رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس والأمير والجزيرة

طالت وقفتي أمام الصورة التي جمعت الرئيس السيسي والأمير تميم في قمة المناخ، ولم يكن احتفائي بها أقل من احتفاء كليهما بالآخر، وابتسامتي كانت أعرض من ابتسامتهما، أما حميمية اللقاء التي بدت في مصافحة كليهما للآخر بيديه الاثنتين فجددت أمنيتي بلم الشمل العربي، لمواجهة مجهول مخيف ينتظره العالم.

نظرت إلى الصورة من كل الزوايا، وتتبعت نشرها في أكثر من مكان، على صفحة المتحدث بإسم الرئاسة المصرية، وفي الصحف والمواقع الإخبارية المصرية والقطرية، وفي القنوات التليفزيونية، وقرأت أغلب ما كتب عن اللقاء، سعدت بتعليقات الكثيرين في الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فالجميع يتمنى عودة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين كما كانت، باستثناء قلة أحزنتني تعليقاتها وهي من المزايدين والمنتفعين في الداخل والخارج.

وفي اليومين الأخيرين.. كنت الأكثر سعادة عندما شاهدت إعلانات لشبكة الجزيرة أعلى كوبري أكتوبر وفي أماكن أخرى بالقاهرة، وهذا مؤشر آخر على رغبة الدولتين في عودة العلاقات، فمصر مصدرًا ثريًا لكل القنوات الإخبارية وغير الإخبارية، وإسقاطها من الخريطة البرامجية خسارة لأي قناة، والجزيرة شبكة هي الأكبر والأهم عربيًا، ورسخت وجودها عالميًا، وعدم التواجد على شاشاتها خسارة.

قناة الجزيرة

سبقت هذه الصور بأسابيع.. صور تسعد كل من يدرك أهمية نبذ الخلافات ولم الشمل العربي، وأبرزها تلك الصورة التي جمعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والأمير تميم بن حمد ورئيس مخابرات الإمارات طحنون بن زايد، وكانت الصورة مؤشرًا على عودة العلاقات الإماراتية القطرية مثلما حدث مع المملكة العربية السعودية، وصور أخرى للرئيس السيسي مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد نفت ما ادعاه البعض من خلافات بين الشقيقتين مصر والإمارات.

وكانت الصورة الأخيرة من قناة الجزيرة.. حيث نقلت عن التليفزيون المصري على الهواء مباشرة إحتفال بيت العائلة المصرية بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وهذا النقل من الجزيرة يسهم في نقل حالة التسامح والوفاق والمفهوم الحقيقي للمواطنة التي ينعم بها المصريون لمناطق أكثر في أنحاء العالم.

الأسوياء فقط يرحبون بنبذ الخلافات العربية العربية، ويرفضها المنتفعون والمزايدون وتجار الأوطان.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية