رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تتصدع الإخوان وتتزايد أزماتها مع الضغوط العنيفة عليها؟ ‏

شعار الإخوان
شعار الإخوان

على عكس الشائع عن جماعة الإخوان الإرهابية، أنها مدربة على الصراعات، وكيفية تحمل الضغوط بسبب طول صداماتها ‏بالسلطة، سواء في مصر أو خارجها، إلا أن الشواهد تنفي ذلك، حيث تتصدع الجماعة مباشرة مع ممارسة ضغط شديد عليها، ‏تحاول في البداية التجاسر، لكن سرعان ما تضربها الخلافات والانشقاقات من كل جانب.‏

تزايد الانشقاقات 

وهناك تفسيرات عدة لتزايد الانشقاقات والصراعات داخل الجماعة في الأوقات التي يزيد فيها الضغوط عليها، لكن أكثرها واقعية ‏حب أعضاء الجماعة للحكم والسلطة والنفوذ بخلاف التعالي بالإيمان أو توهم المعرفة الذي كان يؤخذ على الجماعة دائما في ‏تعاملها مع القوى السياسية المختلفة خلال تواجدها في المشهد السياسي.  ‏

ويقول عبد الله بجاد، الكاتب والباحث، إن الإخوان طوال تاريخها وهي تشمل تيارات وأجنحة، صقور وحمائم، عجائز وشباب، ‏قيادات تتصارع على السلطة والمال والعلاقات والاستثمارات، وهو ما يجري في الخلاف الجاري بين جبهتي لندن بقيادة إبراهيم ‏منير وإسطنبول بقيادة محمود حسين.‏

وأوضح الباحث أن الثابت تاريخيا للباحثين أن الإخوان حين تتعرض لضغوط قوية تتخلخل وتتصدع وهذا أمرٌ طبيعيٌ، وحدث سابقًا ‏وشواهده التاريخية معروفة في مصر وفي غيرها، مردفا: لولا الدعم المالي والسياسي من بعض الدول الإقليمية التي تأوي بعض ‏قيادات الجماعة، والوساطات التي تطلقها بعض الكيانات الإخوانية من بعض الدول العربية، لكانت الأمور أكثر سوءًا بالنسبة ‏للجماعة، والخلافات توحشت أكثر من ذلك. ‏

صعود الطموح الشخصي

وأشار بجاد إلى أن تضييق الخناق على الجماعة ورموزها ومؤسساتها يضرب الطموحات الشخصية في تحصيل السلطة والسيطرة ‏في مقتل، ولا يجد هؤلاء إلا الجماعة وتصبح الأطماع في مليارات التنظيم محل صراع بين الجميع.‏

ولفت الباحث إلى أن الإرث التاريخي للجماعة بداية من حسن البنا،  وتنظيرات سيد قطب وفقه محمد الغزالي ويوسف القرضاوي ‏وغيرها عشرات الأمثلة كلها تدفع باتجاه أن عناصر الجماعة يجب أن يطغى عليهم حب السلطة والرغبة العارمة في الاستحواذ ‏عليها داخل الجماعة وداخل الدولة وفي كل زمان ومكان.‏

واختتم: إدعاء الجماعة الموحدةً وقوة القيادة وتماسك هيكل الجماعة التنظيمي لا يحدث إلا في أوقات الرخاء فقط، لكن في الشدة ‏والضغوط تظهر حالة الاختلال والضعف في النفوس الذي يتحول إلى طغيان للمصالح والمطامع التي تسيطر على المشهد، كما ‏يحدث الآن على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية