رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انحدار ثلاثي!

يقع التراجع في حياة الشعوب حين يطفح قاعها إلى سطحها، ويتجلي مزهوا متعاليا على سماجته منكرا خيباته. حتى في حياة الفرد الواحد، فإن الشعور بالدونية يغلب عليه حين تغلبه شهواته وتلقي به في مراتب المقارنة مع الأطهر والأنقى. يوجد تفسير سهل ربما يريح النفوس المصرية الموجوعة من الهزيمة في ثلاثة ملاعب حيوية: الفن والإعلام والرياضة، وبالذات كرة القدم، أن نقول أن الشعوب تخرج من المعارك الكبرى، بجراح عميقة في البنية النفسية والاجتماعية، جراء الدمار العام في البنية الاقتصادية، فضلا عن خسائر الأرواح والجراح في العمليات. يقع ذلك للمنتصر وللمهزوم، وإن تفاوتت درجات الوجع، والاعتراف بمداه وأبعاده وتكلفته. 

 

أداء متواضع

 

لماذا هزمتنا تونس في آخر الثواني؟ لماذا الصمود الصمود ثم الانهيار في آخر نفس؟ لماذا غلبتنا قطر وأزاحتنا عن ترتيب الثالث، ورغم تواضع المركز الثالث الذي قاتلنا عليه إلا أنه كان سيمسح دموع الحسرات، وفيه شئ من رد الاعتبار. لماذا تتراجع الدراما والغناء..  لماذا الإعلام تافه متواضع لاهث وراء ما يفرزه الصرف الاجتماعي للناس؟ 

 

نحن في مرحلة انتقال.. استقرت البنية الامنية، لكن الهزات النفسية لاتزال تتوالى ومع اصرار أصحاب القرار على إسناد الأمر في الإعلام والرياضة لهواة أو عديمي الكفاءة، أو محاسيب، فإن التراجع والانحدار هو المصير. صعب فعلا أن ترى مصر تكافح لحفظ ماء الوجه في الملاعب الرياضية والاعلامية والفنية. صعب أن يمثل الفن المصرى، في شقه الغنائي، زبد البحر.. الضحالة والبلطجة.

 

لن يتغير هذا الوضع المخزى إلا إذا تغيرت المنظومة الرياضية والإعلامية والفنية. بعضها يحتاج قرارات كتلك التى يحسم بها الرئيس المواقف المتميعة أو التى يرى فيها تخاذلا.. وبعضها لا يحتاج سوى إسترداد الكفاءات. حين جرد تنظيم الاخوان الارهابي جهاز أمن الدولة من العقول والكفاءات لكي ينفردوا بالشعب وأجهزته التنفيذية والقضائية عجز الأمن عن الرؤية، وعمادها المعلومات وتحليل هذه المعلومات.. واستخلاص النتائج.

 

 

الوضع الحالي أشبه بالوضع البائد. لابد من استعادة العقول و الأصوات العاقلة الرشيدة المهنية. وفي الرياضة لابد من إعطاء الثقة الكاملة لمدرب وطني كفء، بدلا من إهدار الملايين علي تعادلات وهزائم.. وجلطات تصيب الجمهور المصرى، يرى فريقه ينازع الخصم..  فيغلبه من كان يوما يرنو نحونا مسحورا بفنوننا ورياضتنا واعلامنا. أن تلقى الهزيمة أحيانا؛ فذاك موقف يمكن قبوله وتبريره في مجال الرياضة، لكن أن تأتيك الهزيمة من تخاذلك.. ومن ضعفك ومن سوء اختيارك.. إشرب إذن وتجرع!

Advertisements
الجريدة الرسمية