رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أبطال أكتوبر.. ومستقبل مصر!

أيام قليلة ويهل علينا شهر الانتصارات، شهر أكتوبر الذى حققنا فيه أول انتصار عسكرى على العدو الصهيونى، وكل عام كالعادة سيتم استضافة بعض من الأبطال وأحيانا أفراد لا علاقة لهم بالإنتصار ويتم تدشين هذا على إنه احتفال  بنصر أكتوبر العظيم، وينتهى الأمر حتى يأتى شهر رمضان ويتم إعادة جو الإحتفالات لمدة 24 ساعة، واحتفال الأزهر والإشادة بالانتصار وينفض المولد!

 

فى العام الماضى حدث أمرا جديدا، شاهدنا أجزاء من خطابات الرئيس السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة فى الانتصار تتصدر كافة القنوات التليفزيونية، معا نتساءل: هل يمكن أن نتعلم وندرك إن أى تطور فى المناهج أو أى نظام تعليمى لا يربى الانتماء ولا يؤكد على أهمية الارتباط بتراب الوطن وقضايا الوطن؟ هل المدارس الاجنبية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية..الخ تنمى الانتماء للوطن؟ لماذا نتغافل أن هؤلاء أطفال المدارس وشباب الجامعات هو المستقبل لمصر وعلينا الانتباه أننا أهملناهم؟

 

 

الحل سهل جدا وبسيط لو أن الدولة لديها الإرادة لإنقاذ مستقبل شبابنا، لماذا لا نجعل العام كله أكتوبر؟ أبطال أكتوبر بدلا من أننا نحتفى بهم فى شهر أكتوبر فقط، يتم عمل برنامج متكامل طوال العام بالقيام بحيث ينتشر هؤلاء الأبطال فى المدارس والجامعات للحوار مع الأطفال والشباب حول بطولات أكتوبر، والبطولات التى قام بها الشهداء العظماء؟

 لماذا لا يقوم أساتذة التاريخ، معهم نخبة من أساتذة العلوم السياسية -د.أحمد يوسف أحمد نموذجا-، وأساتذة علم الاجتماع، بوضع خطة مدروسة علميا ومواقيت منضبطة لزيارات هؤلاء الأبطال لمدارسنا، وتلتزم بها كافة المدارس والجامعات..

 

مع العلم أن كل محافظات مصر سنجد فيها الأبطال والأساتذة فى كافة المجالات، ولن نلجأ إلا نادرا إلى من يسافر من محافظة لأخرى، هذا الأمر ليس إختراعا أو كيمياء صعب تنفيذها بل سبقتنا دول كثيرة فى تنفيذ ذلك لخلق روح الإنتماء لدى أطفالها، بل لو إننا نملك الإرادة كدولة سنحقق إنجازا لمصر يفوق الخيال، لأن العلوم ليست مجرد دراسة مناهج وأفكار حسابية، ولكنه إن لم يرتبط بالأخلاق والإنتماء لا يصبح له قيمة، بل يصبح علما ضارا وخطر على المجتمع.

غرس الانتماء

 

وعلى سبيل المثال فوجئت بوزارة الشباب والرياضة تعلن عن مبادرة لتعليم الشباب فى مراكز الشباب اللغة الانجليزية، ما هذا العبث، كنت أتصور إنها مبادرة لتعليم الشباب اللغة العربية بعد أن ساءت حالها وتدنى مستواها، تصورت إنها تقوم بدورات تعليم لتحسين الخطوط بعد أن أصبح خط الشباب أقرب إلى شخبطة لا تقرأ؟ 

 

بدلا من أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بترسيخ الانتماء لأن اللغة جزء من الهوية الوطنية تقوم بتعليم الشباب لغة أجنبية، وبالتالى مراكز الشباب التى أنشئت للشباب لممارسة الرياضة للفقراء وبسطاء الشعب، تتحول إلى مكان يتم فيه تغريب الشباب، والشىء بالشىء يذكر، الجميع من العواجيز يعرفون أن مركز شباب الجيزة هو جزء من نادى الجزيرة، النادى الخاص بباشوات مصر والطبقة الغنية، فجاء جمال الناصر وقرر إستقطاع جزء من نادى البكوات وأطلق عليه مركز شباب الجزيرة، وقال كلمته: لابد أن يحصل الفقراء على نصيب من هذه البلد!

 

كان المركز له دور رياضي وثقافي وكانت ملاعبه على أعلى مستوى، ويكفى أن نعرف أن نادى الإسماعيلى فى فترة التهجير كان نادى الزمالك يستضيف مبارياته، ومعظم تدريباته على ملاعب شباب الجزيرة، بل إن المنتخب الذى تأهل إلى أولمبياد موسكو فى عام 1980 بقيادة عبدالمنعم الحاج فيما أتذكر كان يتدرب غي ملاعب مركز شباب الجزيرة، فى الوقت الذى كان عدد الشباب أكثر من خمسين ألف شاب وفتاة يمارسون الرياضة وكافة أنواع الأنشطة الثقافية، ربما لا يعرف الأغلبية منا أن نور الشريف هو خريج فريق التمثيل فى مركز شباب الجزيرة وكذلك صلاح رشوان، وكانت الرائعة محسنة توفيق تشرف واحيانا تشارك الشباب التمثيل، وهذا على سبيل المثال، ولكن للأسف على يد وزير الشباب السابق خالد عبد العزيز تحول مركز شباب الجزيرة إلى نادى إشتراكه خمسة وثلاثين ألف جنيه، ولا أدرى من هؤلاء الشباب الذين يتوفر لهم خمسة وثلاثين ألفا حتى يصبح عضوا فى مركز الشباب؟

 

عند الكلام عن مستقبل مصر لابد أن نتكلم عن مستقبل فى شبابها، لأن هؤلاء الشباب هم من يرسمون مستقبل مصر، وعلى أصحاب القرار الاستفادة من أصحاب الخبرة لإعداد هذا المستقبل أفضل إعداد.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

Advertisements
الجريدة الرسمية