عندما تتحول الإعاقة إلى معجزة.. رضا فضل فنان تشكيلي وأستاذ جامعي بلا يدين | فيديو وصور
بخفة حركة غير معقولة يمسك بفرشاته وألوانه ويخط على لوحته البيضاء اللمسات الأخيرة للوحة أسطورة "العبد والغراب"، ولكن ليس بيديه بل بفمه، فالدكتور رضا فضل الفنان التشكيلي والأستاذ بكلية التربية الفنية جامعة الأزهر، وُلد بلا يدين ولكن الله وضع في قلبه وصدره حب الرسم لتتحول معه من مجرد هواية يمارسها في الصغر بفمه وقدميه إلى مهنة أساسية يمتهنها ويتبحر في علومها من خلال دراسة الماجيستير والدكتوراة.
رضا فضل.. فنان بقلبه
ولد رضا فضل الفنان التشكيلي والأستاذ بجامعة الأزهر في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، ولكنه لم يكن مثل أقرانه ممن ولدوا في الوقت ذاته، فلا كفين له ولا أصابع.. فقط العضدين والكتفين ولكن الله وضع به ملكة ربما لا يمتلكها من يملك الكفين والأصابع العشر، وهي موهبة الرسم، "وأنا عندي خمس سنوات أختي علمتني أكتب بفمي وبعدها مدرسي في ابتدائي علمني أكتب بقدمي، وبعد ذلك بقيت أقلد أي رسمة أمامي بفمي وبقدمي، حتى أصبحت الدكتور رضا فضل الفنان التشكيلي والأستاذ بجامعة الأزهر كلية التربية الفنية".
يقول الدكتور رضا فضل لـ فيتو:"أنا اتولدت بالإعاقة دي وهي نعمة من عند ربنا وتعايشت معها منذ الطفولة، وتعودت إني أعمل كل حاجة بفمي"، ربما كان هذا السبب في أن يتقن الدكتور رضا فضل هواية الرسم، كان كلما شاهد شيئا أمسك بقلمه عن طريق فمه، وأقبل على ورقة فارغة أو المرآة وقلده فيخرج في صورة تتطابق والشيء الذي يرسمه، "بعد كدة بدأت يكون لي فكر مختلف بدأت أشارك في مسابقات القراءة للجميع ودي كانت أحسن حاجة بالنسبة لي لأنه كنت بشارك مع زملائي من الأسوياء لم يكن هناك اختلاف بيني وبينهم وأكيد استفدت من خبراتي معاهم في هذه المسابقات".
حينما كان في سن الخامسة تعلم رضا فضل من خلال شقيقته الكتابة بالفم، ثم بعد أن التحق بالمدرسة وحينما كان في المرحلة الابتدائية، علمه مدرس الرسم والكتابة من خلال القدم، فوجد رضا متسعا للرسم بكلتا الطريقتين، فإذا كان الأسوياء يرسمون لوحاتهم باستخدام اليدين فقط، فها هو يستخدم فمه وقدميه ويستغل كل طريقة وفقا لطبيعة اللوحة وما تحتاج إليه يقول الدكتور رضا فضل:" بالنسبة لي الرسم بالفم فيه صعوبة شوية لأنه بيستخدم فيه عضلات الفك وأحرك الرقبة عشان أكمل الرسمة فدي فيها صعوبة شوية، لكن بها مميزات إنه الرسمة بيكون بها تفاصيل أكثر وبقدر أجيب الخط مظبوط".
أما الرسم بالقدم فأمره يختلف تماما حيث تصبح ضربات الفرشاة صريحة وقوية والمساحات في اللوحة تكون أكبر مما يجعله يخرج بلوحة ذات طابع فريد ومتميز، ولكنه في كل الحالات يستمتع وهو يمسك بفرشاته وألوانه.
من الهواية للدراسة والتخصص
لم تكن هواية الرسم بالفم والقدم ثم دراسة الفن التشكيلي بمدارسه ومذاهبه المتشعبة في جامعة الأزهر، المطاف الأخير أو السطر الأخير في حكاية هذا الرجل الذي عشق الفن فعشقه وقدم له الكثير، ولم تكن الصدفة هي من ساقته إلى التدريس بالجامعة، لكنه حلم سبق ودونه على ورقة صغيرة وهو في العام الجامعي الأول، "وأنا في أولى جامعة كتبت ورقة إني هكون الأول على الدفعة وسيتم تعييني بالجامعة".
يرى الدكتور رضا فضل أن ذوي القدرات الخاصة والإعاقات المختلفة لا يمكن أن ينحصر دورهم ومكانهم في الوظائف الإدارية أو إمامة المساجد أو ما شابه.
يقول الدكتور رضا:" أنا أرى أنه لا يجب أن يوضع ذوي الإعاقة في ركن معين أن يكون موظف إداري أو إمام وخطيب، لكنه يقدر يعمل كل شيء ويقدر يكون طبيب ومهندس وفنان تشكيلي ".
تحقق الحلم ومرت السنوات واستعد رضا للماجستير وكانت دراسته تركز على مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة من خلال موضوع دراسته الذي حمل عنوان "التجريد في التصوير"، ثم حانت لحظة دراسة الدكتوراة فكانت دراسته لا تبتعد كثيرا عنه، " لما أخدت الدكتوراة أخذت من يشبهوني أكثر أي الرسامين بالفم والقدم على مستوى العالم".
