رئيس التحرير
عصام كامل

6 أسباب تعينك على أداء صلاة الفجر في جماعة

مصلٍّ
مصلٍّ

صلاة الفجر تحتاج إلى مجاهدة نفس واستحضار لفضلها وعظيم أجرها، وقد اختص الله تعالى صلاة الفجر بمكانة عظيمة من بين الصلوات؛ فلها أجر زيادة، وفضل أكبر، وثواب أعظم لأن فيها التمايز بين العباد، وهي الامتحان الصعب الذي يختبر الإيمان، من نجح في هذا الامتحان حاز على الجوائز العظيمة في الدنيا والآخرة.

وتنفرد صلاة الفجر بأذان يختلف عن الصلوات الأخرى حيث أن آذان الفجر فيه جملة "الصلاة خير من النوم"، وكذلك تنفرد بأن لها أذانان الأول سُنة ووقته الصبح الكاذب، وهو لا يُبنى عليه صيام ولا صلاة، أما الثاني وهو الذي يحلل الصيام والصلاة.

 

ومن النصائح التي تُقدَّم للمسلم لتعينه على تعويد نفسه على الاستيقاظ لأدائها في وقتها.

أولًا: الحرص على النّوم المبكر وترك السّهر من غير منفعة ومصلحة، وقد ورد الشرعي في النّهي عن السّهر بعد صلاة العشاء إلا لخير.

ثانيًا: تعويد النفس على آداب النوم، ومنها: النوم على طهارة، وأداء ركعتي الوضوء، وترديد أذكار النوم ومن أهمّها قراءة المعوذتين في الكفين ثم مسح ما استطاع المسلم من الجسد بهما، وأن يكون بداية الاضطجاع للنّوم على الشق الأيمن، وغير ذلك من الآداب.


ثالثًا: المحافظة على صلاة الفجر توفيق من الله -تعالى-، وهذا التّوفيق يحصل عليه المسلم بمزيد الطاعات والقربات، مثل: صلة الرّحم وبر الوالدين والإحسان إلى الجار وصدقة السّر، والسّعي في حاجة أخيه المسلم، وغيرها.

رابعًا: كثرة الأكل قبل النوم تورث الجسم ثِقلًا عن الحركة وخمولًا في الهمّة والعزيمة، بل إنها تقلّل الخشوع إذا كان أتخم نفسه بالطعام، لأنّ مَن أكل كثيرًا شرب كثيرًا أورثه ذلك تعبًا كبيرًا فيميل الإنسان إلى النوم الطويل والعميق، وتفوته صلاة الفجر.

خامسًا: الابتعاد عن المعاصي في النهار بحفظ الجوارح عمّا حرّم المولى -سبحانه- فإنّ ذلك أدعى وأرجى لنواله فضل الله تعالى بنوال شهود صلاة الفجر في وقتها، وقد ذهب بعض أهل أعلم إلى أن من أساء في ليله عوقب في نهاره، ومن أساء في نهاره عوقب في ليله.

سادسًا: استحضار حلاوة الأجر وعظيم الفضل لصلاة الفجر في ذهن المسلم، فإنّ من استأنس بعطايا رب العباد سعِد يوم المعاد.


فضل صلاة الفجر

يحظى المحافظ على أداء صلاة الفجر خاصةً في جماعة على العديد من الفوائد والفضائل التي لا يحظى بها أحدٌ غيره، فلا بدّ أن يحافظ المسلم عليها، ومن هذه الفضائل والفوائد ما يأتي:

حفظ الله -تعالى- لمن صلّى الفجر في جماعة، فيكون في معيّة الله في الدّنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح فهو في ذمَّة الله، فلا يطلُبنَّكم الله من ذمَّته بشيءٍ، فإنَّ من يطلُبه من ذمَّته بشيءٍ، يُدركه، ثم يكُبَّه على وجهه في نار جهنم).

سببٌ لنجاة المسلم من دخول النّار يوم القيامة، وسببٌ في دخوله جنّات النّعيم. شهود الملائكة وحضورها لصلاة المسلم، ودعائها له، فوقت صلاة الفجر وقتٌ مشهود، وهذا ما دلّ عليه قوله تعالى: (إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا).

اكتساب المسلم النّور التّام يوم القيامة، ففي ذلك اليوم يحتاجه المسلم لكي يرى النّور ويبصره بعد أن يكون في ظلام.

أجر صلاة الفجر كقيام اللّيل كلّه، فعندما يصلّي المسلم الفجر في جماعة فكأنّه أقام ليلةً كاملة.

براءة المسلم وأمانه من صفة النّفاق؛ وذلك لأنّ أكثر صلاتين تصعبان على المنافق هما: الفجر، والعشاء.


الفوز بأعظم نعمة، وهي رؤية وجه الله تعالى، فالجميع يتسابق ليحظى بهذا الفوز العظيم. العيش حياةً سعيدةً، طيّبةً، هانئةً، مطمئنّةً، بعيدةً عن الكدر والهموم. تحقيق النّجاح يوم القيامة، والفوز بوعد الله -تعالى- لعباده بدخول الجنّة، والتّنعم بما أعدّ الله -تعالى- فيها من النعيم.


صلاح جميع أعمال المسلم، فإنّ الصّلاة هي الأمر الأوّل الذي سوف يحاسب الله -تعالى- الإنسانَ عليها يوم القيامة، فإنّ صلُحت صلاته فسائر أعماله تصلح. صلاة سنّة الفجر خير من الدنيا وما فيها كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قسم الله -تعالى- بالفجر في القرآن الكريم، وذلك في سورة الفجر، فقد قال الله تعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ).


فوائد عامة

هي أفضل الأعمال عند الله بعد التوحيد، كما أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهي الفيصل بين الإيمان والكفر، وهي عمود الدين وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة.


الصلاة سبب لمغفرة الذنوب، كما أخبرنا سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام.

تضبط السلوك وتذهب النفس؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكرتقوي الروابط الاجتماعية بين المسلمين، حيث أن الصلاة في جماعة هي فرصة للالتقاء بين أبناء المنطقة الواحدة مما يقوي الروابط ويزيد العلاقات والأخوة والصداقات والتعاون في أمور الخير.

الوضوء للصلاة له فوائد عظيمة على كافة الصعد، فهو يُنظف الأجزاء الظاهرة من البدن بشكل متكرر كل يوم، وهو يريح النفس لأن الإنسان النظيف يكون طيب النفس، وينشط الذهن والجسد مما ينعكس على مناعة الإنسان ضد الأمراض.

إن القيام بحركات الصلاة المتنوعة، يعتبر تمرينا في حد ذاته وينعكس إيجابًا على جسم الإنسان، حيث أن العلماء يقولون أن أفضل التمرينات هي التمرينات الغير مجهدة اليومية المتكررة خلال اليوم والموزعة على أوقات اليوم وكل هذه الأشياء موجودة في الصلاة، وحركات الصلاة يمكن للجميع أن يؤديها كبيرًا كان أم صغيرًا، ذكرًا كان أم أنثى، غنيًا كان أم فقيرًا.


إن حركات الصلاة تشمل العضلات والفقرات والعظام وتقي الإنسان الكثير من المتاعب الصحية.

الصلاة ومن ضمنها صلاة الفجر، تقي الإنسان الكثير من الأمراض والأوجاع كالأمراض العصبية وأمراض الأوعية الدموية، مثلًا حينما يسجد الإنسان يتدفق الدم إلى الرأس بسبب الجاذبية، وحينما يرفع رأسه ينخفض الضغط فجأة وهذا يكسب شرايين المخ مرونة عجيبة ويقويها.

إن التحسن في المزاج والصحة النفسية الذي تحدثه جميع الصلوات في الإنسان يرفع من قوة جهاز المناعة مما بدوره يرفع درجة الوقاية من الأمراض وخاصة المستعصية.

الصلاة مع الصبر تعين على مواجهة ظروف الحياة كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى، كما وأن الصلاة تعين على تنظيم الأوقات والانضباط وتمنح الإنسان الإرادة والصلابة لمواجهة أعباء الحياة.

فالصلاة تمنح الإنسان القدرة على معالجة التوتر والإرهاق والتخلص من ضغوط العمل، وهي تساعد الإنسان على التحكم بتصرفاته وتعلمه الهدوء والسكينة والتواضع.

المشي للصلاة يمنحك الأجر والثواب؛ لأن في كل خطوة لك بالصلاة صدقة، وهذا المشي أيضًا هو بمثابة رياضة خفيفة رائعة تحسن من صحتك وتزيل الاكتئاب والهم عنك في كل يوم.

الجريدة الرسمية