رئيس التحرير
عصام كامل

مطالب برلمانية بنقل تبعية "التنسيق الحضاري" إلى مجلس الوزراء.. والسجيني: نحتاج لإعادة الجمال

أحمد السجينى، رئيس
أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب

على الرغم من جهود الدولة فى عمليات التنمية وإزالة العشوائيات وتحسين النسق الحضارى إلا أن هناك إشكالية كبيرة يشهدها العديد من الميادين فى المدن المختلفة على مستوى الجمهورية أثناء عمليات التطوير، تتمثل فى غياب الرؤية والتناسق، الأمر الذى قد يؤدى لتشويه المنظر العام، لا سيما أن الميادين أقرب ما يكون لواجهة المكان الموجودة فيه.

 

تشويه الميادين

لا يتوقف الأمر عند تشويه المنظر من خلال عمليات تطوير عشوائية أو تحويل بعض المناظر الطبيعية أو المنحوتات الأثرية إلى "مسخ"، بل إن الأمر يصل فى بعض الأحيان لتحول هذه الميادين بعد افتتاحها وصرف الملايين عليها إلى مقالب قمامة، لغياب المتابعة والرقابة عليها من جانب الجهات المعنية.

مجلس النواب بدوره كان له دور كبير فى هذا الشأن من خلال لجنة الإدارة المحلية التى عقدت عدة جلسات استماع سواء فى الفصل التشريعى الحالى أو السابق، وحضر فيها رئيس جهاز التنسيق الحضارى وتم مواجهته بهذه الأزمات أكثر من مرة.

 

نقل التبعية

وأكد المهندس أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب فى تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن التنسيق الحضارى منظومة كبيرة تحتاج لرؤية إستراتيجية تشارك فيها كل الوزارات المعنية، وفى مقدمتها وزارة التنمية المحلية، على أن يكون أولها التدريب وآخرها الإدارة الجيدة، مشيرًا إلى أن السبب فى تشويه النسق الحضارى فى تطوير بعض الميادين على مستوى الجمهورية يرجع إلى ضعف الأجهزة المحلية والثقافة التراكمية لدى البعض، فضلا عن زيادة التعداد السكانى.

وقال السجينى: النسق الحضارى سواء فى المدن الحضرية أو حتى فى القرى الريفية، لا يمكن أن يتحقق بدون وعى لدى الموظف الذى يقوم بعملية التنفيذ، ولدى المواطن الذى يتلقى هذا المنتج ويجب أن يحافظ عليه رابطًا بين النسق الحضارى ومنظومة القمامة؛ حيث شدد على أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نحقق النسق الحضارى فى وحدة محلية أو أي منطقة بدون إنهاء لحل أزمة النظافة والقمامة.

النائب أردف: كثير من المشروعات التى نتوقف أمامها؛ حيث يقوم أحد المحافظين بعملية تطوير لأحد الميادين ورصد مبالغ مالية كبيرة لها واستخدام الرخام بأسعار ثمينة على سبيل المثال، وبعد الافتتاح بيومين يعلو هذا التطوير الأتربة وتغطيه القمامة بشكل يمثل تشويها للنسق الحضارى، وهو ما يمثل إهدارا للمال العام، مشددًا على الوحدات المحلية عند الشروع فى تطوير أي ميدان، الاستعانة بجهاز التنسيق الحضارى لأنه من المفترض أنه يمتلك من الخبرات ما تمكنه من تقديم خدمة متميزة وبما يتماشى مع التنسيق الحضارى دون تشويه.

 

تطوير التنسيق الحضاري

وفى ذات السياق، طالب عضو مجلس النواب، بألا يكون جهاز التنسيق الحضارى معوقًا لعمليات التطوير، قائلًا: فى بعض الأحيان يتم رفض مشروعات للتطوير دون تقديم مبررات واضحة، مؤكدًا أن ملف النسق الحضارى يحتاج لجلسات كثيرة، ويحتاج فى الأساس إلى تناغم بين جميع الجهات من أجل تجنب عمليات التشويه التى نشدها من وقت لآخر فى بعض الميادين.

وأوضح "السجينى"، أن كل ميدان فى عملية تطويره يختلف عن الآخر؛ فعلى سبيل المثال استخدام الزراعات فى ميدان به نافورة يختلف تمامًا عن ميدان آخر بها تمثال أو أعمال مقلدة منها. 

متابعًا: النسق الحضارى اختلاط بين فنون جميلة والزراعة "لاند سكيب" والتخطيط العمرانى، لذا لا بد أن يكون هناك تناغم فى الألوان والمكونات، قائلًا: "يعنى مينفعش ييجى رئيس حى يطور ميدان وفيه تمثال قديم ويقوم باستخدام ألوان أو دهانات غير مطابقة للمواصفات أو نقله إلى مكان غير ملائم".

وتابع: أخطر ما فى الموضوع أيضًا أن يتم إقامة عمل فنى إلى جانب عمل فنى آخر ولا يوجد تناسق بينهما أو حديقة حديثة بخامات وأدوات مخالفة للمكون التكاملى الخاص بالعمل الفنى، مطالبًا وزارة التنمية المحلية بتقديم الدعم الفنى اللازم لمعهد سقارة، والتنسيق مع المحليات من أجل عمل دورات تدريبية مكثفة من خلال خبراء مختصين فى جميع التخصصات للوصول إلى أفضل النتائج.

وفيما يتعلق بالمدن الجديدة، أشار المهندس أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إلى أن المدن الجديدة مفترض أن يتم إنشاؤها من خلال أساتذة فى التخطيط العمرانى، ويتم عمل حساب لكل شيء بما فى ذلك الميادين بما يتماشى مع النسق الحضارى.

وفى هذا الصدد وجهت النائبة داليا السعدنى، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، اقتراح برغبة لنقل تبعية الجهاز القومى للتنسيق الحضارى عن وزارة الثقافة، واعتباره جهازًا مستقلًا يتبع رئاسة مجلس الوزراء.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية