رئيس التحرير
عصام كامل

المقتي السابق: الحنابلة أجازوا إمامة المرأة للرجل في هذه الحالة

مفتي الجمهورية السابق
مفتي الجمهورية السابق د. علي جمعة

واصل الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، شرح عبادة الصلاة، وإمامة الرجل للمرأة في الصلاة، مشيرًا إلى أن البعض ذهبوا إلى صحة صلاة الرجال وراء المرأة في الفرائض، ووصفهم بأنهم شذوا عن إجماع أئمة المسلمين، في الوقت الذي أجاز الحنابلة إمامة المرأة للرجال في النفل والتراويح.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "أما عن تراث المسلمين الفقهي في هذه المسألة،إمامة المرأة للرجال في الصلاة، وهو ما يمثل فهمًا صحيحًا للأصول العامة للشريعة، خاصة إذا ما كان هناك إجماع عليه- فقد أجمع أهل العلم من المذاهب الأربعة، بل المذاهب الثمانية، وفقهاء المدينة السبعة على منع إمامة المرأة في صلاة الفريضة، وأن صلاة من صلى خلفها باطلة".

إمامة المرأة في الصلاة

وقال: "وشذ أبوثور، والمزني، وابن جرير، فذهبوا إلى صحة صلاة الرجال وراء المرأة في الفرائض- راجع الموسوعة الفقهية-، وإلى هذا القول الشاذ ذهب كذلك محيي الدين بن العربي من الظاهرية".


وأضاف جمعة "أما في النوافل وصلاة التراويح فجمهور الأمة كذلك على المنع، وخالف بعض الحنابلة وقالوا بجواز إمامة المرأة للرجال في النفل والتراويح، ومن ذلك ما ذكره ابن مفلح عن إمامة المرأة في الصلاة"
وتابع علي جمعة قائلًا: "فقال: «تصح في نفل، وعنه: في التراويح، وقيل: إن كانت أقرأ، وقيل: قارئة دونهم، وقيل: ذا رحم، وقيل: أو عجوزًا، وتقف خلفهم لأنه أستر، وعنه: تقتدي بهم في غير القراءة، فينوي الإمامة أحدهم، واختار الأكثر الصحة في الجملة، لخبر أم ورقة العام والخاص»- راجع الفروع لابن مفلح".

إبعاد المرأة عن الإمامة

وقال: "ولذا فنرى ونفتي بما أجمعت عليه الأمة سلفًا وخلفًا، قولًا وعملًا، لقوة الأدلة، ولعمق النظر، وإنما نقلنا ذلك القول الشاذ من التراث الفقهي، لأمانة العلم وليس لجعله هو المعمول به، والدعوة للعمل بهذا القول الشاذ فيه اتهام للأمة سلفًا وخلفًا، ولا تجتمع أمة المسلمين على ضلالة أبدًا، فالإجماع حجة، وبه ضبطت المسائل الفقهية الواردة في النصوص الشرعية".


واختتم حديثه قائلًا: "والحكمة من إبعاد المرأة عن «مسألة إمامة المرأة للرجال في الصلاة»، هي الانسجام مع أمر الإسلام بالعفة والعفاف، وأمر غض البصر للمؤمنين والمؤمنات، على حد سواء، وأمر ستر عورة المرأة، وعورتها في كل بدنها إلا الوجه والكفين، ولذلك كله أمر الله النساء أن يقفن خلف صفوف الرجال، لأن صلاة المسلمين قد اشتملت على السجود الذى به قد يتحدد جسد المرأة ويتكشف، فكان هذا الأمر جزءًا لا يتجزأ من احترام الإسلام كحضارة وتشريع للمرأة المتمثل في الحفاظ عليها وتكريمها، بل وحمايتها من مواطن الأذى والمهانة والانتقاص".

الجريدة الرسمية