الطب الشرعي الذي يكلف طبيبًا من قسم الطب الميدانيلإعداد تقرير الصفحة التشريحية لمعرفة سبب وفاة المجني عليه سواء كان مقتولًا أو منتحرًا.

وأكد المصدر أنه يتم إيداع الجثة المجهولة الهوية في أقرب مشرحة لها، على أن يسحب منها تحليل الحمض النووي "DNA"، والاحتفاظ به،وفي حال سؤال مواطن ما على أي شخص مفقود من ذويه من الدرجة الأولى، يتم إجراء تحليل الحمض النووي له ومطابقته مع تحليل عينة الحمض النووي للجثة المجهولة؛ لاستبيان ما إذا كان هناك صلة قرابة من عدمه.


 

وأوضح المصدر أنه في حال عدم التوصل إلى أهل مجهول الهوية يتم دفنه في أقرب مقبرة من مقابر الصدقة، وأنه ليس هناك حصر لتلك الجثث وإنما تختلف من يوم لآخر، ومن شهر لآخر، ومن سنة لأخرى.


 

ويرى اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، أنه لا توجد جريمة مكتملة الأركان مهما كانت مهارة الجانى أو اعتياده ممارسة فعل الجريمة، مضيفًا أن أي شيئين يتلامسان سيترك أحدهما أثرًا في الآخر، معلنًا أنها "قاعدة جنائية".
 

وفسر "عبدالحميد" أن جرائم القتل إما أن تحدث بسلاح قائم بذاته كالسكين مثلًا، أو الضرب في مقتل كالرقبة، أو سلاح ليس قاتلًاكالشومة، وهذه الأسلحة أو الطرق دائمًا ما تترك أثرًا على جثامين المجنى عليهم، وقد يصدق القتل بما يسمى بالخنق أو التسمم، ثم يعقبه فصل الرأس أو أي عضو من الأعضاء لتضليل رجال المباحث، وكثيرًا ما نرى في حالات متشابهة أن الجناة يتخلصون من جرائمهم في مناطق صحراوية غير آهلة بالسكان، يصلون إليها بوسيلة نقل، وأغلب مواعيد التخلص من الجثامين يكون ليلًا، ومن المؤكد أن تكون للمتهمين علاقة مباشرة وأصيلة دون وسيط أو مأجور، ودائمًا ما تُترك الجثامين بدون رؤوس، ويتوصل رجال المباحث بعد جهود طويلة إلى الجناة مستخدمين أسلوبين، الأول: الحس الأمنى الرفيع، والثانى: الحس التكنولوجى الرفيع أيضًا، مضيفًا أن حل اللغز يبدأ من مسرح الجريمة سواء كان مفتوحًا للعامة يسهل الوصول إليه جهارًا نهارًا، ويسمى هنا "المسرح المفتوح"، والثانى المغلق الذي يكون داخل شقة لها باب ويكون مسرح الجريمة هنا محكم الإغلاق، وهنا يمكن تركها في مكان الشقة أو دفنها بذاتها، أما الجثامين مفصولة الرأس، مثلًا طفلة موضوعة داخل "جوال" ومتروكة في الصحراء، فتُفحص ملابسها جيدًا من قِبَل المعمل الجنائى والطب الشرعى واستبيان ما إذا كانت ترتدى ملابس خروج من عدمه، كما يتم فحص ملابسها الداخلية وغشاء البكارة لبحث ما إذا كان قد تم الاعتداء عليها جنسيًا، وإذا كانت الجثة لذكر فيتم فحص فتحة الشرج.

واستطرد قائلًا إن بداية خيط الوصول إلى الجناة هو حصر نقاط إزهاق الروح، وفحص جميع الاتصالات التي تصادف وجودها في مكان إلقاء الجثة في فترة العثور عليها، وذلك بالتنسيق مع شركات الاتصالات طبقًا لما رصدته الأبراج اللاسلكية للموبايلات، ثم تتم المتابعة الخلفية، والكشف عليها في إدارة مكافحة جرائم النفس، وهناك أيضًا تحليل DNA لتوضيح صلة القرابة والنسب، مع الوضع في الاعتبار ألا نقتصر عليها في بلاغات الاختفاءات.

الجريدة الرسمية