رئيس التحرير
عصام كامل

الدعوة السلفية «دوبلير إخواني» في الحكم.. تخلوا عن الجماعة وباركوا خارطة «السيسي».. رفضوا مليونية «الشرعية» ولم يدعموا «تمرد».. فتحوا قنوات تواصل مباشرة مع واشن

 يونس مخيون، رئيس
يونس مخيون، رئيس حزب النور

يبدو أن "الدعوة السلفية" وتحديدًا حزبها "النور"، كانوا "محظوظين" بالقدر الكافي، الذي مكنهم من القفز من "سفينة الإخوان" قبل أن تغرق، لاسيما بعد أن أعلنوا انضمامهم لصفوف المعارضة في الوقت الذي بدأت "الإخوان" نشر سمومها بإقصاء الجميع بمن فيهم حلفائها من تيار الإسلام السياسي الذين ساندوهم حتى وصول الرئيس السابق محمد مرسي للحكم.


موقف حزب "النور" بدا واضحًا بشكل كبير حينما بدأ الهتاف بـ"ارحل" يملأ الميادين على مدى الأيام الماضية، فكانوا أول من يعلن عدم مشاركته لمظاهرات الشرعية، كما رفضوا النزول في مظاهرات 30 يونيو خوفًا من انقسام البلاد.

وأعلن الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، عدم مشاركة الحزب في تظاهرات 28 يونيو والاعتصام الذي دعت إليه بعض القوى الإسلامية، وعدم المشاركة في تظاهرات 30 يونيو التي دعت إليها حملة "تمرد"، بحجة "تفادي مخاطر التصعيد التي لا يستطيع أحد التحكم فيه أو حدوث صدام يؤدى إلى سقوط البلاد ومؤسستها"، ولكن هذا لم يمنعهم من المشاركة في وضع خارطة الطريق للمرحلة المقبلة في اللقاء الذي راعته المؤسسة العسكرية أمس.

وها هم بعد رحيل جماعة الإخوان أصبحوا فصيل الإسلام السياسي الأقوى والأكبر في الشارع، كما أنه الأكثر قربا من المعارضة التي لم تنس له مبادراته طوال العام الذي حكمه الرئيس السابق "مرسي" والتي كانت تساند مطالبهم.

كما أن الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة وضع جميع السيناريوهات، لم تغفل وسائل الاتصال معهم، فهمي تعلم أنهم البديل الأول للإخوان، وكان الاتصالات عبر وسائل علنية كزيارات متبادلة أو تسريبات، كما كان السلفيون يسعون لذلك ووفقا لما صرح به الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون منذ فترة قصيرة فهم طلبوا منه فتح قناة اتصال مع أمريكا.

وفى إطار ما سبق، قال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن السلفيين بالفعل بدءوا في تقديم أنفسهم بشكل مختلف، بدليل مشاركتهم في وضع خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وهو ما قد يجعلهم بديل الإخوان في الساحة السياسية من تيار الإسلام السياسي.

وأضاف أن الجماعة الإسلامية أيضا أعلنت أن الدعوة الدينية أهم من المصالح السياسية وهو ما يعنى أن الجميع سينحني للعاصفة ويقبلون التطورات التي أقرتها المرحلة بالمشاركة في العملية السياسية دون إقصاء لأحد.

وأوضح أن مدى قوى تيار على آخر ستحددها الستة أشهر القادمة، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ أثبتت قوتها وتواجدها بدليل أن خارطة الطريق التي أقرتها القوات المسلحة كانت خارطة الطريق التي وضعتها جبهة الإنقاذ.

وعن وضع جماعة الإخوان المسلمين، في المرحلة القادمة قال "شكر": عليهم أن يراجعوا تجربتهم بممارسة نقد ذاتي لتجربة إنفرادهم بالحكم، وقال أتوقع انشقاقات كثيرة من عناصر واعية داخل الجماعة في الفترة المقبلة.
الجريدة الرسمية