رئيس التحرير
عصام كامل

شرم الشيخ.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.. انتخاب حسن عبد الشافي رئيسًا جديدا للمؤتمر في دورته التاسعة.. ورسائل جوتيريش وغادة والي تتصدر الجلسة الافتتاحية

مؤتمر الدول الأطراف
مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأُمم المُتحدة

انطلقت اليوم فعاليات الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي تعقد تحت رعاية وتنظيم منظمة الأمم المتحدة، وتستضيفها مصر في مركز المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 13- 17 ديسمبر الجاري.

جاء ذلك بحضور عدد كبير من الوزراء، والمحافظين، ورؤساء الأجهزة والهيئات، والمسئولين بالجهات المعنية، كما يشارك فيها عدد كبير من ممثلي الحكومات، والمنظمات الإقليمية والحكومية الدولية، والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص في مصر.


وقبيل بدء الجلسة الافتتاحية، جرت مراسم رفع علم منظمة الأمم المتحدة وعلم جمهورية مصر العربية على مقر مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في دورته التاسعة بمركز المؤتمرات الدولية في مدينة شرم الشيخ؛ حيث قام برفع العلمين كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة غادة والي، وكيل أمين عام الأمم المتحدة، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC.

وعقب ذلك، بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة الدكتور حارب العميمي، رئيس الدورة الثامنة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الذي تحدث خلالها عن أهمية الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي تم خلالها اعتماد إعلان سياسي لتكثيف إجراءات مكافحة الفساد وتسريع تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.


وأعلن الدكتور حارب العميمي انتخاب اللواء مهندس حسن عبد الشافي، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، رئيسًا جديدًا للمؤتمر في دورته التاسعة، حيث جرت مراسم تسليم وتسلم رئاسة المؤتمر لدورته الجديدة، كما تخللت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم تسجيلي يحمل عنوان "الطريق من أبوظبي إلى شرم الشيخ"، يتضمن الجهود الدولية بمشاركة الأطراف المعنية في محاربة الفساد خلال الفترة الماضية، وتحسين التعاون المباشر من أجل التصدي له عبر الحدود، والإشارة إلى إطلاق الشبكة التشغيلية العالمية لسلطات إنفاذ القانون لمكافحة الفساد، كما تم التنويه للخطوات التي تمت على صعيد الحد من الفساد في مجال الرياضة، من خلال شراكات جديدة مع اللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي لكرة القدم.


وعقب ذلك، ألقى اللواء حسن عبد الشافي، رئيس الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، كلمة أعرب خلالها عن ترحيبه بجميع الحضور في مؤتمر الدول الأطراف بمدينة السلام على أرض مصر الغالية، مهد الحضارة والتاريخ، موجها الشكر والتقدير على الثقة التي منحها له بانتخابه رئيسا للدورة التاسعة للمؤتمر، كما أعرب عن تقديره أيضا للدكتور حارب العميمي، رئيس ديوان المحاسبة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مؤكدا أن هذا المؤتمر يعد منصة مهمة للتشاور وتبادل الخبرات بهدف حماية شعوبنا، والسعي نحو تغيير عالمنا نحو الأفضل، مهما واجهنا العديد من التحديات.


وتم عرض فيديو تسجيلي بشأن دور مصر في مكافحة ومواجهة الفساد،  وأعقبه إذاعة كلمة مسجلة لكل من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، كما ألقت الدكتورة غادة والي، وكيل أمين عام الأمم المتحدة، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC، كلمة هنأت فيها اللواء مهندس حسن عبدالشافي، رئيس هيئة الرقابة الإدارية على انتخابه رئيسا للدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف، كما وجهت الشكر للدكتور حارب العميمي، رئيس ديوان المحاسبة بدولة الامارات العربية المتحدة، على جهوده التي بذلها خلال ترؤسه للدورة الثامنة للمؤتمر، لافتة إلى الأهمية الكبيرة لمؤتمر الدول الأطراف، باعتبار أن اتفاقية مكافحة الفساد هي الصك الدولي الشامل في مواجهة الفساد الذي يهدد أمن الدول ويعرقل جهود التنمية المستدامة حول العالم.

 

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش باتخاذ إجراء عالمي لمجابهة وتقويض الفساد، معتبرا الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بمدينة شرم الشيخ، فرصة مهمة لاتخاذ خطوات عالمية هامة لمحاصرة الفساد ومكافحته، قائلًا: "دعونا نعيد الثقة للمؤسسات الدولية".

 

وأضاف أمين عام الأمم المتحدة في كلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، خلال افتتاح الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بمدينة شرم الشيخ أن الفساد بات تحديًا ينخر في بعض المجتمعات، الذي تعاظم نوعًا ما، خلال جائحة كورونا.


ودعا إلى توسيع جهود حماية الموارد في الدول من الفساد، وهو اعتبره جوتيريش خطوة مهمة نحو التنمية المستدامة في المجتمعات، واستعرض ما تعانيه الفئات المختلفة من معاناة جراء الفساد؛ ما يستدعي ضرورة التكاتف من أجل حماية الموارد والمصادر الثمينة في الدولة، لمحاصرة الفساد والجريمة المنظمة بوصفها خطوة مهمة نحو التنمية المستدامة.


ونبه إلى خطورة الفساد الذي يزعزع الثقة في المؤسسات العامة؛ وهو ما يؤثر على اقتصاد الدول بتكبيدها الكثير من الخسائر.


ومن جانبها وصفت المدير التنفيذى لمنظمة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة غادة والى المؤتمر التاسع للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة الفساد المنعقد حاليا في شرم الشيخ بأنه "محفل دولي هام".. وقالت: إن الاتفاقية هي الصك القانوني الدولي الوحيد، وأن الدول الأعضاء وصلوا إلى 189 دولة مما يضع مسئولية خاصة في مواجهة التحديات والفرص في مكافحة الفساد، وأن العالم في أمس الحاجة للنزاهة والشفافية للخروج من أزمة (كوفيد-19) التي اتخذت أبعادا اجتماعية واقتصادية.

 

وقالت غادة والي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر  إن هذه الدورة تعقد في ظل تحديات استثنائية.. معربة عن الشكر لمصر لعقد المؤتمر رغم كافة التحديات.


وأعربت عن سعادتها بافتتاح هذا المؤتمر الهام في مصر بمشاركة 152 دولة و2130 شخصا مما يعكس الاهتمام العالمي بموضوع المؤتمر، الذي يمثل رسالة للعالم بان مكافحة الفساد تمثل اولوية لنا جميعا، لما يسبب الفساد وغياب الشفافية وانعدام العدالة في الوصول الى الفرص من خسائر تقدر بمليارات الدولارات، مما يؤثر على التنمية ويعطي القوة للجماعات الإجرامية.

 

ونوهت غادة والي إلى أن إعلان شرم الشيخ الذي سيصدر عن المؤتمر سيكون تأكيدًا على أن "الآن هو الوقت المناسب للعالم يرتقي لمسئولية مواجهة الفساد"، مشيرة إلى أن كل واحد عليه ان يلعب دوره وعلينا ان ننتهز الفرص مع توافر الإرادة السياسية لمحاربة الفساد والاستفادة من الموارد اللازمة.. ودعت إلى دعم المؤسسات التي تقف في طليعة جبهة محاربة الفساد، لتقوم بعملها وكذلك البرلمانات التي لها دورها في هذا الصدد.


وأشارت الى ان مكتب الأمم المتحدة يتعاون مع الدول لتعزيز قدراتها على محاربة الفساد بكافة اشكاله، داعية الى الاندماج في المبادرات الهادفة لمحاربة الفساد وتعزيز التنافس العادل، منوها ايضا بدور الاعلام والمجتمع المدني في هذا الشأن.


واشادت غادة والي بدور الشباب والمرأة فى تعزيز القدرات على مجابهة الفساد في المجتمعات، منوهة إلى أن النساء في مواقع القيادة تساعد على تحقيق ذلك، كما ان ٨ر١ مليار شاب في العالم يمثلون فرصة ولكن في غياب العدالة وفي ظل الفساد لن يكون لديهم أملا في المستقبل.


وأضافت: أنه يتعين أن يقتنع الناس أي فساد مهما كان بسيطا له أثره السلبي على حياتهم والجميع لهم الحق في مستقبل منصف، داعية الى مواجهة التحديات والارتقاء ليقوم كل بدوره في هذا الشأن.

 

وانطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأُمم المُتحدة لمُكافحة الفساد، بقاعة المؤتمرات الدولية بشرم الشيخ.

 

ويعد المؤتمر الحدث الأكبر في مجال منع ومُكافحة الفساد على مستوى العالم، والذى ينعقد خلال الفترة من 13 إلى 17 ديسمبر الجاري.

 

وتعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، المرجع العالمي لمكافحة الفساد وكيفية التعاون بين دول العالم في المجالات المرتبطة، وانضمت مصر للاتفاقية في ديسمبر 2003 إيمانا منها بأهمية التضافر الدولي لمنع الممارسات الفاسدة حول العالم.

 

وتستضيف مصر خلال الفترة من 13 إلى 17 ديسمبر الجاري، أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأُمم المُتحدة لمُكافحة الفساد، وهو الحدث الأكبر في مجال منع ومُكافحة الفساد على مستوى العالم حيث سيتم نشر تقرير عن حجم الفساد فى الرياضة، وعن مكافحة الفساد فى القطاع الصحى فى مسألة صناعة الأدوية وأجهزة الحماية من العدوى.

 

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي  بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد علي تمسك الدولة قيادة وشعبا بسيادة القانون ورفض كافة صور وممارسات الفساد وترسيخ قيم النزاهة وسياسة الشفافية، وأن الجميع بدون أي استثناء كلهم سواء أمام القانون.

 

كما شدد الرئيس علي ان هذا هو المسار الذي انتهجته الدولة كأحد ركائز الحكم الرشيد منذ بدء مسيرة التنمية ومن اجل مستقبل افضل لوطننا الغالي مصر  .

 

وأشاد الرئيس بمؤسسات الدولة المعنية لما تبذله من جهد متواصل في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ويدعوهم لبذل مزيد من الجهد لحماية مقدرات الوطن والشعب المصري.
 

الجريدة الرسمية