رئيس التحرير
عصام كامل

عبدالناصر لايزال يقلق الجهلاء والعملاء!

فى نهاية الحرب العالمية الثانية استسلمت اليابان للحلفاء ووقعت على صك مهين لليابان، ومع هذا سجد اليابانيون للإمبراطور بعد توقيع الاستسلام، "هتلر" قاد العالم إلى الجحيم وكان سببا فى قتل الملايين وتشريد الملايين وتدمير دول، وأمريكا ضربت اليابان بالقنابل الذرية وقتلت مئات الآلاف، وبالرغم من هذا لم يتعرض هتلر أو الإمبراطور اليابانى أو ترومان الرئيس الأمريكى الذى قرر ضرب اليابان بالقنابل الذرية هؤلاء لم يتعرضوا إلى هجوم ممنهج مثلما حدث فى مصر مع الزعيم جمال عبدالناصر بعد رحيله.

 

 

وبالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على رحيل الزعيم جمال عبدالناصر إلا أن مجرد ذكر اسمه لايزال يزعج البعض ويسبب لهم حالة من الهذيان، الحقيقة أن الهجوم بدأ بعد رحيل الزعيم بشهور، وأصبح الهجوم على عبدالناصر هو جواز المرور للحصول على المكاسب من الرئيس أنور السادات، سواء كانت منصبا أو مكافأة بشكل آخر

 يذكر جيلنا أن الكاتب الكبير توفيق الحكيم المعروف عنه البخل الشديد أعلن بعد رحيل الزعيم عبدالناصر أنه سيتبرع لإقامة تمثال للزعيم فى ميدان التحرير، ثم أصدر كتابا ضد عبد الناصر "عودة الوعى" فرد عليه الكاتب الكبير محمد عودة بكتاب "الوعى المفقود".

تخلخل المجتمع

 

وللأسف حدثت خلخلة للمجتمع، وبدأ يتردد  مصطلح "ثورة التصحيح" بالرغم من أن الأمر لم يكن ثورة ولم يكن هناك انقلاب من الذين تم الزج بهم فى السجون، وبدأت نغمة "دولة العلم والإيمان"  و"عنصرى الأمة"، و"أنا رئيس دولة مسلمة"، و"الحكم الشمولى" و"الانغلاق"، و"التعذيب فى السجون" وغير ذلك كثير، بلا شك كل هذا أحدث تخلخلا فى المجتمع، وبدأت تتسرب لنا أفكار غريبة بعيدة عن وسطية مصر الدينية.

 

وحتى يكتمل المشهد قدمت السينما فيلما أحدث جرحا فى المجتمع، فيلم الكرنك، الذى كتبه نجيب محفوظ الذى هادن السادات وصمت تماما عندما انطلقت كل الأصوات الوطنية تحذر من التفاوض المنفرد بعيدا عن الدول العربية وأن مجرد التصالح مع العدو الصهيونى كارثة تهدد مستقبل العالم العربى كله وتدمر القضية الفلسطينية!

 ويقول المخرج على بدرخان إنه اختار قصة نجيب محفوظ لأنه كانت يتمنى تقديم فيلم عن الشهيد شهدى عطية الذى مات فى السجون، ولم أقصد ما فهم لدى البعض أننى أهاجم عصر عبدالناصر!

 

الحقيقة أن الفنان الكبير نور الشريف اعترف بأنه أخطأ عندما اشترك فى فيلم أساء إلى عبدالناصر وفترة من أمجد فترات الكفاح المصرى فى البناء وطرد الاحتلال، وأضاف لى قائلا: رفض الفنان الكبير أحمد مظهر الاشتراك فى الفيلم قائلا مستحيل أمثل فيلم يهاجم فترة حكم عبدالناصر، ويضيف نور الشريف: لقد كان الفنان الكبير أحمد مظهر أكثر وعيا منا جميعا!

أول خطة خمسية

 

حاول البعض إلباس سعاد حسنى ثوب المناضلة إلا أنها فشلت فشلا ذريعا، وخطورة الفيلم التلفيقى إنه كان بداية عدد من الأفلام المقلدة له، وكانت الدولة بأجهزتها تدعم هذا الاتجاه من أجل تشويه عصر الزعيم جمال عبدالناصر بأى شكل، وهذا يأتى فى إطار الخطة الممنهجة لتشويه فترة الستينيات التى شهدت أول خطة خمسية فى تاريخ ليس مصر فقط بل الشرق الأوسط وأفريقيا، عصر تم فيه بناء 1200 مصنع، الحديد والصلب، الالومنيوم، السد العالى، كهربة الريف المصرى، بناء 2600 مستشفى ومركز شباب، 500 قصر ثقافة، مصر تخوض حرب الاستنزاف، المسرح والسينما...إلخ

 

الكارثة أن الآجيال التى لا  تعرف شيئا عن تاريخ بلدها وتقع فى مصيدة الجهل والتغرير بهم، الكارثة أنه لا أحد يهتم بخلق وعى للمجتمع عامة والشباب والأجيال الصاعدة خاصة. 

عبدالناصر لايزال يزعج الخونة والجهلة حتى فى نومهم، رحل منذ أكثر من نصف قرن ويخيفهم من قبره، لأن عبدالناصر كان يعمل من أجل فقراء الوطن والمواطن البسيط وأعماله لاتزال شامخة بالرغم من كل محاولات هدم إنجازات ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر.

الجريدة الرسمية