رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يحب الله التوابين ؟.. تعرف على رأي الشعراوي

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

يحب الله التوبة من عباده مهما كانت المعصية فإن الله تواب رحيم، وهو اسم من الأسماء الحسنى التواب الرحيم، والعبد دائما فى حاجة الى أن يتوب الله عليه ويقبل توبته رضاء لربه وقربا،  فكيف يصل المسلم إلى حب الله وقبول توبته ؟ وأجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي فقال:


يقول الحق سبحانه وتعالى عن التوبة في الحديث القدسي الذي أخرجه أحمد في مسنده والترمذي في سنته (يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، يابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ).

منهج الله تعالى 

والله سبحانه أفرح بتوبة عبده المؤمن من أحدكم وقع على بعيره، وقد أضله في فلاة  ،  لأن المعصية عندما تأخذ الإنسان من منهج الله لتعطيه نفعا عاجلا، فإن حلاوة الإيمان ـ أن كان مؤمنا ـ ستجذبه مرة أخرى إلى الإيمان بعيدا عن المعاصي.

قضية الإيمان 

أن الإنسان حين يذنب ذنبا ينفلت من قضية الإيمان، ولو لم تشرع التوبة والعفو من الله لزاد الناس في معاصيهم وغرقوا فيها، لأنه إذا لم تكن هناك توبة، وكان الذنب الواحد يؤدي إلى النار والعقاب سينال الإنسان فإنه يتمادى في المعصية، وهذا مالا يريده الله سبحانه وتعالى لعباده.


والتوبة رحمة من الخالق سبحانه وتعالى ينعم بها على من يشاء من عباده، هذه الرحمة قريبة من المحسنين كما قال تعالى في سورة الأعراف: ( إن رحمت الله قريب من المحسنين ) 
ولكن من الذى يحدد قرب الرحمة منه ؟ انه الانسان، فإذا أحسن قربت منه الرحمة، والزمام في يد الإنسان لأن الله لا يفتئت ولا يستبد بأحد، فإن كنت تريد أن تقرب منك رحمة الله فعليك بالاحسان.

وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الله أفرح بتوبة عباده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في ارض فلاة ).أخرجه البخاري عن عبد الله ابن مسعود.

توبة العبد المؤمن 

ومعنى هذا الحديث ان رجل معه بعير يحمل ماله وطعامه وشرابه وكل ما يملكه، وهذا البعير ضل في صحراء جرداء، وبحث عنه صاحبه فلم يجده، لقد فقده وفقد معه كل مقومات حياته.وفجأة ينظر فيجده أمامه، فكيف تكون فرحته ؟ طبعا ستكون فرحته بلا حدود..هكذا تكون فرحة الله تعالى بتوبة عبده المؤمن، بل أشد من ذلك.


ولذلك نقول أن الحق سبحانه وتعالى يقول " لا أمل حتى تملوا "، وانت تدخل بيوت الله تصلى في أي وقت، وتقف في أي مكان تؤدى الصلاة،

الصلوات الخمس

إذن فاستحضارك أمام ربك في يدك أنت وسبحانه حدد لك خمسة أوقات، وبقية الأوقات كلها في يدك، وتستطيع أن تقف بين يدى الله في أي لحظة وتتوب إليه وتستغفره.

وسبحانه وتعالى يقول: (ومن جاءني يمشي أتيته هرولة )، وهو هنا جل وعلا يوضح لك: استرح انت وسآتي إليك أنا، لأن الجري قد يتعبك، لكنى لا يعتريني تعب ولا عجز، وكأن الحق لا يطلب من العبد إلا أن يملك شعورا بأنه يريد لقاء ربه..إذن المسألة كلها في يدك.

الجريدة الرسمية