رئيس التحرير
عصام كامل

السياحة والآثار في 2021.. مصر تبهر العالم بنقل المومياوات الملكية وطريق الكباش

جانب من افتتاح طريق
جانب من افتتاح طريق الكباش

منذ ما يقرب من عامين، قرر الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، دمج وزارتي السياحة والآثار في وزارة واحدة برئاسة الدكتور خالد العناني في الـ 22 من ديسمبر لعام 2019، حيث نجح في تجاوز جائحة فيروس كورونا والتي كان لها آثار كبيرة وخاصة في قطاعي السياحة والطيران واللذان يعتبران أكثر القطاعات تأثيرًا بتداعيات جائحة فيروس كورونا.

وعاد عدد كبير من الوفود السياحية القادمة من الخارج بإجمالي أكثر من 40% من إجمالي الوفود السياحية القادمة لمصر قبل انتشار فيروس كورونا، واستقبلت مصر ميلوني سائح خلال عام 2020، بمعدل مليون سائح قبل الموجة الأولى لجائحة انتشار فيروس كورونا المستجد ومليونا آخر بعد الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الوزارة لإعادة تشغيل حركة السياحة والطيران.

وبدأت وزارة السياحة والآثار، عام 2021 بالإعلان عن أكبر كشف أثري بمنطقة سقارة بإجمالي اكثر من 100 تابوت آثري في حالة جيدة من الحفظ في مؤتمر صحفي عالمي حضره عدة كبير من سفراء الدول الأجنبية في مصر ووكلات الإعلام العالمية، وخرج الحفل بشكل مبهر.

كشف بسقارة

وواصلت وزارة السياحة والآثار، خطتها الترويجية العالمية بتنظيم حفل باهر لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير الي المتحف القومي للحضارة، وذلك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لنقل 22 مومياة ملكية وسط اشادة عالمية في التنظيم والتجهيز للحفل واستخدام العربات الحربية وتطوير الميادين والشوارع وخاصة ميدان التحرير بعد نقل 4 تماثيل للكباش من الأقصر لتزيين الميدان.

المتحف المصري الكبير

وتواصل الوزارة العمل حاليا علي استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير والذي يرتبط حفل افتتاحه باستقرار الوضع الوبائي لفيروس كورونا المستجد عالميا خاصة أن الافتتاح سيحظى بحضور لفيف من ملوك ورؤساء دول العالم وعدد كبير من الشخصيات البارزة والهامة حول العالم، بالإضافة إلي افتتاح متحف العاصمة الإدارية الجديدة بعد انتهاء عمليات تجهيزه تماما بكافة القطع الأثرية اللازمة له.

وزارة السياحة والآثار، لم تغفل عن التحول الرقمي، فتم تدشين بوابة إلكترونية للسياحة المصرية بشكل عام تستهدف تعريف السائح بكل شيء عن مصر ومواقعها السياحية ومزاراتها وسيوجه للسائح بـ 14 لغة، وهي بوابة ترويجية، وتتيح شراء تذاكر إلكترونية، وتم إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف المصري بالتحرير، ويتم إعداد الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف المصري الكبير، ليكون مستعدًا للانطلاق مع افتتاح الموقع، وجارى إنشاء مواقع لكل المتاحف في مصر، حيث بدات المنظومة بإطلاق بالخط الساخن، من خلال توفير رقم للإبلاغ عن أي شكوى تصدر من السائحين حال تعرضهم لأي مضايقات.

كما تم إعلان البدء في تفعيل تشغيل ماكينات الدفع الإلكتروني لتذاكر دخول منطقة آثار أهرامات الجيزة والمتحف المصري بالتحرير، لتحل محل نظام دفع التذاكر يدويًّا،  مع الحفاظ على هوية المنطقة والطابع الأثري الخاص بها، حيث تشكل هذه الماكينات جزءا من منظومة إلكترونية متكاملة لإصدار تذاكر حديثة تحمل QR code وتستخدم لمرة واحدة فقط عبر البوابات الذكية والتي تقوم بقراءة التذكرة بسرعة عالية أثناء سير السائح منعا للتكدس، كما أنها تتيح إحصاء عدد السائحين عند دخول المنطقة والخروج منها لأغراض التأمين والمتابعة لما تم بيعه من التذاكر مما يؤدي لإحكام الرقابة ومنع الدخول بتذاكر مزورة.

الترويج السياحي

وزارة السياحة والآثار لم يغفل عن الترويج السياحي الخارجي، فتم التعاقد مع شركة خارجية تتولي وضع الاستراتيجية النرويجية لمصر في الخارج لمدة 3 سنوات قادمة علي تنطلق خلال شهري سبتمبر أو أكتوبر القادمين بتكلفة 90 مليون دولار يتم توفيرها من صندوق السياحة وتدفع علي 3 مراحل، حيث تعتمد الخطة الحالية على وضع الاستراتيجية المناسبة لمصر، يليها اختيار الشركة القادرة على تنفيذها باحترافية وتحقيق الهدف منها بدقة، حيث تشمل الخطة علي إنتاج المحتوى الترويجي وشراء مساحات إعلانية بالوسائل المختلفة، وتتحدد الوسيلة وفقا للسوق الأكثر استخداما به.

وانتهت وزير السياحة والآثار من ترتيب الوزارة من الداخل في الجمع بين الوزارتين من خلال عدد من القرارات كان آخرها القرار الذي أصدره وزير السياحة والآثار باعتماد الهيكل التنظيمي للوزارة عقب الانتهاء من تحديثه، وذلك في ضوء صدور قرار رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة رقم (1) لسنة 2021، بشأن اعتماد جدول وظائف وزارة السياحة والآثار للوظائف القيادية بمجموعة الوظائف التخصصية.

الهيكل التنظيمي لوزارة السياحة والآثار

ويشمل الهيكل التنظيمي لديوان عام الوزارة وظيفة الوكيل الدائم وثلاثة إدارات مركزية هي: الإدارة المركزية لشركات السياحة، الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، والإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، ولم يشمل القرار الهيئات التابعة للوزارة والتي تشمل المجلس الأعلى للآثار، المتحف المصري الكبير، المتحف القومي للحضارة المصرية، هيئة التنمية السياحية، الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، صندوق السياحة.

وأكد وزير السياحة والآثار انت سيتم البدء في تفعيل قرار رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وسيتم إعادة تسكين العاملين بالديوان وفقا للهيكل الجديد لضمان سير العمل بشكل أفضل وتزامنًا مع قرب الموعد المقرر للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وإعادة التسكين للعاملين بديوان الوزارة احتفاظهم بكافة درجاتهم المالية والإدارية ومستوياتهم الوظيفية.

وشمل الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة السياحة والآثار استحداث وتطوير بعض التقسيمات التنظيمية الجديدة وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1146 لسنة 2018، وقرارات الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الصادرة، ومن بينها الإدارة العامة للموارد البشرية، الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي، الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية والإدارة العامة للمراجعة الداخلية والحوكمة، بالإضافة إلي بعض التقسيمات التنظيمية المستحدثة، لأول مرة، في ضوء دمج وزارتي السياحة والآثار، ومن بينها الإدارة العامة للخدمات بالمواقع السياحية والأثرية والمتاحف، والإدارة العامة لرضاء الزائرين والسائحين.

معارض الآثار

وشاركت وزارة السياحة والآثار في عدد من المعارض العالمية للترويج السياحي لمصر بالخارج، حيث شاركت الوزارة في معرض إكسبو دبي، وأعلنت عن سفر تابوت آثري لعرضه بالجناح المصري المشارك بالمعرض، وبورصة لندن السياحية، بالإضافة إلى افتتاح عدد من معارض الآثار الخارجية وأبرزها معرض « رمسيس.. ذهب الفراعنة» المقام بمتحف هيوستن للعلوم الطبيعية بالولايات المتحدة الأمريكية، ولمدة 6 أشهر، حيث تم بيع أكثر من 8000 تذكرة قبل ساعات من الافتتاح الرسمي للمعرض، ومن المتوقع ان يصل عدد التذاكر المباعة إلى أكثر من 75 ألف تذكرة.

نقل المومياوات الملكية

المومياوات الملكية 

ونجحت وزارة السياحة والآثار في تغيير الخريطة الترويجية للوزارة وفقًا للاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي لمصر والتي أعدها التحالف الكندي الإنجليزي وتسلمتها الوزارة في شهر أغسطس الماضي للترويج السياحي لمصر في الخارج وتغيير الصورة الذهنية، ونجحت الوزارة في جذب أنظار العالم من خلال تنظيم عدة أحداث أبرزها حفلي نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة وهو ما كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية للترويج السياحي لمصر، تلها حفل افتتاح طريق الكباش، وسط إشادة عالمية بالحفل والتنظيم.

وتستعد الوزارة لإقامة حفل ثالث للترويج لمنطقة سانت كاترين نهاية شهر ديسمبر المقبل لإبراز قدسية سانت كاترين والمقومات السياحية والأثرية والبيئية والروحانية بها كأحد المواقع الأثرية المصرية المدرجة على قائمة التراث العالمي، ونموذج للسياحة البيئية والمستدامة حيث أنها أحد أهم المحميات الطبيعية في مصر، كما تم اختيارها لتكون نموذج للسياحة الريفية ضمن المشروع الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة جنوب سيناء وذلك في إطار مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بموقع سانت كاترين.

حفل طريق الكباش

طريق الكباش

في سابقة هي الأولى من نوعها، قرر الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أن تكون "فعالية الأقصر.. طريق الكباش" فعالية سنوية يتم تنظيمها في الأقصر كل عام لتكون بذلك أول فعالية سنوية يتم إقامتها بشكل منتظم، على أن يتم الإعلان قبل موعدها بوقت كافي وبحث إمكانية تمكين السائحين من حضورها والاستمتاع بها ومن التجول بطريق المواكب الملكية المعروف إعلاميًا باسم طريق الكباش، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتنظيم أحداث وفعاليات سياحية متنوعة منتظمة على مدار العام.

وكانت محافظة الأقصر استضافت حدثًا عالميًا في الـ 25 من نوفمبر الماضي، تمثل في إعادة إحياء طريق الكواكب الفرعونية بين معبدي الأقصر والكرنك المعروف بطريق الكباش، حيث تم افتتاح طريق الكباش بعد نجاح كبير حققه حفل المومياوات الملكية الذى أبهر العالم ونال إعجاب واسع عالميا.

وقالت وزارة السياحة والآثار، إن فعالية «الأقصر... طريق الكباش» وما تضمنته من تصميم للديكورات والأزياء الخاصة بها جاءت جميعها مستوحاة من موكب عيد الأوبت الذي كان يُقام في مصر القديمة وليست صورة طبق الأصل منه، حيث تم إجراء بعض التعديلات الطفيفة بوجهة نظر معاصرة بما لا يتعارض مع المعتقدات المصرية القديمة والحقائق التاريخية.

عيد الأوبت

وأوضح المهندس محمد عطية، المشرف الفني ومصمم الديكورات الخاصة بموكب طريق الكباش وأغنية المطرب محمد حماقي، أنه تم الاعتماد خلال عملية تصميم ديكورات الموكب على المراجع العلمية والنقش الموجود على أحد حوائط معبد الأقصر والمدون عليها كافة تفاصيل موكب عيد الأوبت منذ انطلاقه من معابد الكرنك حتلا وصوله إلى معبد الأقصر مرورا بطريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميا بطريق الكباش. 

 

ديكورات طريق الكباش

وأضاف المشرف الفني ومصمم الديكورات الخاصة بموكب طريق الكباش، أن تصميم المراكب الثلاثة جاء مستوحى من الزوارق الثلاثة المقدسة الخاصة بالثالوث المقدس للأقصر «آمون وموت وخنسو» والتي كانت تستخدم في عيد الأوبت في مصر القديمة ولكن تم تغيير أحجامها لتكون أكبر قليلا حتى تكون واضحة سينمائيا وليتمكن المشاهد من رؤيتها أثناء الفعالية، مشيرا إلى أن طول المركب الأصلي كان يبلغ حوالي 5 أمتار تقريبا بالحافة أما المراكب التي تم استخدامها في الفعالية بلغ طول كل واحدة منها 14 مترًا، بالإضافة إلى أنه تم تصميم حامل لنقل الهدايا كمحاكاة لما كان يقوم به المصريين القدماء أثناء موكب عيد الأوبت من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر عبر طريق المواكب الكبرى.

وأضاف أنه تم وضع كافة الإكسسوارات والإضاءات اللازمة على جانبي مسار الموكب والتي تمثل ما كان يتم خلال احتفالية عيد الأوبت قديما، كما تم تصميم ملابس وأزياء الراقصين والعازفين والموسيقيين والفنانين المشاركين بشكل يحاكي ما كان يتم خلال هذه الاحتفالية قديما، كما أوضح أن الديكور الذي تم تصميمه أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر، كان على هيئة قرص الشمس، حيث كان يصطف حوله الشخصيات المختلفة من الراقصين وقارعي الطبول ولاعبي الأكروبات لاستقبال الموكب لتعلن عن بدء الاحتفالات أمام معبد الأقصر ووصول المراكب. أما تصميم المسرح الذي كان يوجد بمعبد الرامسيوم بالبر الغربي للأقصر والذي عُرض عليه بعض لقطات الاحتفالية فكان مستوحى من تصميم مفتاح الحياة رمز "العنخ". 

عرض البحيرة المقدسة

عرض البحيرة المقدسة

وأوضح المهندس محمد عطية أن تنفيذ مشهد عرض البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك، والذي كان جزء من "إطارات" كبيرة تم تصميمها للأنشودة الموازية لموكب عيد الأوبت، كان تصميمه معقدا جدا واستغرق تنفيذه سبعة أيام من العمل المتواصل حيث تم إقامة مسرح من الخشب تحت مستوى مياه البحيرة المقدسة بحوالي 5 سم حتى يحدث التفاعل بين الراقصين والمياه ولا يكون مجرد مسرح فوق المياه. 

وأضاف أن المنصة والفلائك والذهبيات في النيل يجسدون احتفاليات المصريين في النيل، حيث كان يتضمن عيد الأوبت إقامة احتفال في النيل واحتفال آخر في البر، حيث كان يوجد في النيل الفلايك المضاءة وفلايك المجاديف التي توجد بها الشمس المشرقة والمنصة التي عليها الراقصين.

إشعار أغاني الحفل 

وقالت الدكتور ميسرة عبدالله أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن جميع الأشعار المصرية القديمة المستخدمة في الفاعلية الترويجية الحضارية التي شهدتها مدينة الأقصر للترويج السياحي مأخوذة من أناشيد وترانيم مدونة بالفعل على جدران المعابد المصرية القديمة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأوبت وهو العيد الأشهر في مصر القديمة.

وأضاف أستاذ الاثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن هذه الأشعار عبارة  عن ٣ أناشيد وهي أنشودة الإفتتاحية والمدونة على مقصورة الملكة حتشبسوت الحمراء بالمتحف المفتوح بمعابد الكرنك، وكانت تغنى فى بداية الموكب، وأنشودة نبؤة تتويج الملكة حتشبسوت والمدونة على المقصورة الحمراء، وأنشودة نداء آمون من صالة ال ١٤ عمود بمعبد الأقصر وكانت تغنى فى صحبة الموكب ثم يختم بأنشودة الافتتاحية عند وصول الموكب إلى معبد الأقصر.

أنشودة حتشبسوت

وأوضح الموسيقار نادر العباسي أن الموسيقى بدأت بغناء الفنانة شهد عز والتي قامت بأداء أنشودة الإفتتاحية، ثم أنشودة حتشبسوت والتي قامت بأدائها الفنانة هايدي موسي ثم أنشودة نداء آمون والتي أداها الفنان عز الأسطول ثم أغنية الأقصر بلدنا غناء الفنان وائل الفنشي.

وأشار إلى أن جميع الأناشيد جاءت بالاشتراك مع ١٦٠ عازف إيقاع مكون من مجموعة من شباب إيقاعات الچيمبي المصري وإيقاعات الموسيقات العسكرية، وبتسجيل أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني، وقيادة وإخراج موسيقي لجميع العناصر الموسيقية للعرض الخاص بموكب الأوبت، كما قام المهندس مفدي ثابت بأعمال  الهندسة الصوتية والتسجيل لأوركسترا وكورال الإتحاد الفيلهارموني.

البوابات الإلكترونية

وانتهت وزارة السياحة والآثار من تشغيل منظومة البوابات الإلكترونية في كل من المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط والمتحف المصري بالتحرير ومنطقة الأهرامات، ومتحفي الأقصر والكرنك، وذلك في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي الشامل في المناطق الأثرية والمتاحف.

الجريدة الرسمية