رئيس التحرير
عصام كامل

سبقوا الغرب في الديك الرومي.. كيف احتفل المصريون القدماء بليلة ميلاد العام الجديد؟

صورة تخيلية لاحتفالات
صورة تخيلية لاحتفالات المصريين القدماء برأس السنة الميلادية

تبدأ بعد أيام سنة ميلادية جديدة ويبدأ شهر جديد في عام جديد، وتقام احتفالات رأس السنة في جميع أنحاء العالم وتشمل الاحتفالات بابا نويل وهدايا عيد الميلاد.
وترجع الاحتفالات بعيد رأس السنة الى عصور الفراعنة ولم يكن أول يوم في السنة عيدا لمعبود معين وإنما كانت احتفال عام يقام فى أرجاء البلاد، وكان أول سجل تاريخى بهذه المناسبة سجله الأمير "قن آمون" على مقبرته، فقد صور الهدايا الثمينة التي قدمها للملك بمناسبة يوم رأس السنة. وكما ذكر الدكتور سيد كريم، عالم المصريات، في دراسة له أن المصرى القديم كان بعد أن ينتهى من ملء بطنه بالطعام والحلوى يقوم مع أقرانه بالسهر بالرقص والغناء والموسيقى ويبدأ الإعداد لمثل هذا اليوم قبلها بشهور ويؤلفون الاغانى ويستعينون بمن يضعون الموسيقى والألحان.

كما أن للمصريين القدماء عادات خاصة في الاحتفال برأس السنة، فكان المصريون ينحرون الذبائح كقرابين للآلهة التي كانوا يعبدونها ثم يتم توزيعها على الفقراء، كما كانوا يذبحون أوزة ويطهونها ويقدمونها على موائدهم، ثم استبدلوا مع الزمن الأوزة بالديك الرومي الشهير كما في أوروبا وأمريكا.

رمز الحياة 

كما استخدم المصريون القدماء سعف النخيل الذي كان يرمز إلى الحياة ويتم استخراجه من قلب الشجرة لذلك كانوا يتبركون به ويصنعون منه ضفائر الزينة التي ما زالوا يعلقونها على أبواب المنازل.

وحرصت الأم المصرية على صناعة الكعك والفطائر لتصبح الطبق المفضل المقدم في ليلة رأس السنة الجديدة وكانت فطائرهم تنقش بالطلاسم والتعاويذ الديني، أما الشراب المفضل فكان عصير العنب بعد تخميره، ومن الأغنيات التي كانوا يرددونها (لا تدع الحزن يدخل قلبك، افعل ما ترغب فيه وما يسرك) وكانت تعقد الأفراح وإقامة حفلات الزواج استبشارا بعام جديد.

الملكة كليوباترا 

وأول من ربطت بين الزهور ورأس السنة هي الملكة كليوباترا حيث ابتدعت كرنفال الزهور ليكون أحد مظاهر الاحتفال برأس السنة حين جاء وقت اعتلائها العرش مع بداية سنة جديدة، ومن هنا بدأ انتشار الزهور في أعياد الميلاد.
وعندما حكم الفرس مصر احتفلوا مع المصريين برأس السنة أطلقوا عليه عيد النيروز ومعناه (اليوم الجديد) واستمر هذا الاحتفال حتى دخول المسيحية مصر.
وتابع الدكتور كريم أن الباحث الإنجليزي ديفيد روبنسون في أبحاثه أن تاريخ شجرة عيد الميلاد هي فكرة خرجت من مصر القديمة حيث كان أبناء الحضارة الفرعونية القديمة الذين استطاعوا أن يضبطوا تواريخ فصول المناخ على مدار السنة، ولهذا كانوا عند بداية كل شتاء يحضرون أفرع النخيل الخضراء إلى بيوتهم في احتفالية للتأكيد على معنى انتصار الحياة على الموت.

ليلة رأس السنة 

وفى دراسة للدكتور حازم الكريتى مفتش الآثار السابق بمنطقة سقارة قال فيها: إن احتفالات الفراعنة برأس السنة اتسمت بروح إنسانية عالية، فيتسابق المتخاصمون في ليلة رأس السنة مع محبيهم، كل نحو خصمه أو عدوه، فيقتسم الضيف مع مضيفه، أو الخصم مع عدوه، كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء والمحبين، وكانت تستمر الاحتفالات خمسة أيام وتسمى بالأيام المنسية.

وأشار الكريتي إلى أن احتفالات الفراعنة بعيد رأس السنة، والتي كانت تستمر خمسة أيام كاملة كانت تسمى بالأيام المنسية التي لا تدرج ضمن تقويم أيام السنة، تتضمن الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والحقول وزيارة المقابر، حاملين معهم سلال الرحمة ــ وبها أطعمة وفاكهة ومخبوزات وكعك ــ كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام، ويقدمون القرابين للآلهة والمعبودات.

احتفالات رأس السنة عند القدماء 


وأكدت الدراسة أن قدماء المصريين عرفوا احتفالات رأس السنة، بحسب التقويم الفرعوني، قبيل ظهور التقويم الميلادى بأربعة آلاف عام، وأن السنة المصرية، كانت تبدأ في أول شهر توت الموافق الحادى عشر من شهر سبتمبر من كل سنة عادية.

الجريدة الرسمية