رئيس التحرير
عصام كامل

تعاون محمد رمضان مع المخرج محمد ياسين.. مغامرة غير محسوبة

محمد رمضان
محمد رمضان

تساؤلات عديدة شغلت بال الجمهور بعد الإعلان عن تعاقد شركة “MediaHub - سعدي جوهر” مع محمد رمضان على مسلسل جديد يقدمه خلال رمضان القادم، لم تكن الحيرة بسبب خبر التعاقد ولكن على التفاصيل المكملة له والتي أوضحت الشركة من خلالها أن مخرج المسلسل سيكون المخرج الكبير محمد ياسين.

محمد رمضان المعروف عنه حبه لنوعية الأعمال التي تعتمد على فكرة البطل الأوحد والتي تتسم بنوع من مغازلة الجمهور الشعبي بتقديم النماذج العشوائية سيتعامل مع مخرج يفضل البطولات الجماعية وتقديم أعمال راقية للجمهور، دعونا نشرح الأمر بشكل أفضل.

مخرج البطولة الجماعية

يعتبر محمد ياسين واحدا من أهم المخرجين في الفترة الحالية، يتميز بالتأني في الاختيار، فيكفي أنه خلال أخر 10 سنوات لم يقدم سوى ثلاث مسلسلات درامية، وإذا نظرنا إلى مسيرته بالكامل فسنجد أنه قدم 43 عمل فني منهم 10 أعمال كمخرج و33 كمخرج مساعد، وانقسمت أعماله كمخرج إلى 6 أفلام كان أولها فيلم “عيش الغراب” مع الراحل نور الشريف عام 1997، وأول أعماله الدرامية الثلاث كان الجزء الأول من مسلسل “الجماعة” عام 2010، بالإضافة لمسلسل كارتون. 

بالنظر إلى المسلسلات الثلاثة التي قدمها ياسين سنجد أنه قدم “الجماعة” عام 2010، “موجة حارة” عام 2013 وأخيرًا “أفراح القبة” عام 2016، وحققت كل تلك الأعمال نجاحًا كبيرًا ولكنها اشتركت كلها في عوامل معينة، فجميعها اتسمت بأنها بطولة جماعية، وأنها تناقش قضية عميقة، وأنها أعمال راقية، بالإضافة لتوزيع مساحة الأدوار بين النجوم بشكل متوازن. 

البطل الأوحد والأعمال العشوائية

وبالنظر على الجانب الأخر لمحمد رمضان سنجد أنه منذ أن وضع قدمه في البطولات الدرامية المطلقة قدم على الشاشة الصغيرة 6 أعمال درامية، أولها كان مسلسل “ابن حلال” عام 2014، وحقق من خلاله رمضان نجاح جيد أهله ليكمل مشواره في الدراما، فقدم بعد ذلك مسلسلي “الأسطورة” عام 2016 و"نسر الصعيد" عام 2018، وهما أكثر مسلسلين حققا نجاح لمحمد رمضان.

بعد ذلك قدم محمد رمضان 3 مسلسلات وهي “زلزال” عام 2019، “البرنس” عام 2020، وأخيرًا “موسى” عام 2021، وحقق مسلسلي “زلزال” و"البرنس" نجاح جيد ولكنه ليس  النجاح السابق المساوي لـ “الأسطور” و"نسر الصعيد"، أما الأخير “موسى” فيلم يحقق نصف نجاحهم وكان أقل أعمال محمد رمضان مشاهدة، ولكنه بالرغم من ذلك كان أكثر أعماله قيمة فنية وإجتماعية، وربما يعود السبب لعدم نجاحه هو أن العمل لا يناسب الفئة التي إعتاد رمضان على مخاطبتها.

ترويض نمبر وان

بعد شرح طريقة عمل كل منهما فإن هناك طريقين لا ثالث لهما، فالجميع توقع إطلالة مختلفة لمحمد رمضان مع محمد ياسين، وأن المخرج المخضرم سينجح في تغيير الأسطورة وجعله أداة لنجاح العمل وليس تحويل العمل لأداة لتلميع النجم، ولكن هناك مجموعة من التحديات ستواجهه.

التحدي الأول هو حب محمد رمضان للظهور الكبير، فهو يفضل أن يكون النجم الأوحد للعمل بمسافة كبيرة عن باقي الممثلين، حتى الممثلات اللاتي يظهرن معه لا يحصلن على مساحة جيدة في العمل، ويأتى هذا في الوقت الذي يتعامل فيه رمضان هذه المرة مع مخرج يحب البطولات الجماعية وفرد مساحات كبيرة لكل أبطال العمل، فهل سيستمر محمد رمضان كنجم أوحد للعمل أم أن محمد ياسين سيستطيع فرض كلمته كمخرج وإعطاء مساحات أكبر لباقي أبطال العمل.

التحدي الثاني هو نوعية العمل، فمحمد رمضان معتاد على تقديم نوعية أعمال سبق توضيحها في حين أن محمد ياسين يحب الأعمال ذات القيمة الفنية، فمن منهما سيجذب الآخر لمنطقته؟ هل يجرب محمد ياسين منطقة محمد رمضان؟ أم سينجح ياسين في إنتشال رمضان من نوعية الأعمال التي نال عليها انتقادات كبيرة خلال السنوات الماضية؟، والاعتقاد السائد لدى الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعي أن ياسين سيجذب رمضان لمنطقته وسيعيد تقديمه للجمهور بطريقة مختلفة.

التحدي الثالث والأخير هو التدخل في السيناريو، فالكثيرون لا ينسون إنسحاب عبد الرحيم كمال من مسلسل “زلزال” في التعاون الأول والأخير بينه وبين محمد رمضان عام 2019، وإعلان المؤلف الكبير خلال الأسبوع الثالث من عرض المسلسل انسحابه من العمل وأنه لا يحب وضع اسمه عليه بسبب تدخلات رمضان في العمل والأحداث، فحتى لو تم الاتفاق على نوعية عمل معينة ترضي الطرفين، هل سيترك محمد ياسين حرية لمحمد رمضان في “تظبيط” بعض المشاهد والأحداث أم سيصطدم المخرج الكبير بالفنان الشاب؟

تساؤلات كثيرة وحيرة ناتجة من الجمع بين ممثل ومخرج من مدرستين مختلفتين، ولكن النتيجة ليست مضمونة، الإجابة ستكون واضحة أكثر خلال الفترة القادمة.

الجريدة الرسمية