رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يجب تحصين التراث من عبث التيارات الدينية؟

التراث الإسلامي
التراث الإسلامي

تتعامل التيارات الدينية مع التراث الإسلامي والعربي وكأنه من الأملاك الحصرية لهم، يمنعون أي شخص من اي مرجعية فكرية آخرى من الحديث في القضية باعتباره غير متخصص وعليه أن يعيد الأمر لأهله.

 

وبسبب هذا التعنت لحق بالتراث الكثير من الزيف والتضليل وانتشرت المقولات المزورة التي تعيق العقل والفكر باعتبارها من الدين والتراث ومن المعلوم من الدين بالضرورة ولهذا طالب الكثير من المفكرين بتنقية التراث وتنقيح كل ما لحق به من افتراءات.

 

ويقول الدكتور أحمد موسى، الباحث في علم الاجتماع السياسي، إن التراث العربي، أمانة لدى المفكرين والمؤرخين العرب، مؤكدًا أنهم مطالبون بتنقية هذا التراث من كل ما لحق به من زيف وتضليل في العصر الحديث، بسبب تيارات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان.

 

 

وحذر موسى من خطورة شعارات الإسلام السياسي، على التراث العربي، مؤكدًا أنه طريق إلى الاحتلال وليس التحرر، لافتًا إلى التيار الديني لا يتطرق إلى ‏محاربة فساد أو مواجهة الطائفية والمظالم بل يعمل على ترسيخها طالما هناك مصالح لهم من خلفها، ويلعب دائما على إفراغ الساحة لأفكاره ومعتقداته عبر تشويه الآخرين‏.

 

وأشار إلى أن الإسلام شيء والإسلاميين قصة آخرى، لا علاقة لها بما كان عليه صحابة رسول الله، والصورة النقية الأولى للدين، ‏التي يزعم الإسلاميون أنهم يستردونها مرة آخرى، فالانتساب إلى حزب أو جماعة والتعصب لها ليس من الدين في شيء. ‏

 

وأكد موسى أن الإسلاميين خطر على العروبة والدين والتراث الوطني للأمة والحضارة العربية، لافتا إلى أن كل هذه الأخطار ‏مصدرها قيادات الجفاف والاستخفاف والإسفاف وعباد الكراسي، على حد وصفه. ‏


وطالب الجامعة العربية بالحفاظ على التراث العربي والتواصل مع البلدان العربية لإقراره في المناهج الدراسية، حفاظًا على الأمن ‏القومي العربي، على حد وصفه. ‏


وتهاجم الإخوان كل ما له علاقة بالقومية العربية، وتعتبره معنى ذميم بحسب ما أورده موقع ويكيبيديا الإخوان، وتزعم أن الاعتزاز ‏بالعربية سيؤدي إلى الانتقاص من قدر الأجناس الأخرى، وتعبر ذلك عدوان عليها وتضحية بها في سبيل عزة أمة وبقائها  ‏تدعي وتنادي بأنها فوق الجميع.‏

 

وتزعم الإخوان أن المناداة بالقومية العربية ليس من الإنسانية في شيء، وترى أنه شعار يقود المجتمع إلى تناحر الجنس البشري في ‏سبيل وَهْمٍ من الأوهام، ولهذا يؤكدون بشكل أنهم لا يؤمنون بالقومية ولا بأشباهها، ويتجاوزون ذلك لتأكيد أنهم لا يؤمنون بالحضارة ‏الفرعونية ولا الفينيقية ولا السومرية أو غيرها من الحضارات التاريخية التي تتأسس عليها الهويات القومية لبلدان المنطقة.‏

 

ويرى المثقفون أن مشروع الإخوان نفسه تمييزي، ويضع الإسلام فوق كل شيء ـ بفهم الجماعة ـ مما يعني التعريض بالمواطنة ‏والمكون الآخر للوطنية المصرية، المسيحيين المصريين، واتضح ذلك خلال حكم التنظيم والتنفير والتخويف الذي مارسته بحقهم ‏لإجبارهم على الخضوع لخيارات الجماعة وأهدافها. ‏
 

الجريدة الرسمية