رئيس التحرير
عصام كامل

شباب الأعمال تجهز استراتيجية لمواجهة تحديات المناخ

قاعود
قاعود

كشفت الجمعية المصرية لشباب الأعمال عن بدء تجهيز إستراتيجية كاملة تستهدف وضع رؤي ومحاور محددة لمواجهة تحديات المناخ، والتي باتت تعد خطرًا كبيرًا يؤثر علي البئية في المستقبل القريب، مشددة إلي أن مصر ستستضيف 2027 مؤتمر المناخ، ولابد من تكاتف القطاع الخاص والحكومي لإيجاد حلول جذرية لمثل تلك التحديات والتي يشارك القطاع العقاري بنسبة كبيرة في الانبعاثات الكربونية علي مستوى العالم ووفق التقارير التي صدرت مؤخرًا والتي أظهرت حجم مشاركة القطاع العقاري في زيادة نسب الانبعاثات بالعالم.

 

التغير المناخي 

من جانبه قال عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال، أن مؤتمر الأمم المتحدة  لتغيير المناخ، صرخة حاشدة لقطاع العقارات،  ويمثل تحدي كبير يتطلب الاعتراف بالتزام العالم للحد من تأثيره على العالم الطبيعي، مشيرًا إلي أن اتفاق باريس لعام 2016، الذي تم تبنيه من قبل 196 طرفًا، بمثابة ميثاق دولي ملزم قانونًا بشأن تغير المناخ، حيث تعهدت جميع البلدان المدرجة بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالية أقل من 2 درجة مئوية / 35.6 درجة، ولكن إذا كنا سنحقق هذا الهدف، فسيتعين علينا تحقيق بعض الأهداف المناخية الصعبة إلى حد ما، مشيرًا بأن قطاع العقارات مسؤول عن 38٪ من انبعاثات الكربون العالمية ويستهلك ما يقرب من 40٪ من الطاقة العالمية، (وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة البيئي).

 

فرص كبيرة للمطورين 

 

وأكد قاعود، أن قطاع العقارات يعد اللاعب الرئيسي في إستراتيجية تغيير المناخ عالميًا، فيما يتمتع الملاك والمطورين بفرصة كبيرة لإجراء تغييرات إيجابية جوهرية وطويلة الأجل من شأنها أن تفيد الأجيال الحالية والمستقبلية من مستخدمي المباني، مضيفًا بصفته عملًا منظمًا للغاية وخاضعًا للتدقيق، فإن التمويل سيضغط على العقارات للوصول إلى صافي الصفر من الانبعاثات، فيما ستجبر اللوائح الجديدة الشركات المتداولة علنًا على التحول إلى البيئة الخضراء، في الوقت الذي يقدر الإنفاق للحوكمة البيئية بحوالي 8 تريليونات دولار من الإنفاق اللازم لتحويل المباني نحو الاستدامة الخضراء، مطالبًا صانعي السياسات الاتفاق على أهداف ملموسة وعملية ودعم استراتيجية معيارية تسمح بإعادة تخصيص رأس المال.

 

 

الاستدامة البيئية 

وقال قاعود، إن العمل في مكتب مستدام بيئيًا أمر مهم للغاية بالنسبة لـ 63 % من العاملين في المكاتب، فيما سترفص نسبة أخري العمل في هيكل غير مستدام تمامًا، حيث يرغب الناس في العمل في أماكن صديقة للبيئة، مما يؤكد أن هناك متطلبات عالمية لأصحاب العقارات لتقديم إحصاءات الاستدامة والطاقة، من المؤسسات الضخمة إلى الشركات الصغيرة، مشددًا بان الشركات والمستثمرين والملاك الذين لن يخضعوا للتحول الذي يصب في مصلحة البيئة فلن يكون لهم تواجد خلال عامين، مطالبًا الشركات بالتركيز علي الكربون التشغيلي، بدلًا من الكربون "المتجسد"، والذي يعد محور تركيز صناعة العقارات بشكل حصري، قائلا ": نحن بحاجة إلى النظر في مصدر سلعنا، وكيف يتم إنشاؤها، وفحص سلسلة التوريد بأكملها"، مضيفًا يشير الكربون التشغيلي إلى الانبعاثات الناتجة أثناء تصنيع مواد البناء وعملية البناء نفسها، بينما يشير الكربون المضمن إلى الانبعاثات الناتجة أثناء تصنيع مواد البناء وعملية البناء نفسها.

 


وكشف قاعود، بأن عناصر مواد البناء الرئيسية كـ" الخرسانة والصلب "، مصدر قلق للعقارات لأن كلا المادتين ملوثتين للغاية للإنتاج وهناك ضرورة ملحة لإيجاد طرقًا أفضل لتوليد هذه الموارد المهمة لتقليل العبء الذي تضعه على عالمنا، مضيفا ً" في حالة الخرسانة، يمكننا استخدام بديل جديد للخرسانة منخفض الكربون لتحل محل الخرسانة التقليدية (التي تمثل ما يصل إلى 8٪ من انبعاثات الكربون في العالم)، حيث يتم حاليًا تصنيع الخرسانة الجيوبوليمرية (منخفضة الكربون) من النفايات الناتجة عن التعدين والمحاجر والتعدين وتنقية المياه والحرق والصناعات الزراعية، ويتم إعادة تدويرها بنسبة 96 %، منوهًا بأن الخرسانة المصنوعة من النفايات المعاد تدويرها هي حل ذكي لمشكلة الخرسانة الصعبة كما هي موجودة حاليًا، بالإضافة إلي أن تصنيع الصلب يمثل 7 ٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وهو أمر مهم بالنظر إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على الصلب ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، وفقًا لبعض التوقعات، مما يستلزم بديلًا مستدامًا.

 

وأكد رئيس إيجلير، أن تكنولوجيا صناعة الحديد تقوم علي اختراق الهيدروجين، واكتشاف جديد في صناعة الحديد، حيث  يستبدل الكربون بالهيدروجين، من خلال إنتاج الماء، بدلًا من ثاني أكسيد الكربون، كمنتج ثانوي لصناعة الحديد الهيدروجين، مما ينتج عنه عملية أكثر نظافة، قائلًا بان التحدي الحقيقي هو التحول نحو "الحديد الأخضر"،  والذي يستلزم دعم  الحكومات نظرًا لارتفاع سعره وتكلفته وصعوبة إنتاجه بصورة كبيرة، مشيرًا بأنه يتطلب التعافي إلى القوة الكاملة العمل الجاد والتصميم، حيث  لن يتعافى العالم من أضرار المناخ دون تغيير عاداتنا القديمة، مشددًا بأن التعاون العالمي عبر الاقتصادات والمناطق الجغرافية  المختلفة، مطالبًا بضرورة  العمل الجاد والتصميم للعودة إلى القوة الكاملة، قائلًا": لن يتعافى العالم من تغير المناخ ما لم نغير سلوكياتنا القديمة بطرق غير مريحة بشكل غير مريح.

الجريدة الرسمية