رئيس التحرير
عصام كامل

عيد النصر.. الوعي والوعي المضاد !

حتي أوائل الثمانينات وربما ما بعد ذلك كانت مصر تحتفل كل ٢٣ ديسمبر بعيد النصر كنا ربما آخر جيل احتفل بذلك في المدارس وحصل علي إجازة هذا اليوم المجيد الذي خرج فيه آخر جندي بريطاني.. وتعلمنا كيف أن بلدا بلا إمكانيات يسترد ممتلكاته وحقوقه وثروة شعبه من قوتين عظميين ومعهم ذيلهم الذي صنعوه في المنطقة.. وكيف أن شعبا بسيطا تحول إلي ملايين المقاتلين الفدائيين الشجعان التفوا حول قائدهم الشاب وأعادوا قناتهم وثأروا لمئات الألوف من أجدادهم ممن حفروها بأرواحهم ودمائهم ودفنوا فيها مرضي وقتلي وأحيانا أحياء.. استردوا قناتهم وبنوا سدهم وطردوا المحتل للأبد !

 

فجأة.. يتم تجاهل المناسبة.. بل ويزور الرئيس مبارك بريطانيا في ذكري ثورة يوليو! أي يزور المحتل السابق في يوم العيد القومي للبلاد الذي أخرج هذا المحتل! ثم عادت أصوات تهاجم الذكري وتنضم ل إعلام الإخوان التي اعتبرت حرب ٥٦ هزيمة! بحساب الخسائر العسكرية وليس بحساب الصمود والتحدي والمكاسب السياسية وانتصار الإرادة وتحقيق الأهداف!! وتحول الانتقام السياسي إلي انتقام من الوطن نفسه! وراحوا يقولون للأجيال الجديدة أن بلدكم لم تعرف الانتصارات إلا مرة واحدة! وتاريخكم كله هزائم في أسوأ معارك زرع الإحباط ونزيف الانتماء وتزييف الوعي ! 

 

حلف إعلام الإخوان مع أقلام السلطة وقتها ومنهم -بكل آسي- أقلام لسفارات أجنبية كنا نعرفهم بالإحساس الوطني وهو غالبا صادق حتي عرفناهم بالأسماء والتفاصيل عندما عملنا بالمهنة والوسط كان يعرف ويعرف ! 

 

اليوم وقد انتهي أصلا احتكار أي جهة ل الإعلام والمصريين يحيون شعبيا مناسباتهم الوطنية رغم وجود امتدادات للأقلام القديمة يعرفهم المصريون بالاسم.. ومع ذلك أعيد الاعتبار لبطولة مصر وشعبها وفي طليعتهم شعب بورسعيد البطل الحر وتم تكريم أبطال الملحمة علي أعلي مستوي ورأينا أفلاما تسجيلية عنها لأول مرة منذ سنوات طويلة.. 

 

 

واحتراما لهذه البطولات والتضحيات وإعلاء لقيمة الفداء والانتماء علينا أن نعيد الاحتفال بالذكري.. بالمعني والاسم وعلي أكبر ما نستطيع.. ليس فقط ردا علي إعلام الإخوان والسعي لمحوه من عقول الملايين إصلاحا لأخطاء تاريخية فادحة..  وإنما أيضا إحقاقا للحق واتساقا مع الحقيقة وخصوصا وشعبنا يسعد كل يوم وهو يتابع ويتلقى أخبار الأرقام القياسية التي تحققها القناة ولا يصح إلا الاعتراف بفضل من أعادوها ! 

المجد للشهداء وللأبطال..

الجريدة الرسمية