رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تتخلص البلدان العربية من شرور الفكر الإخواني للأبد ؟

شعار جماعة الاخوان
شعار جماعة الاخوان

تكثر التحليلات اليومية عن كيفية التخلص من بقايا التيارات الدينية وخاصة الإخوان، ولاسيما أنهم لازالوا يحتلون مساحة ‏ليست هينة على مواقع التواصل عبر فلولهم خارج البلاد، التي تدير كتائب إلكترونية تحريضية هدفها هدم البلدان العربية ‏وعلى رأسها مصر لإبقاء الفكر الإخواني حتى إشعار آخر.‏


ويختلف الباحثون في الطريقة التي يمكن بها التخلص من الإخوان ومعها تيارات الإسلام السياسي بعد استنفاذها كل الفرص ‏المتاحة، حيث ثبت للجميع أنها خنجر مسموم في خاصرة الدول، لكن بين من يرجح التعامل معها أمنيا فقط وتعطيل أي ‏مبادرة لإجراء مراجعات فكرية لن تحقق أي شيء، ومن يرى ضرورة اللعب على الفكر لتحصين من طاله السم الإخواني ‏ولم يتورط في عنف، هناك من يرى القضية ليست بهذه السهولة والأمر أعقد من ذلك. ‏


نفوذ الإسلاميين ‏


يرى سامح عسكر، الكاتب والباحث إن التخلص من نفوذ الإخوان والإسلاميين ليس بالأمر الهين، موضحا أن هذا ‏النفوذ ‏مبني على قواعد عالمية وأجواء صراع مذهبي وقومي لا ينتهي، وأجمل الباحث عددا من النقاط في كيفية إنهاء ‏قبضة ‏الإخوان على المجتمعات العربية.‏


لفت عسكر إلى خطورة ما أسماها الرأسمالية المتوحشة التي صدرها الغرب بعد انتصاره في الحرب العالمية ‏الثانية، ‏وكانت دول في المنطقة ذراعا لهذا النفوذ الرأسمالي في تشكيل قناعات الشعوب، موضحا أن الصراع الديني ‏والقومي في ‏الشرق الأوسط، خلق أجواء انتعاش لهذه الجماعات مما ساهم في قبولها اجتماعيا وسياسيا معا.‏


تابع: جرى تعزيز هذا الصراع بعد سقوط الحكم الشيوعي ونهاية الحرب الباردة بالدمج بين مصالح الرأسمالية ومصالح ‏تلك ‏الجماعات، وهذا له جذور قديمة بتكفير الشيوعية وشيطنتها في المجتمع طوال القرن العشرين، على حد قوله. ‏


أسلحة الإسلاميين ‏


لفت الباحث إلى أن العرب وقعوا فريسة للجماعات التي أقنعتهم أنها ‏بديل سياسي واجتماعي، وانتشرت اجتماعيا وثقافيا ‏بالسيطرة على التعليم والمنابر، مردفا: أصبح لدى هذه ‏الجماعات سلاحين في منتهى القوة، الأول حق تمثيل الدين والثقافة ‏والدولة، والثاني هو المال. ‏


وأضاف: ضخوا الأموال في الصحف وشراء كتاب وأقلام كثيرة، وتخصيص مساحات لزعماء الإسلام السياسي في ‏الكتابة ‏بالصحف القومية الكبرى، الأمر الذي شكل ذراعا اجتماعيا مع الفتاوى الدينية للجماعات، لافتا إلى أن الكثير من ‏المثقفين ‏انتبهوا لخطورة هذا التغول مثل الشاعر جمال الغيطاني الذي هاجم احتكار الإسلاميين لثقافة المصريين. ‏


واختتم: علاج هذه الظواهر يكمن في الدولة المدنية وعزل هذه الجماعات عن مصالح المجتمع، ‏ومنعهم من غسل أدمغة ‏العوام وتخريب الثقافة الشعبية، مما يؤدي لحصارهم فكريا، موضحا أن الكثير من القوانين خدمت ‏التشدد الأصولي ‏للجماعات ومثلت مصلحة مزدوجة معهم لتلقى الاستحسان من رجل الشارع، لافتا إلى أهمية تثقيف ‏المجتمع بأن مصالح ‏الدولة العليا فقط هي الحَكَم. ‏
 

الجريدة الرسمية