رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى انتصار أكتوبر.. فكري أباظة يكتب: تحية إلى رجل النصر

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات

في مجلة المصور في أكتوبر عام 1973 كتب الكاتب الساخر فكرى أباظة مقالا عن حرب أكتوبر ونصر اكتوبر المبين قال فيه: 

قل ما شئت بكل إكبار وتقدير عن التخطيط المحكم والتدبير المحكم والكتمان المحكم قبل العبور في أكتوبر 73 حتى جاءت النتيجة التى أذهلت العالم أجمع.

وقل ما شئت لكل إكبار وتقدير عن المعجزة العسكرية في عبور القناة في لمح البصر، وقل ما شئت عن تحطيم خط بارليف في لمح البصر، وقل ما شئت عن الزحف في ارضنا الطاهرة سيناء وعن المعارك الضارية التي لم يسبق لها مثيل في حروب العالم في عدد الدبابات والطائرات والابتكارات السلاحية الحديثة.

وقل ما شئت عن بطولة ابطالنا قادة وضباطا وجنودا في البر والبحر والجو وعن تعبئة الشعب واستنفار الشعب، واسأل التاريخ من كان صاحب الفضل في كل هذه الانتصارات.

التضامن العربى 

ما حدث أن الدول العربية جمعاء قد بادرت في ساعتها بجيوشها واسلحتها لتخوض المعركة جنبا الى جنب وقد كان ذلك فيما مضى حلما من الأحلام.

 فكيف أقدمت الدول العربية المنتجة للبترول أن تجرد سلاحها القاطع الماضى فتخفض نسبة الإنتاج من 5% الى 10% الى 20% ثم كيف أقدمت إقداما أخطر وهو قطع البترول وعدم تصديره الى الولايات المتحدة بالذات وإلى من يناصرون إسرائيل علانية أو خفية.


وقل ما شئت إكبارا وتقديرا عن خمس وعشرين دولة أفريقية قطعت علاقاتها مع إسرائيل وطردت بعثاتها شر طردة من بلادها.

ميادين المعركة 

وفوق كل هذا وما أكثره وأبلغه أن مجلس الأمن ظل أكثر من ربع قرن مكفنا في قبره وظلت إسرائيل تهزأ بقراراته الهزيلة الضعيفة إلى درجة أن تدوس هذه القرارات بالأقدام، هذا  المجلس يبعث من قبره ويتحرك وينعقد بين يوم بل بين ساعة وساعة ثم يطوى جميع الدول الخمس الكبرى ومنها الولايات المتحدة بقرار جماعي لوقف إطلاق النار وإرسال قوة الطوارئ الدولية تباعا إلى ميادين المعركة.

السياسي المحنك 

دعك من كل هذه الأمجاد ومصر بالمفاجأة الكبرى في 6 أكتوبر 73 إلى 22 أكتوبر 73، وتعالى معى ومع العالم أجمع نعترف من كل ضمائرنا بالفضل لصاحب الفضل ـ الرجل هبة الله ومنحة الله لمصر، الرجل الذي غامر في معركته السياسية والعسكرية يدفع جنوده وابطاله الى الامام سياسيا محنكا وقائدا اعلى شديد الذكاء كثير الشجاعة والجرأة ـ هذا الرجل هو محمد أنور السادات، رجل الحرب ورجل العزة ورجل النصر. 

الجريدة الرسمية