رئيس التحرير
عصام كامل

علماني ولكن.. المفكر جلال أمين يكشف ذكرياته مع الحياة

المفكر الدكتور جلال
المفكر الدكتور جلال أمين

في كتابه الشهير (ماذا علمتنى الحياة) كتب المفكر الراحل جلال أمين ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 2018  - عن مشوار حياته وبعض أفكاره فيقول: بعد تخرجى بعامين حصلت على بعثة حكومية الى إنجلترا للحصول على الدكتوراة في الاقتصاد ولم تكن هي المرة الأولى التي أزور فيها لندن والفضل في ذلك يرجع إلى أبى الذى كان حريصا على تعلمنا أنا وإخوتى اللغة الأجنبية.


يصف جلال أمين لندن ويقول فى كتابه: لندن كانت في ذلك الوقت أحسن مما هي عليه الآن، فلم يكن المجتمع الاستهلاكي قد ظهر، لأن البيتلز ظهروا بعد انتهاء البعثة، كانت إنجلترا ممتعة جدا وأتذكر كلمة استاذى الدكتور زكى شافعى وانا مسافر للبعثة قال لى (اوعى ترجع لنا من إنجلترا اقتصادى أمى)، لكن في لندن شاهدت مسرحيات وأفلام ومحاضرات ومارست هوايات، ويكفى ان دفعتي في الحقوق كانت 1500 طالب وكان منهم 10 بنات فقط منهم الدكتورة آمال عثمان والكاتبة آمال بكير فلم تكن لى اي صداقات بالجنس الآخر، ولفت نظري في لندن الاختلاط واحترام المواعيد، الخضرة الكثيرة في الشوارع والنظافة الجميلة وغيره وغيره.

 

مأساة العودة 

عدت إلى القاهرة بعد انتهاء الدكتوراة ومعى زوجتى الإنجليزية عام 1964 وكانت سعيدة جدا مستبشرة ببناء حياة جديدة بمصر، قضينا على الباخرة الجزائر ثلاثة أيام في طريق العودة أسمع اغانى مصرية منها: كنا حنبنى وادى احنا بنينا السد العالى، كانت من أحلى الكلمات التي تعلمتها زوجتى ونحن مازلنا على الباخرة في طريق العودة.


وأضاف الدكتور جلال أمين: لم يكن ببالى مطلقا أن أكون ممن يكون من المترقبين لوصولهم وتم احتجازى بعد 6 سنوات دراسة في أوروبا وحصولى على الدكتوراة استقبلت بمنتهى المهانة، بتهمة أنى في إحدى المحاضرات قلت شيئا يسيء إلى النظام، وتدخل خالد محيى الدين لدى شعراوى جمعة لحل الموقف.

 

أول صدمة فى حياتى 

يقول جلال أمين: كانت أول خيبة وصدمة في حياتى عندما سمعت بعزل اللواء محمد نجيب عام 1954 فقد كنا كعائلة نعشق محمد نجيب عشقا لارتباط اسمه بالثورة، يومها انضممت إلى اعتصام الطلبة بالجامعة وإذا بوالدتى تحضر بشبشبها وطرحتها السمراء لإخراجى من الجامعة ومن هنا ربما تغير موقفى من الثورة.


وفى النهاية يقول جلال أمين "مع تكرار تجربتي في الكتابة والنشر استقر في ذهني أن من الممكن بالفعل أن أصبح كاتبًا، أي أن أحقق ذلك الأمل القديم الذي بدأ يراودني منذ مطلع الصبا، ولكنه كان حينئذ أقرب إلى حلم من أحلام اليقظة، وقد زادت ثقتي بذلك شيئًا فشيئًا بنشري كتابًا بعد آخر في موضوعات غير اقتصادية”.

 

علمانى ولكن 

صحيح أنا علمانى في حدود عدم إقحام الدين فيما لا يجوز إقحام الدين فيه، وفى هذا الجانب أنا من العلمانيين لكن حينما يذهب العلمانيون وينظرون الى الدين نظرة تعالى توحى بأن التدين موقف غير تقدمى، فأنا مع الإسلاميين، يعنى لما رفعت السعيد يقول "أنا متأسلم " أقول له اختشى لأن هذا التعبير يحوى اتهاما بادعاء الإسلام.

 

نهاية الحياة 

في مطلع الثمانينيات عين جلال أمين أستاذا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ في نشر مقالات في شؤون الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكان معظمها في صحف معارضة، إلى ان جاء الرحيل.

 

الجريدة الرسمية