رئيس التحرير
عصام كامل

ما هو الكريسماس وعلاقته بشجرة عيد الميلاد.. أصلها فرعوني وظهرت في ألمانيا

احتفالات الكريسماس
احتفالات الكريسماس

يحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد الكريسماس، وذلك بدءا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الجريجورى واليوليانى، غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يوما يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير، وهو الاحتفال الذي أصبح يسمى بالكريسماس، وارتبط برأس السنة الميلادية.

الكريسماس

الكريسماس (بالإنجليزية Christmas) هو عيد يحتفل فيه المسيحيون بعيد ميلاد يسوع المسيح، وتتمثّل مظاهر الاحتفال بالكريسماس فى تبادل التهاني وتقديم الهدايا وظهور "بابا نويل" الذى يُطلق عليه "سانتا كلوز" فى بعض الدول، إلى جانب تزيين شجرة عيد الميلاد، وإعداد عشاء بهذ المناسبة.

وكلمة Christmas مكونة من مقطعين: المقطع الأول هو Christ ومعناها: (المخلِّص) وهو لقب للمسيح، والمقطع الثانى هو mas مشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد)

شجرة عيد الميلاد

ومن بين أبرز مظاهر الاحتفال بالكريسماس تأتى "شجرة عيد الميلاد"، حيث تزين تلك الشجرة الخضراء داخل البيت، لتعبر عن رمز الحياة والنور ويتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس.

بعض الروايات تقول أن بداية فكرة "شجرة عيد الميلاد" إلى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.

وفي رواية أخرى، بدأ تقليد شجرة الكريسماس في بريطانيا في العهد الفيكتوري، أي الوقت الذي اعتلت فيه الملكة فيكتوريا العرش بين عامي 1837 و1901، وكانت الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت من أكبر عشاق شجرة الكريسماس.

الفراعنة والرومان

ولكن في الواقع يضرب هذا التقليد بجذوره في الزمن لأبعد من ذلك بكثير، فقبل المسيحية بوقت طويل والأشجار دائمة الخضرة لها معنى خاص للناس في الشتاء، وفي كثير من البلدان كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.

وفي مصر القديمة عبد المصريون الإله رع ولديه رأس الصقر ويرتدي الشمس كرمز في تاجه، وكان المصريون القدماء يرون في الانقلاب الشمسي بداية تعافي رع من مرضه، فكانوا ينصبون نخيلا أخضر في بيوتهم رمزا لانتصار الحياة على الموت.

وكان الرومان يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه ساتورناليا تكريما لساتورن إله الزراعة، فقد علم الرومان أن الانقلاب الشمسي يعني ازدهار الزراعة قريبا، وابتهاجا بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.

بعد المسيحية

وبعد المسيحية ظهر هذا التقليد أولا في ألمانيا وانتقل إلى بريطانيا في عهد الملك جورج الثالث في الوقت الذي ولد فيه الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا.

فقد كانت زوجة الملك جورج ألمانية تدعى شارلوت والتي اعتادت على تزيين شجرة لأسرتها في أواخر القرن الثامن عشر، ويقال أن الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت هما أول من جعل شجرة الكريسماس تحظى بهذه الشعبية لذلك يعتقد الكثيرون أن التقليد ولد في عهدها.

بينما كان أول ظهور لشجرة الكريسماس بالمعني الحرفي في أمريكا في بنسلفانيا عام 1747 على أيدي مستوطنين ألمان.

رمز وثنيا عند الأمريكان

 ولكنها لم تنتشر هناك حتى منتصف القرن التاسع عشر حيث كان أغلب الأمريكيون يعدونها رمزا وثنيا، وكان حاكم نيو إنغلند، وليام بلادفورد، قد كتب في مذكراته أنه حاول جاهدا منع تلك العادة الوثنية.

وفي عام 1659 صدر قانون يمنع الناس من الاحتفال بـ 25 ديسمبر بتزيين شجرة الكريسماس باعتبار ذلك تدنيس لحدث مقدس، واستمر هذا القانون حتى القرن الـ 19 عندما انتشر المهاجرون الألمان والايرلنديون الذين يحبون الاحتفال بعيد الميلاد بشجرة الكريسماس.

وشهد القرن العشرين قيام الأمريكيين بتزيين بيوتهم بشجرة الكريسماس المزينة بالحلي، بينما واصل الأمريكيون من أصل ألماني وضع التفاح والجوز والبندق واللوز والفطائر الصغيرة المصنوعة باللوز والسكر، فضلا عن تزيينها بالأنوار، ثم بدأت أشجار الكريسماس تنتشر في كافة ميادين البلاد لتصبح عادة أمريكية أيضا.

على المائدة

في البداية كان الناس يضعون شجرة الكريسماس على مائدة لأنها كانت صغيرة، ولكن مع الحصول على شجر أكبر من النرويج بدأ الناس يضعون أشجارهم على الأرض وحولها هدايا.

شجرة التنوب 

والسبب في استخدام شجرة التنوب في هذا الغرض أنها خضراء دائما مليئة بالأوراق حتى في الشتاء، ومنذ عام 1947 تهدي النرويج إلى لندن شجرة كريسماس كل عام امتنانا للمساعدة التي قدمتها خلال الحرب العالمية الثانية.

الجريدة الرسمية