رئيس التحرير
عصام كامل

الأقصر تنهي استعداداتها لاستقبال زائري ظاهرة تعامد الشمس

أنهت محافظة الأقصر في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء استعداداتها لتنظيم فعاليات احتفالية تنظمها وزارة الآثار والسياحة بالتعاون مع محافظة الأقصر ونقابة المرشدين السياحيين، وذلك ضمن فعاليات تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك، والتى تنظم احتفالية سنويًا فى 21 ديسمبر من كل عام، للإعلان رسميًا عن بدء فصل الشتاء فى مصر، وذلك بحضور عدد من السائحين الأجانب والمصريين.

فعاليات معابد الشمس بالأقصر

ومن المقرر أن يشهد ويشارك فى فعاليات احتفالية تعامد الشمس بمعابد الكرنك، المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، ونائبه محمد عبد القادر خيري، وعدد من قيادات محافظة الأقصر ومديرية الأمن ورجال القطاع السياحي بالمحافظة، ويتم تنظيم تلك الاحتفالية هذا العام فى 21 ديسمبر الجارى، للعام الحادى عشر على التوالى فى موعد مع أضخم ظاهرة فلكية تتكرر كل عام، وهى تعامد الشمس على معابد الكرنك الشهيرة من الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة صباحًا، وهو الاكتشاف الذى رصده وتوصل إليه مركز البحوث الأثرية فى جمعية المرشدين السياحيين فى الأقصر.

برنامج احتفالية معابد الشمس

كما يبدأ برنامج الاحتفالية فى قبل شروق الشمس بالتجمع لكافة الضيوف أمام ساحة معابد الكرنك، ثم تبدأ عروض احتفالية من فرقة الأقصر للفنون الشعبية برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة للترويح والترفيه للحضور من الأفواج الأجنبية والمصريين والضيوف، ثم تبدأ مقدمة عروض الصوت والضوء عن تاريخ التعامد على مقصورة قدس الأقداس فى واجهة الصرح الرئيس لمعابد الكرنك، كما يشمل برنامج الاحتفالية بدء موسيقى شروق الشمس التراثية أمام الصرح الرئيس لمعابد الكرنك، ويتم تغطية شروق الشمس ورصده من قبل الضيوف وفريق الإعلاميين من مصر وحول العالم الذين يهتمون سنويًا برصد التعامد ويستمر حتى الساعة السابعة صباحًا.

وفي هذا الإطار يشرح أستاذ علم المصريات الدكتور بسام الشماع، بعضًا من الحقائق المذهلة حول تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعابد الكرنك، وما يمثله "التوقيت" و"المكان" من دلالات تعكس جانبًا من عظمة قدماء المصريين.

يستهل الشماع حديثه بالإشارة إلى دلالة التوقيت، في 21 ديسمبر من كل عام (يتغير التاريخ إلى 22 ديسمبر كل أربع سنوات، في السنة الكبيسة)، على اعتبار أن ذلك التاريخ يمثل فلكيًّا بدء فصل الشتاء (فصل الإنبات عند قدماء المصريين). 

مشيرًا إلى أن ذلك يعكس جانبًا من تطور وكفاءة المصري القديم العالية في دراسة الأجرام السماوية وتحركات الشمس والنجوم وحتى الكواكب؛ فقد استطاع قدماء المصريين في الدولة الوسطى معرفة خمسة كواكب على الأقل منهم فينوس والمريخ، وأعطى لهم المصري القديم أسماء خاصة.

ومن عظمة ودلالة "التوقيت" ينتقل عالم المصريات بالحديث بحسب تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن "دلالة المكان"، بالإشارة إلى أن "معابد" الكرنك هي المكان الأمثل لمثل تلك الظاهرة، لما للكرنك من أهمية خاصة؛ فهو بيت الإله آمون رع (إمِن رع بالهيروغليفية)، وهو المعبود الخفي عند المصري القديم، وتعتبر معابد الكرنك أكبر مركز ديني في ذلك الوقت في مصر، ومن ثمّ فإنه من الطبيعي جدًّا أن تتشكل هناك العلاقة بين قرص الشمس وبين (إمن رع).

ويتحدث عن الاختلاف بين تعامد الشمس على قدس الأقداس في معابد الكرنك، وتعامدها على قدس الأقداس في معبد أبو سمبل، بالإشارة إلى أن معبد أبو سمبل هو معبد واحد ومنحوت في فترة واحدة، وبالتالي أجريت عليه دراسات فلكية محددة لتعامد الشمس، بينما الكرنك شهد إضافة مبانٍ أخرى على مدار العصور وحتى عصر الرومان، وحتى البطالمة أضافوا معابد داخل الكرنك.

وتابع: "العبقرية تكمن في أنه مع كل تلك البنايات المختلفة ظلت الظاهرة موجودة، وتستطيع أشعة الشمس النفاذ داخل المعبد ليكون لها علاقة بالطقس الديني بأن تسير على المحور الرئيسي الخاص بالمعبد "وهنا تبزغ العبقرية الخاصة بالفلكي المصري القديم ومن جاء بعده.. ويمكن القول إن تلك الظاهرة معروفة على مدار آلاف السنين؛ بدليل أنه عندما تم البناء داخل الكرنك حتى أيام البطالمة تمت المحافظة عليها.. ولم يأت مبنى ليحجب الشمس".

الجريدة الرسمية