رئيس التحرير
عصام كامل

"مواد بناء متفجرة".. تفاصيل مثيرة عن تدمير الموساد منشأة إيران النووية

تفجير منشأة إيران
تفجير منشأة إيران النووية

اهتزت إيران يوم السبت الماضي على وقع انفجار هائل، قيل إنه كان بالقرب من منشأة نطنز النووية، كما شاهد سكان قريبون من المنشأة ضوءا في السماء، لتتردد أقاويل باحتمال تعرض المنشأة لتخريب جديد.

 

لكن قيادة الدفاع الجوي الإيراني قالت في بيان إن ذلك ناجم عن اختبار لمنظوماتها الصاروخية في سماء منطقة بادرود التابعة لمدينة نطنز، نافية وقوع انفجار أو وجود ما يدعو للقلق.

 

3 عمليات كبيرة

نشرت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، تقريرًا حصريًا كشف عن مفاجآت مثيرة للغاية، مشيرة إلى أن دولة الاحتلال نفذت 3 عمليات كبيرة خلال الشهور الـ18 الماضية ضد المواقع النووية الإيرانية، مستعينة بنحو ألف من أفراد الموساد.

 

ونفذت مخابرات دولة الاحتلال هذه الهجمات بدقة كبيرة باستخدام أسلحة عالية التقنية، منها طائرات مسيرة وطائرة كوادكوبتر وعملاء داخل منشآت برنامجها النووي.

 

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينيت بات يركز على سياسة جديدة تعتمد على تنفيذ ضربات سرية داخل إيران، اعتمادا على القدرات الواسعة التي بناها الموساد هناك.

 

وكشفت الصحيفة تفاصيل 3 عمليات كان أولها في الثاني من يوليو من العام الماضي، في مركز إيران لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة (ICAC) في نطنز، حيث وقع انفجار غامض أثار حيرة المسؤولين الإيرانيين حينها.

 

تفاصيل صادمة

وقالت الصحيفة إن نتائج تحقيقات الإيرانيين كانت صادمة، إذ اكتشفوا وهم يحققون في كيفية وصول المتفجرات إلى المنشأة، أنه عند تجديد مبنى المنشأة في عام 2019، تظاهر عملاء تابعون للاحتلال بأنهم تجار بناء وباعوا لهم مواد بناء مليئة بالمتفجرات، ليقوم جيش الاحتلال بتفجيرها بعد ذلك بعام.

 

لم يكتف جهاز الموساد بذلك، بل تواصل عملاؤه مع 10 علماء نوويين ممن لديهم إمكانية الوصول إلى الحرم الداخلي للقاعة A1000 تحت الأرض، وكان بالداخل ما يصل إلى 5000 جهاز طرد مركزي.

 

تفجير المنشأة شديدة الحراسة

ولعب عملاء الموساد على وتر احتياجات هؤلاء العلماء في الحياة، وتمكنوا من إقناعهم بتبديل مواقفهم وتجنيدهم، وأقنعوهم بأنهم يعملون لصالح منشقين دوليين وليس للاحتلال، وبشكل لا يصدق وافق العلماء على تفجير المنشأة شديدة الحراسة.

 

كيف دخلت المتفجرات إلى المجمع المحصن؟

نقلت الصحيفة عن مصادرها أن طائرة مسيرة حلقت في المجال الجوي الإيراني وسلمت القنابل إلى موقع متفق عليه ليجمعها العلماء ثم جاءت عملية التهريب، عبر شاحنة توصل الطعام إلى العاملين في المنشأة، ثم قام العلماء بجمع القنابل وتركيبها في المنشأة.

 

أجهزة طرد مركزي متطورة 

وبعد أن أعلنت إيران بدء استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز IR-5 و IR-6 في القاعة تحت الأرض، تم تفجير نظام الطاقة الآمن، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وتدمير تسعين بالمئة من أجهزة الطرد، ما أدى إلى توقف المنشأة عن العمل لمدة تصل إلى تسعة أشهر.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء الذين جندهم الموساد لا يزالون على قيد الحياة وبصحة جيدة.

 

بعد ذلك أراد الموساد أن يوقف عملية صناعة أجهزة الطرد نفسها وليس فقط مجرد تفجير عدد منها في نطنز، بحيث يعطل محاولة استعادة العمل في نطنز، فتحولت أنظاره إلى منشأة كرج على بعد 30 ميلًا شمال غرب طهران، حيث توجد شركة تكنولوجيا أجهزة الطرد المركزي الإيرانية (TESA).

 

طائرة كوادكوبتر

فكر الموساد في كيفية قصف المنشأة، فجاءته فكرة استهدافها بطائرة كوادكوبتر، لكن كيف تدخل هذه الطائرة إلى إيران؟

 

كانت الإجابة في أن الموساد أدخلها قطعة قطعة بمساعدة عملائه هناك، ثم في 23 يونيو، تم تجميع القطع ونقلها إلى موقع على بعد 10 أميال من مصنع TESA، ثم أطلقها الموساد مستهدفة المصنع ما تسبب في انفجار كبير، ثم عادت إلى موقع الإطلاق لكي يتم استخدامها فيما بعد.

 

أي إن الطائرة لا تزال داخل إيران متأهبة لهجوم جديد، وربما حاولت تنفيذه بالفعل يوم السبت وتم اعتراضها، حين سمع السكان القريبون من منشأة نطنز النووية دوي انفجار وشاهدوا ضوءا في السماء.

الجريدة الرسمية