رئيس التحرير
عصام كامل

عائشة عبد الرحمن.. 23 عامًا على رحيل أول معلمة في الأزهر

الدكتورة عائشة عبد
الدكتورة عائشة عبد الرحمن

رمز من رموز جيل عظيم منح الثقافة العربية والإسلامية مكانتها الرفيعة استطاعت أن تؤكد دور المرأة العربية المسلمة وحقها في التعليم.. إنها الدكتورة عائشة عبد الرحمن الباحثة والأديبة وأول معلمة في الأزهر.

 وفي مثل هذا اليوم الأول من ديسمبر 1998 رحلت الدكتورة عائشة عبد الرحمن " بنت  الشاطئ"  المرأة المسلمة التي وهبت حياتها بكل السخاء للإسلام دينا وعقيدة وفكرا.
بدأت عائشة عبد الرحمن كفاحها ونضالها منذ طفولتها، عندما رفض والدها خروجها من المنزل وذهابها للمدرسة للتعليم، وذلك وفقا لتقاليد العائلة التي تعيب على البنت الخروج من منزلها، ولكنها أصرت على التعليم وحاربت من أجل ذلك بمساعدة والدتها وجدها لوالدتها حتى أكملت تعليمها في المنزل وتفوقت على قريناتها رغم اعتمادها على نفسها في التحصيل والمتابعة لدروسها.

الكتابة بالأهرام 

الدكتورة عائشة عبد الرحمن هي ثانى امرأة تكتب في الصحافة المصرية وخاصة جريدة الأهرام بعد الآنسة مي زيادة، وكتبت آخر مقال لها في الأهرام قبل رحيلها بخمسة أيام، كتبت باسم مستعار وهو "بنت الشاطئ" ومن هنا أطلق عليها هذا اللقب الذي نتذكرها به حتى الآن، وجاء اللقب من حبها الشديد لشاطئ دمياط الذي نشأت وتربت حوله.


ولدت عائشة محمد على عبد الرحمن عام 1912 بمدينة دمياط في بيت دينى فوالدها عالما من علماء الأزهر وجدها أحد رواده، حفظت القرآن الكريم وهى طفلة في كتاب القرية وباعتمادها على نفسها وعلى والدتها وجدها لأمها استطاعت.

مراحل التعليم 

حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات بتفوق عام 1929، كما حصلت على البكالوريا عام 1931، التحقت بعدها بكلية الآداب قسم اللغة العربية، ثم الماجستير والدكتوراة عام 1950 موضوعها "رسالة الغفران دراسة وتحقيق" أشرف عليها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حصلت على درجة الامتياز.
تنقلت بين الجامعات العربية في تسع دول لتدريس اللغة العربية والتفسير والدراسات العليا وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية وقامت بعدد من التحقيقات العلمية، بالإضافة لإشرافها على إعداد عدد كبير من الرسائل العلمية وناقشت الكثير منها طوال مدة عملها الأكاديمي. 

تزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، فكان لها الأستاذ والزوج والصديق وأنجبت منه ثلاثة أبناء.

تركت بنت الشاطئ وراءها أكثر من أربعين كتابا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية منها: التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، تراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها "نص رسالة الغفران للمعري، الخنساء الشاعرة العربية الأولى، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها "على الجسر.. سيرة ذاتية" سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي. 

 نالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1973 من مصر، وجائزة مجمع اللغة العربية عام 1950، وأخرى في القصة القصيرة عام 1953،  وحصلت من المغرب على وسام الكفاءة الفكرية عام 1967، جائزة الدولة التقديرية 1978م، جائزة الآداب من الكويت 1988م، كما حصلت على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1994م.

الجريدة الرسمية