رئيس التحرير
عصام كامل

يدمنه سفاح الإسماعيلية وجزار الفيوم.. مخدر الشابو شيطان قاتل في حبة كريستال

مخدر الشابو
مخدر الشابو

مع كل جريمة مروعة تُرتكب يعلن عن تعاطى مرتكبها مخدر الشابو، وبالرغم من تدخل البرلمان فى وقت سابق من العالم الجاري فى أزمة انتشار هذا المخدر وسط الشباب بطريقة تثير المخاوف، عاد اسم الشابو من جديد مع جريمة الإسماعيلية المروعة.

وأدلى شهود عيان على جريمة سفاح الإسماعيلية بتفاصيل لوسائل الإعلام تفيد بتعاطيه مخدر الشابو، وفى شهر مايو الماضى أكدت التحريات أيضًا أن المتهم بقتل زوجته وأبنائه الستة بمحافظة الفيوم فيما عُرف إعلاميًّا بمذبحة الفيوم، كان يتعاطى الشابو.

مخدر شابو هو الاسم الشائع للميثامفيتامين البلوري، وهو المخدرات قوي وإدماني يؤثر على الجهاز العصبي بشكل مباشر، ولا يوجد استخدام قانوني لميثامفيتامين.. فما هو وكيف بدأ ظهوره أسئلة تجيب عنها "فيتو" فى السطور التالية.

 

المنشط النازي

والشابو مخدر كيميائي من أصل غير نباتي، وأول من أجرى تجارِب حول المادة ونشاطها المخدر هو الياباني ناجايوشي ناغي عام 1893، ويستخلص من مادة "الأمفيتامين" الكيميائية، وازدهر استخدامه بشكل كبير في الحرب العالمية الثانية، حين طلبت ألمانيا النازية من عملائها صناعة منشط بكميات كبيرة، لتحسين أداء الجنود والجيوش في الحروب بشكل يمكنهم من هزيمة الأعداء.

وعرف حينها "الشابو" باسم "المنشط النازي"، بعدها ظهر كمنشط يتناوله بعض الرياضيين الخارجين عن القانون لتعزيز نشاطهم، إلى أن جرى حظر تداوله عالميًّا بعد أبحاث دقيقة أفادت بأنه يدمر الجهاز العصبي.

 

تدمير جسم الإنسان

ويتفوق "الشابو" على جميع المواد المخدرة، لكونه قادرًا على تدمير جميع أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الخلايا العصبية، ومع بداية تعاطي الشباب له يسيطر عليهم إحساس بالنشوة والسعادة، لكن سرعان ما يعاني المتعاطي سلوكًا عدوانيًّا مفرطًا تجاه جميع من حوله وحتى نفسه، نتيجة هلاوس سمعية وبصرية، وفقدان الوزن، وسقوط الأسنان، وارتفاع معدلات دقات القلب، مع التدمير المتواصل للخلايا العصبية، وخلال شهور قليلة يتحول مظهر متعاطي "الشابو" من شاب من العشرينيات إلى عجوز في السبعينيات.

ومخدر الشابو سهل التحضير داخل المعامل الكيميائية، ومع ذلك يحتاج إلى معامل متكاملة ومتخصصة لإنتاجه، لذلك يصل سعر كيلو جرام منه إلى مليون جنيه بينما يبلغ سعر الجرام الواحد ما بين 1000 إلى 1500 جنيه.

وسرعان ما تطورت تجارة "الشابو" فى مصر نظرًا إلى سعره المرتفع بالأسواق لمروجي المواد المخدرة، وأقام عدد من الخارجين عن القانون عددًا من المصانع الصغيرة لإنتاج المخدر محليًّا، نجحت أجهزة الأمن المعنية بمكافحة المخدرات في ضبط أول مصنع لإنتاج مخدر "الكريستال" فى حي الدقي العام الماضى، وكان يقوم بإنتاج المخدر عبر الاستعانة بخريجين من كلية العلوم.

 

مراحل العلاج

وعلى عكس العلاج من أنواع الإدمان الأخرى، يتطلب العلاج من الشابو جهودًا هائلة، تجرى داخل مركز علاج إدمان متخصص لاستحالة العلاج المنزلى، نظرًا إلى حالة الهياج العصبي الشديدة التي تصيب المرضى بسبب الأعراض الانسحابية، والتي قد تدفع المتعاطى للتكفير فى انتحار.

وبحسب خبراء الطب النفسي، يستغرق علاج إدمان الشابو من 6 إلى 12 شهرًا، على ثلاث مراحل أساسية، وهي: مرحلة سحب السموم من الجسم، والتي يصاحبها أعراض انسحابية حادة متمثلة فى الاكتئاب والهياج العصبي، وزيادة نبضات القلب، وارتعاش الأطراف، وفقدان النطق، ثم مرحلة العلاج النفسي والتغيير السلوكي التي تهدف إلى البحث عن الأسباب النفسية التي دفعت المريض إلى الإدمان وعلاجها عبر برامج فردية وجماعية، لإحداث تغيير شامل في السلوكيات العامة، ثم المرحلة الأخيرة وهى مرحلة التأهيل الاجتماعي وتجنب الانتكاسة التي تهدف إلى عودة المتعافي للحياة الطبيعية من دون انتكاسات.

الجريدة الرسمية