رئيس التحرير
عصام كامل

عادل عبد الحفيظ يكتب: الصورة بمليون كلمة.. وطموحات "عم أحمد"

قنا تحلم بالتطوير
قنا تحلم بالتطوير الحقيقي

مع الحديث المتواتر منذ فترة عن قرب إجراء تعديل وزارى محتمل ومقترن بحركة محافظين، تقول المصادر جميعها إنها ستكون كبيرة ومؤثرة بشكل واضح، وخاصة داخل محافظات الصعيد والدلتا معا.

باتت عدة أمور تحتاج بشدة الى التعريج عليها ومع تقييم حقيقى، وبلا عواطف وبحيادية تامة، ولاينتقص من شخصيات نحترمها ونجلها وتنتمى لمؤسسات لانختلف عليها ولايمكن ان يختلف عليها وطنى محب لوطنه.

فقد يكون بعض المحافظين لايمتلك خبرة التعامل مع الشارع والمحيطين، وقد يكون البعض الآخر يتصف بالطيبة وحسن الخلق الشديد، وقد استغلت ذلك "شلة المصالح المحيطة به"، وقد يكون غير محظوظ فى وجود فى محافظات تحتاج إلى نمط معين من القيادة والعمل الميدانى، وقد يكون البعض أيضًا لا يملك فريقًا جيدًا يساعده فى تحقيق رؤيته.

"عم أحمد" مواطن سبعينى من محافظات جنوب الصعيد جمعته مع كاتب المقال صدفة بحتة، وأيضًا تصادف مرور موكب أحد المحافظين أمامنا نحن الاثنين.

وسألته عن رأيه فى المحافظ الذى يقود محافظته بعد كل هذا العمر، وكان رأيه قاطعًا واضحًا وربما صريحًا وغير منمق ولا يعرف التوزنات فى كلامه.

 

اسم المحافظ

"عم أحمد" أولًا؛ لا يعرف اسم المحافظ الذى يقود محافظته وذكر اسم محافظين سابقين يرى أنهم اصحاب الفضل على بلدته تحديدا، ثم بادرنى بقوله: "إنه يقيم المحافظ من خلال اختياراته لرئيس مدينته وقريته والقيادات فيها، ولما كانت مدينته تحولت الى مدينه اشباح حقيقة، وتقطعت طرقها واصبح حتى وهو يرتاد "حماره" لايستطيع ان يصل من قريته الى مدينته من اجل "قبض معاشه" فانه يرى ان المسئول عن هذا هو المحافظ، ويرى ان دفاع المحافظ المستمر عن ناس يعرفها القاصى والدانى فى محافظته وتاريخها يشهد لها بعدم الاخلاص والمخالفات التى قالتها النيابة والمحكمة التاديبية، جعله فى حيره من امره ويسأل فى سره: "هو بيعمل كدة ليه ؟!".

"عم أحمد" يرى أن الحكومة والرئيس السيسى يحاولون عمل من "الفسيخ شربات فى محافظته"، ويعملون فى كل شارع.. ويكفى انه اخيرا بعد انتظاره 30عامًا شاهد خطوط الصرف تمر من امام منزله، وشاهد خطوط مياه نظيفة ووحدة صحية متطورة، ولكنه يرى ان من يعمل فى محافظات الصعيد لا يتعامل بنفس فكر الرئيس والحكومة، ويرى بعيون مرافقيه والمقربين منه.

إذن عزيزى القارئ، وبعد هذا الحديث المقتضب مع رجل مسن، وقال ببساطته ما لم يقله أحد آخر، أستطيع أن أوجز مطالب الشارع من حركة المحافظين القادمة.

 

تحطيم الشللية

نحلم بمحافظ يحطم "الشللية" التى افقدت الكثير منهم شعبيته فى الشارع، محافظ لا يعرف للعناد طريقًا ويعرف أن رب العباد يرضى عنه عندما يستمع للعباد أنفسهم. 

يحلم الشارع أن يتعامل المحافظون جميعهم مع المواطن البسيط دون "خدمة مواطنين" تعنفهم، وقد تحاول الاعتداء عليهم أحيانًا أخرى، ودون مسئولي مكتب يمنعونهم بغرور وتأفف.. وليتهم يتعلمون من الرئيس كيف يستوقف سيدة بسيطة فى الشارع، ويقول لها: "أنا تحت أمرك، أنا هنا علشان أخدمك"، فى رسالة لم يتلقها أبدًا المحافظون وخاصة فى الصعيد".

نحلم بمحافظ يتابع مشروعات عملاقة بالمليارات تهدف لخدمة المواطن، يتابعها بشخصه، وليس عبر شخصيات أثبتت فشلها فى الإشراف على مشروعات مشابهة، وتم إنفاق ملايين وبل مليارات فيها، ومعظمها على ورق، وفى سيديهات تراها عبر الـ"داتا شو" فقط، وأما على الأرض فتقريبًا لا شيء.

يحلم الشارع بمحافظين يستمعون حتى لمن يعارضهم ويتعاملون معهم وكأنهم أبناؤهم ولا يعادونهم سمعا لشخصيات فاسده ومفسدة، محافظون يرون كيف قال الفاروق عمر يوما: "أصابت امراة، وأخطأ عمر".

ثقتنا فى قيادتنا السياسية بلا حدود بحسن الاختيار، وفى أجهزتنا أيضًا بحسن التقييم، ورسالتنا للجميع إلا يغضبوا من رأي الشارع والذى يجمع على احترامهم وشكرهم على ما قدموه، ولكن يبقى الإنجاز على الأرض صاحب الكلة، والصورة بمليون كلمة.

الجريدة الرسمية