رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يتمسك الحرس القديم بمواقعهم ويتمردون على قرارات المرشد؟

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

قرار سريع من المرشد بإيقاف 6 من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وإحالتهم للتحقيق لمخالفتهم للائحة الجماعة الداخلية، ولم تكن ‏مصادفة انقلاب المجموعة التي أحكمت سيطرتها على مقاليد الأمور ورفضت تماما اللجوء لأي إجراءات ديمقراطية لحسم ‏النزاع الذي طال الجماعة منذ 2013 على أي محاولة لتجريدها من امتيازاتها. ‏

ويشكل الأمين العام السابق للجماعة وعضو مكتب الإرشاد محمود حسين، ومسؤول رابطة الإخوان المصريين بالخارج محمد ‏عبد الوهاب، وعضو مجلس الشورى العام ومسؤول مكتب تركيا السابق همام علي يوسف، وعضو مجلس الشورى العام ‏مدحت الحداد، وعضو مجلس الشوري العام ممدوح مبروك وعضو مجلس الشورى العام رجب البنا لوبي ضاغط بشدة على ‏الإخوان، وهو ما جعل إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد منذ القبض على محمود عزت يحاول التخلص منهم جميعا ‏بضربة واحدة. ‏

ماذا حدث؟ ‏

تتضارب الروايات الخارجة من داخل التنظيم، لكن أكثر ما يتم الإشارة إليه، هو الفساد المالي، ويدلل أنصار هذا الاتهام ‏على امتناع القيادات القديمة التي جرى إيقافها، تسليم القيادة السرية داخل الجماعة، ومنها الملف المالي، والإصرار على ‏جعل رابطة تركيا التي يتحكم فيها الأمين العام السابق هي المحرك الأساسي للتنظيم، وليس إخوان لندن بقيادة منير.‏

ورغم تشكيل الإخوان انتخابات جديدة لاستلام هذه الملفات بعد إلغاء بعض المناصب ومنها منصب الأمين العام السابق، إلا ‏أنه حتى الآن لا يريد تسليم مهامه ولا سلطاته للقيادات الجديدة الموالية لمنير، ما دفع الأخير لإحالتهم جميعا للتحقيق ‏تمهيدا لفصلهم من الإخوان. ‏

ويرى عمرو فاروق الكاتب والباحث، أن الوصف الأدق للمرحلة التي تحياها جماعة الإخوان وقواعدها أقرب إلى ما يُعرف ‏بـالتيه الفكري والتنظيمي، موضحا أن الإخوان تعيش أسوأ مراحلها التاريخية منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 192،  ‏ومعظم الأزمات التي لحقت بها تدور في فلك الصدام والصراع مع النظم السياسية، في إطار مظلومية استثمرتها في ‏الحصول على مكاسب شعبية وسياسية واجتماعية.‏

وأضاف: قرارات منير بتجميد الصقور داخل التنظيم، تسببت في استمرار حالة الغليان الداخلي بين الأطراف المتنازعة على ‏سلطة التنظيم منذ القبض على محمود عزت، بخاصة مجموعة "مكتب تركيا"، لا سيما إلغاءه الفاعلية الرمزية لمكتب ‏الإرشاد في القاهرة، واستبداله بـ"الهيئة العليا"، وإلغاء الأمانة العامة، وإعادة تشكيل مركز القيادة التنظيمية من  ‏القاهرة إلى لندن، التي أصبحت "العاصمة الأولى"، بعد تراجع  الجماعة وتفككها في المنطقة العربية عامةً. ‏

حل مكتب تركيا 

وتابع: إلى جانب قيامه أخيرًا بحل مكتب الإخوان في تركيا، وحل مجلس الشورى العام، وتأجيل انتخاباته 6 أشهر كاملة، ‏واضعًا شروطًا ترتكز على عدم اختيار أو ترشح العناصر السابقة، وألا يزيد عمر المرشحين الجدد عن 45 عامًا، في إطار ‏ضربة استباقية للقضاء على خصومه الذين أعاقوا تنفيذ سياساته على مدار الأشهر الماضية، واستبدالهم بعناصر قادمة ‏من الصفوف الخلفية تدين له بالولاء المطلق، ما يمنحه الانفراد بصناعة القرار الداخلي، والتحكم في مختلف الملفات ‏المالية والسياسية والفكرية والتنظيمية.‏

واختتم: سيواجه إبراهيم منير إشكالية كبرى تتمثل في تعالي الأصوات المنادية بتدويل منصب المرشد، والتمرد على العرف ‏المتبع بقصر المنصب على "إخوان مصر"، بعد انهيار التنظيم داخل القاهرة ما يزيد من أزمة الجماعة.‏

الجريدة الرسمية