رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تصارع الإخوان الموت في اليمن؟

إخوان
إخوان

تصارع جماعة الإخوان الموت في كل البلدان العربية، ولم يتبق لها أي أرض تستكمل فيها مشوارها بعد أن أصبحت مطاردة في كل مكان سواء اتبعت منطق الصندوق للوصول للحكم أو رفعت السلاح كما هو الحال في اليمن.


تعاني الإخوان من أزمة كبرى في اليمن، وتحاول الآن عقد صفقة سياسية مع جماعة الحوثي للإبقاء على أي أمل لها في البقاء بعد أن فشلت في السيطرة على البلاد طوال السنوات الماضية. 


ويقول زي يزن الحمادي، الباحث والناشط الحقوقي اليمني، جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أنها قريبًا جدًا ستصبح خارج ‏المشهد السياسي اليمني بشكل نهائي كما أصبحت خارج أغلب المشهد السياسي للبلدان العربية.‏

 

شهوة السلطة والمناصب

 

وأضاف: قرار الإخوان في اليمن مرتهن للخارج، لم تتخذ أي قرارات في صالح البلاد، وكل ما يهمها السلطة والمناصب ‏والمصالح ومستقبلها وحلفائها بالخارج في العملية السياسية اليمنية، بينما المواطن الذي يتعرض لمجاعة ويسفك دمائه ‏في الطرقات لايفرق معها شيئا. ‏

 

وأكد الباحث أن الفشل هو ديدين الجماعة، متسائلا: أين نجح التنظيم العالمي ؟ فشل في مصر ولييبيا والأردن والخليج ‏والعراق وسوريا.‏


اختتم حديثه بالقول: كل من تحالف معهم هزم وخسر. ‏ 

 

وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًّا أظهر على السطح ما كان يدور ‏في  ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ سنوات ‏طويلة.  ‏

 

تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر التي ‏قدمت ‏في عام ‏‏٢٠١٦ ‏من القرضاوي والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.‏

 

مصادر التمويل ‏

 

على جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات السبع ‏العجاف ‏الماضية، ‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول ‏مرة ‏تابعا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

 

وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.‏
 

الجريدة الرسمية