رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كيف تمارس الإخوان الابتزاز مع البلدان العربية تحت لافتة المعارضة؟ ‏

شعار الإخوان
شعار الإخوان

لا تعرف  الإخوان ماذا تعني المعارضة في دولة مدنية حديثة، فالقضية بالنسبة لها ليست الاعتراض على سياسات وتقديم البديل ‏بأساليب موضوعية يقبلها الشارع والنخب والمؤسسات المعنية، بل الهدم ولا شيء غيره، وبعدها يبقى لكل حدث حديث عندما ‏تستطيع فرض سيطرتها وإحكام قبضتها على الدولة. ‏

الإخوان والمعارضة 

وترى الإخوان المعارضة سواء وهي في السلطة أو المعارضة إنها وسيلة للوصول للسلطة بأي طريقة كانت، وعندما تتربع ‏على عرشها أول من تفكر في استئصالها هي التيارات المعارضة لها، وإقامة نظام هش على أنقاضها يتمسح في الديمقراطية ‏بالتنافس على أرضية دينية بين عدد من التيارات الموالية لها. ‏

ويقول عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث، إن الدور الذي تمارسه جماعة الإخوان لاعلاقة له بالمعارضة التي ‏تعارض بدافع ‏الحرص على الوطن ومصالح أفراده، بل هي تنتصر لما تراه حقا لها، والذي لا يمثل بالضرورة مصالح ‏المجتمع وتطلعاته. ‏

ويوضح عبد الحافظ أن الإخوان منذ اليوم الأول، وهي حريصة على جعل الصراع صفريًا،  ولم تعتبره خلافًا سياسيًا يمكن ‏أن ‏يتم حله بالعديد من الوسائل، مما جعلها خارج حدود النظام الذي تشكل بعد 30 يونيو 2013، مؤكدا أن الجماعة تدرك أنها ‏لن ‏تمثل مطلقا في ظل النظام القائم.‏

أزمة الجماعة ‏

ويستكمل: أي نجاح يحققه النظام معناه استمرار أزمة الجماعة وفقد لفرصتها في إمكانية العودة مرة أخرى، ولذلك لا ‏يمكن ‏للإخوان أن ترى أو تقيم أي موقف أو حدث أو إنجاز بشكل موضوعي، مضيفا: توصيف الجماعة للصراع على أنه ‏معركة ‏بين الحق والباطل يجعل هناك رفضًا داخليًا للاعتراف بأي أمر إيجابي، لأن ذلك معناه وفق رؤيتهم انتصار للباطل ‏على ‏الحق، وهذا لا يمكن التسليم به.‏

ويضيف: تبعات الصراع الذي أرادته الجماعة، خلق حالة من السخط والبغض داخل أفرادها، وهذه الحالة النفسية كفيلة بأن ‏تجعل ‏قراءة الفرد للواقع وتقييمه للأمور ومن ثم حكمه عليها بعيدة عن الموضوعية، ويذكرنا هذا الأمر بالحديث النبوي ‏القائل "لا يحكم ‏الحاكم بين إثنين وهو غضبان".‏

وقد قام الفقهاء بقياس حالة الجوع والعطش المفرطين على حالة الغضب، ‏لأن القاضي يكون في تلك الحالات واقع تحت حالة ‏نفسية وذهنية لا تسمح له بتقدير الأمور بشكل سليم ومن ثم الحكم ‏عليها، فهي حالة غير طبيعية تجعل المرء يصدر أحكامًا وآراءً ‏يجانبها الصواب في غالب الأحوال.‏

صراع مع المجتمع ‏

واختتم: هذا الصراع القائم لم يعد من وجهة نظر الجماعة قاصرًا عليها وعلى الدولة كما كان في السابق، ولكن الجماعة ‏اعتبرت ‏المجتمع طرف فيه بشكل ما، إذ اعتبرت أن رفض شريحة من المجتمع لحكمها وتفاعلهم بصورة إيجابية لما حدث ‏لهم من تبعات ‏هو بمثابة خصومة للجماعة، الأمر الذي جعل الإخوان لا تعبأ كثيرًا بما يحدث داخل المجتمع بل وتعتبره من ‏قبيل العقاب الإلهي ‏المستحق.‏

Advertisements
الجريدة الرسمية