رئيس التحرير
عصام كامل

وصفها أبناء جيلها بـ الجدعة وغار منها الشعراوي.. مواقف في حياة تحية كاريوكا

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

في مثل هذا اليوم الموافق 20 سبتمبر من عام 1999، رحلت عن عالمنا، الفنانة والراقصة الاستعراضية، تحية كاريوكا، إحدى أيقونات الرقص الشرقي، والتي ولدت في 22 فبراير من عام 1915، بمحافظة الإسماعيلية، باسم «بدوية محمد علي النيداني كريم».

عرفت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا بمواقفها الجادة والحاسمة والإنسانية، حتى إنها كانت ملقبة بين كثير من أبناء جيلها بـ«الجدعة»، وهو الوصف الذي اجمع عليه كلا من الفنانين الراحلين عمر الشريف وأحمد رمزي، في آخر لقاء تلفزيوني جمعهما مع الإعلامية والمخرجة إيناس الدغيدي ببرنامج هي والجريئة.

تحية كاريوكا والعندليب الأسمر

ومن بين المواقف المعروفة عن الراحلة تحية كاريوكا، موقف إنساني جمعها بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، في بداياته التي رفضها الجمهور، مما جعل مالك المسرح الذي يغني داخله، الاستغناء عنه وإنهاء العقد بينهما، لأن الجمهور لم تعجبه أغانيه، إلا أن تحية كاريوكا تدخلت وهددت مالك المسرح بعدم الرقص فيه إذا أقدم على هذه الخطوة، وأكمل العندليب مشواره على المسرح، لتكون الفنانة الراحلة إحدى أهم المساهمات في مشوار العندليب الفني.

سميحة توفيق

من المواقف الإنسانية أيضا وقوف تحية كاريوكا إلى جانب الفنانة سميحة توفيق، التي أصيبت بالكبد وساعدتها في تحمل تكاليف العلاج، بل وكانت تساعدها في عملها الفني أيضًا من خلال طلب المنتجين والمخرجين بضمها إلى أعمالهم الفنية.

سهير رمزي

على جانب آخر حكت الفنانة سهير رمزي، في أحد لقاء تليفزيوني موقف مؤثر حدث بينها وبين تحية كاريوكا، بعدما قرر كلاهما السفر للحج معًا بإحدى السنوات، إلا أن قريبة سهير رمزي مرت بوعكة صحية شديدة نقلت على إثرها للمستشفى، ويكتشفان بأنها مصابة بحصوة بالكلى، لتصر تحية كاريوكا أن تذهب سهير رمزي للحج وتجلس هي لرعاية قريبتها.

تحية كاريوكا والسادات

ومن الفن للسياسة، فقد عرفت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا بمواقفها السياسية، ومن أشهر تلك المواقف الذي جمعها بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، قبل ثورة 1952، حيث ساعدت السادات أثناء هروبه بعد اتهامه بقتل أمين عثمان، حيث كان مطلوبًا من البوليس السياسي في ذلك الوقت وقوات الاحتلال، إلى جانب مشاركتها في تهريب الأسلحة للفدائيين المصريين عام 1948.

تحية كاريوكا والشعراوي

 

تحية كاريوكا والشعراوي

ومن أكثر الأشخاص الذين جمعتهم علاقة بالراحلة تحية كاريوكا كان الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث ارتبط اسمها بمقولة شهيرة للشيخ، حينما قال لها: «بدأت أغير منك يا تحية»، وذلك بعدما رفضت حضور جلسات دعوى قضائية كانت مقامة ضد طليقها المخرج فايز حلاوة؛ لاستيراد شقتها التي استولى عليها، فسألها الشيخ الشعراوي عن سبب عدم حضورها للجلسات، فقالت له: «يا مولانا فايز راجل متزوج ومعه بنت ومعندوش شقة، هياخدهم ويروح بيهم فين، هو هيتبهدل، وأنا خلاص كبرت ولا أقدر أنظف الشقة ولا أصرف عليها، وأنا الحمد لله الشقة اللي أنا قاعدة فيها كويسة وأنا راضية الحمد لله»، فقال لها الشيخ الشعراوي: «بدأت أغير منك يا تحية».

رأسا لا رقصا

ولم يكن ذلك الموقف الوحيد الذي جمع الإمام الشعراوي بتحية كاريوكا، فقد سبق ذلك مقولته الشهيرة لها في أول لقاء جمع بينهما بعدما كانت اعتزلت الفن وارتدت الحجاب، فأخذت تنادي على الشيخ الشعراوي، ولكنه لم يسمعها بسبب الزحام، فنادت عليه عدة مرات، وقالت له: "يا شيخ شعراوي، بُح صوتي وأنا أنادي"، فقال لها: "معذرة.. والله لم أسمع"، وكان يكلمها وهو ينظر في الأرض.. فقالت له: "انظر إلي حتى تعرفني"، فرد عليها الشيخ: "لو عرفتك لاتجهت إليك "رأسا" لا "رقصا"، فأثار ذلك ضحك الحضور، وظل الشيخ الشعراوي يدعو لها.

مفتاحك للجنة

وموقف آخر وليس بأخير جمع الفنانة الراحلة بالإمام، حينما قال لها كلمته الشهيرة: «تلك هي مفتاحك للجنة»، وذلك عندما طلبت مشورته، بشأن طفلة رضيعة وجدتها ملقاة أمام باب منزلها، فاستشارت الشيخ الشعراوي في أن تأخذ هذه الطفلة وتتولى هي تربيتها ورعايتها، فرد عليها الشيخ قائلا: "اكفليها وسميها "عطية الله" فهي عطية من الله، وهي مفتاحك للجنة"، وبالفعل أخذت الطفلة الصغيرة، وكفلتها وتولت رعايتها وتربيتها.

الجريدة الرسمية