رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بعد ارتفاع نسب الطلاق.. مؤسسات الدولة ترفع شعار "الحفاظ على كيان الأسرة المصرية"

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

تسعى مؤسسات الدولة للحفاظ على كيان الأسرة المصرية من خلال إطلاق العديد من البرامج  الخاصة بتوعية وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج للحد من نسب الطلاق في المجتمع والتي ارتفعت في السنوات الماضية وذلك من خلال الدورات التي تنظمها وزارة الأوقاف والتضامن بعنوان “سكن ومودة”.

وتستهدف تلك البرامج والدورات التثقيف العام بأهمية الاستقرار الأسري، وبث روح السكن والمودة بين أفرادها جميعًا، وافتتحت الأوقاف في أكاديمية الأوقاف الدولية بالسادس من أكتوبر ؛ دورة تدريبية لإعداد المدربات بمبادرة "سكن ومودة" من الواعظات المعتمدات  ، وذلك لعدد ( 84 ) واعظة، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.

 

السكن والمودة 

وأكد الدكتور حسام الدين موافي أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب جامعة القاهرة أهمية مثل هذه الدورات مثمنًا حرص د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على التطوير والتثقيف للواعظات من خلال التدريب المستمر، مبينًا أن سبب استقرار الأسرة هو السكن والمودة وأن وزارة الأوقاف قد أحسنت الاختيار حين أطلقت على هذه المبادرة "سكن ومودة"، مؤكدًا أن الحياة الأسرية تبنى أساسًا على المودة والرحمة وأنها سكن واستقرار، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".


وأشار موافي، إلى أن الأخلاق مقسمة كالأرزاق لذلك يجب أن نتنبه جيدًا عند بناء الأسرة وهو ما أكد عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) في أحاديث كثيرة منها قوله (صلى الله عليه وسلم): "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، وقوله (صلى الله عليه وسلم): "إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ"، فالأخلاق هي أساس الاختيار لبناء أسرة تنعم بالسكن والمودة والرحمة.
 

زيادة الطلاق 

وأكد الدكتور هاني تمام الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر الشريف أن الأسرة أهم دعائم المجتمع، واستقرارها سبب رئيس في استقرار المجتمع ؛ ومما يحمد لوزير الأوقاف إطلاق مبادرة "سكن ومودة"، والتي تعد من أهم المبادرات في العمل المجتمعي، مبينًا أن المجتمع قد شهد في السنوات الأخيرة زيادة في حالات الطلاق بمعدل غير مسبوق مما حدا بمؤسسات الدولة إلى التحرك نحو العمل على إرساء دعائم الأسرة المصرية وكان من جهود وزارة الأوقاف في هذا الأمر هو إطلاق هذه المبادرة لتدريب الواعظات.


وأضاف: كل فعل بشري له حكم شرعي وتختلف مراتب الأحكام الشرعية باختلاف الفعل الذي قام به الإنسان، موضحًا أن كلا من الزواج والطلاق يخضع للأحكام الشرعية، فالأمر يحتاج إلى علم بأحكام الأسرة حتى نستطيع تنظيم الحياة الزوجية، مؤكدًا أن الزواج قائم على المودة والرحمة والاحترام والمحبة بين الزوجين وقد أكد علماء الفقه على هذه الأمور، والتي منها أن الزواج يبنى على التأبيد والاستمرارية ليعلم الرجل والمرأة أن القدوم على هذه الخطوة لابد أن يكون على أساس ثابت فليس الزواج مرحلة وتمر بل حياة واستقرار وإقامة أسرة تساعد في بناء المجتمع بمفهوم أشمل هو "سكن ومودة".

 

المشروع القومي 

وفي سياق متصل، انطلقت تدريبات المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية "مودة" على مستوى ٥٩ معهدا عاليا ومتوسطا، وذلك مع بداية العام الدراسي الجديد كمرحلة تجريبية، ثم التوسع على مستوى جميع المعاهد والمؤسسات التعليمية، حيث يقوم ٧٣ عضو هيئة تدريس بتنفيذ تدريبات مودة لطلابهم وذلك على مستوى معظم القطاعات الجغرافية بالجمهورية، تنفيذًا لتوجيهات نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي بتعزيز حملات التوعية للمقبلين على الزواج.

 

وتستهدف هذه المرحلة تنفيذ ٥٩٠ تدريبًا خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي ٢٠٢١-٢٠٢٢.

وتأتي هذه المبادرة ضمن استعدادات مشروع مودة للعام الدراسي الجديد، فقد قام المشروع بتنفيذ تدريب متخصص لإعداد شبكة جديدة من المدربين من أعضاء هيئة التدريس بالمعاهد العليا والمتوسطة، وتم تدريب ١٤٠ عضوًا بالتعاون مع معهد إعداد القادة بحلوان خلال شهر يوليو الماضي.

 

رسائل المشروع 

كما قام المشروع أيضا بإعداد شبكة من الكوادر الشبابية من طلبة المعاهد ليقوموا بتكوين أسرة مودة داخل معاهدهم بهدف التعريف بالمشروع وبأهم رسائله وبمنصته الرقمية التي تخطت معدلات التردد بها ـ ٤.٣ مليون متردد.

 

ويهدف المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية "مودة" إلى توعية وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج للحد من نسب الطلاق في المجتمع والتي ارتفعت في السنوات الماضية، حيث بلغت نسبة الطلاق 12% في عام 2021، وذلك من خلال توفير المعارف الأسرية والاجتماعية والاقتصادية للمُقبلين على الزواج بالإضافة إلى التعاليم الشرعية والتشريعات الخاصة بالزواج، والارتقاء بخدمات الدعم والإرشاد الأسري لمُساعدة حديثي الزواج والأزواج الذين لديهم مشكلات تتعلق بالتوافُق والمواءمة الأسرية.

Advertisements
الجريدة الرسمية