رئيس التحرير
عصام كامل

علي الحجار: الزواج مرهق ولست نادمًا على الـ5 زيجات.. وأبنائى السبعة غاويين فن ( حوار )

المطرب على الحجار
المطرب على الحجار

لن أعتزل الغناء السياسي.. وهذه تفاصيل ألبومي الجديد


كنت محظوظًا بالتعاون مع درويش وجاهين وحداد وبليغ ومكاوي والطويل والشرنوبي


لا أرفض أغاني المهرجان ولكل زمن مطربيه وذوقه الخاص


شريطى الأول «على قد ما حبينا» عام 1977 عزيز جدًّا على قلبى 


كنت أول فنان ينظم  حفلات أون لاين.. وأمتلك ستوديو للتسجيلات الصوتية


فى الماضى منعوا لى بعض الأغانى السياسية مثل "لم الشمل" و"متغربناش"، و"هنا القاهرة"


الزواج 5 مرات صعب ولاأتمناه لعدوى.. ولاأعرف كيف أصبت بكورونا رغم حرصى الشديد 


مهرجان القلعة للموسيقى أفضل مكان التقى فيه بجمهورى الذى يتخطى عدده الـ7 آلاف


عملت ألبومى الأخير «لو عايز» فى عامين ويحتوى على 17 أغنية جديدة


أحاول تقليد أبى وأساعد الموهوبين الحقيقيين وافتتحت مدرسة لتعليم العزف على الآلات


علي الحجار مطرب استثنائي ومبدع من طراز فريد، يتمتع بحنجرة ذهبية مفعمة بالإحساس الصادق. أكثر من 4 عقود متصلة لم يبرح خلالها مكانه ومكانته التي صنعها على عينه. 


هو أحد صناع البهجة والسعادة الفنية بامتياز. لم يكتف بتقديم الألبومات الغنائية الرائعة، بل كان غناؤه تترات عدد من المسلسلات التليفزيونية أحد أسباب نجاحها وتميزها. 


في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء تحت رعاية وزارة الثقافة..شدا الحجار وتألق وخطف القلوب والأسماع، وأثبت عمليًا أن الذهب لا يصدأ، بل تزداد قيمته بتعاقب السنين. 


"فيتو".. التقت "الحجار" وحاورته عن سيرته ومسيرته وحياته وتفاصيل ألبومه الجديد..فإلى نص الحوار:

 

 

*أيام ورا أيام.. كيف حافظ على الحجار على احترام النقاد وحب الجمهور المصري والعربي طوال 45 عامًا.. وكيف كانت البداية؟


دائمًا أشعر أن حظى كان أفضل من جيلى والجيل الذى جاء بعدى، حيث إننى تعاونت مع عدد كبير من الشعراء والملحنين المتميزين.. فقد غنيت بكلمات محمود درويش، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد، وسميح القاسم، وإبراهيم عبد الفتاح، وجمال بخيت، وتعاملت مع ملحنين كبار مثل محمد الموجى، وبليغ حمدى، وسيد مكاوى، وكمال الطويل، وصلاح والشرنوبى، ومحمد على سليمان، وجمال سلامة وغيرهم كُثر.


ودائمًا البداية هى الأساس والقاعدة الأولى التى يرتكز عليها الفنان.. وكانت بدايتى مع أستاذى حسين الأتربي، ذلك الرجل الذى كان دائمًا راعيًا للمواهب الشابة، فخرجنى أنا وعدد من أبناء جيلى للمرة الأولى للجمهور. وبدأت من عند العظيم بليغ حمدى، ووقعت مع بليغ عقد احتكار، ولأن بليغ موسيقار وفنان حقيقى وافق أن أغنى رباعيات صلاح جاهين من ألحان سيد مكاوى رغم عقد الاحتكار.. وفى عام 1977 تم طرح أول شريط لى وهو العزيز جدًّا على قلبى والذى يحمل اسم «على قد ما حبينا».


وكان من حسن حظى أيضا أنى مثلت مع كبار نجوم الفن، مثل محمود المليجى، وعبد الوارث عسر، وحمدى غيث، ونور الشريف، ومحسنة توفيق، ويحيى الفخرانى فى المسرح، ومع صلاح منصور، وشكرى سرحان، وملك الجمل، وسهير المرشدى، والفنان محمود يس.


وعن كيف استمر النجاح متواصلًا على مدار 45 عامًا.. حقيقة لدى الكثير من المعايير التى ما زلت متمسكًا بها بشدة منذ بدايتى ومن أولى تلك المعايير هى اختيار نوعية الأغانى.

*رغم إنك عشت عزلة اجتماعية كيف جاءت إصابتك بفيروس كورونا الوبائى، وكيف تعاملت معه ؟
كانت فترة خطيرة جدًا.. بداية توقف لقائى الشهرى بالجمهور عقب توقف الحفلات وإغلاق معظم الأماكن العامة.. وصولًا إلى إصابتى أنا وزوجتى وشقيقى أحمد الحجار بفيروس كورونا الوبائى.


وبجانب الآلام والتعب الشديد إلا أنه كان يؤرقنى كيف أصبت بكورونا رغم كونى حريصًا جدًّا على التقليل الشديد من الخروج فى الفترة الأخيرة، وحقيقة لا أعلم حتى الآن من أين جاءت عدوى «كورونا».

*أطلقت أولى الحفلات خلال فترة كورونا.. فـما رأيك بـ«حفلات الأون لاين»؟


مع فرض قواعد الإغلاق بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.. تعاملت مع الأمر بإطلاق أول حفل "أون لاين" عبر حسابى الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” وموقع “يوتيوب”.. فأنا معتاد مع فرقتى أن نعمل حفلة بشكل شهرى ومؤخرا كنا نعمل حفلتين كل شهر، ولكن مع ظهور كورونا تم منع حجز قاعات الحفلات، وحظى أن عندى استوديو خاص داخل منزلى وقلت لفرقتى تعالوا نعمل ساعة تجلى ونغنى فيها الأغانى.


وكانت الأغانى هى ذاتها التى نتغنى بها فى الحفلات، وبعدد صغير، لكى يكون هناك تباعد ونجرب نذيعها للناس، وبالفعل نجحت ولاقت صدى جيدًا، ومطربون آخرون ساروا على نفس الدرب، وقمت بتثبيت الأمر. وأجد فكرة حفلة الـ"أون لاين" رائعة وتساعد الكثيرين ممن لا يقوون على حضور الحفلات على أرض الواقع الاستمتاع داخل منازلهم.


وبصراحة أعتبر نفسى من أوائل الفنانين الذين فكروا فى فكرة عمل حفلات أون لاين إن لم أكن أول من بدأها، وساعدنى فى ذلك أنى أمتلك ستوديو للتسجيلات الصوتية، وأن أعضاء فرقتى الموسيقية هم أصدقائى منذ زمن طويل، وهم يحفظون عددا كبيرا من أغنياتى، ولذلك كنا نستطيع أن نلبى رغبات جمهورنا لأى أغنية يطلبون الاستماع إليها، والحمد لله كانت تجربة لها نجاح وقبول عند الجماهير.

*"إحنا شعب وانتو شعب".. أغنية لم يتغنَ بها على الحجار إلا مرة واحدة.. فهل أنت نادم عليها؟


لست مغنيًا أو مطربًا سياسيًّا، بل لم أكن معارضا واضحًا لشخص بذاته فى أي من فترات حياتى، أنا فنان محب لبلده، وليس معقولا أن أرى أحداثا سياسية ولا أسجل موقفى، فأنا شاركت فى جميع الأحداث السياسية بالغناء منذ حرب الخليج وحتى ثورة 30 يونيو، وحبى للأغنيات التى تمتاز بالحس السياسى جاء من حب أغانى عبد الحليم حافظ عقب ثورة 52، والتى من أقربهم لقلبى أغنية «أحلف بسماها وترابها».

*هل أغانيك السياسية تسببت لك فى مشكلات ؟
فى الماضى كانت تمنع بعض الأغانى السياسية لى مثل أغنية "لم الشمل" و"متغربناش"، و"هنا القاهرة".. وأنا أحرص دائما على أن أشتبك الأغانى السياسية بالاجتماعية أحيانا، بل والرومانسية أحيانا أخرى مثل؛ ما تمنعوش الصادقين - المال والبنون - مسألة مبدأ - مفيناش م الخوف.. فجميعها أغان سياسية بروح اجتماعية.

*حياة فنية ثرية.. فهل كان الثراء أيضا فى الحياة الشخصية بالـ«خمس جوازات»؟
لست نادمًا على زيجاتي الكثيرة.. فهى السبب الرئيسى بأن يأتى أبنائى السبعة الذين أفتخر بهم بشدة، فجميعهم يهوون الفن ويدرسونه بإخلاص وحب حقيقى.. ولكن الزواج لـ5 مرات شيء صعب ومرهق لاأتمناه لعدوى.

*أنت دائم الحرص على التواجد بين جمهور الشارع وبالأخص مهرجان القلعة.. ولكن أين على الحجار من الأغانى الجديدة؟


صحيح أحرص دائما أن أكون وسط جمهور الشارع.. من خلال حفلاتى الشهرية بساقية الصاوى الثقافية وغيرها من مختلف المسارح، والتى تتخطى الـ3 فى الشهر الواحد، كما أنتظر من العام إلى العام موعد مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. فهو واحدًا من أفضل الأماكن التى التقى بها بجمهورى التى يتخطى إعدادهم الـ7 آلاف.. كما أننى متواجد أيضا من خلال ألبوماتى الغنائية التى أحاول إصدارها بانتظام، والتى من آخرها ألبوم يحتوى على 17 أغنية.

*"لو عايز".. حدثنا عن آخر ألبوماتك الغنائية؟
بدأت فى اختيار أغنيات ألبومى الأخير «لو عايز» منذ عامين تقريبا وكنت حريصا على العمل بمنتهى الهدوء دون تحديد موعد لطرح تلك الأغانى حتى يتحقق التنوع لإرضاء مختلف الأذواق والثقافات والأعمار.. والألبوم يحتوى على 17 أغنية جديدة، وأرجو أن يلاقى استحسانًا وقبولًا عند الشباب.

*المهرجانات وفرق الأندرجرواند.. كيف ترى أغنيات هؤلاء.. وهل نجد علي الحجار يومًا فى هذا الإطار الغنائى؟


“ليس كل ما يلمع ذهبًا”.. لدى رأى فى هذا الإطار.. الشباب يتجه لتلك الموسيقى من باب إخراج الكبت والمعاناة الموجودة داخله والبحث عن كل ما هو مختلف من كلمات والأغانى الإيقاعية ذات المعاني والتي تمثلهم بشكل كبير.. والثورة لها الدور الأكبر فى ظهور فرق الأندرجراوند وأغانى المهرجانات فالشباب شعر أنه يستطيع قول أي شيء.
 

وأنا لا أرفض هؤلاء ولا أرفض أي نوع من الغناء، فكل جيل له مطربوه، ويجب مراعاة أن شباب الجيل الحالى تعرض لتجريف فنى وثقافى، فأصبحت الأغانى القصيرة هى سمة العصر لأن الجمهور أصبح يستمع إلى الأغنية عبر مواقع السوشيال ميديا، فلا وقت لدى المستمع للإصغاء إلى جملة لحنية طويلة أو التأمل فى معانى الكلمات، لكنه سيتغير المشهد الغنائى السائد مع اهتمام أجهزة الدولة بتحسين التربية والتعليم والاهتمام بالثقافة والفنون عن طريق قصور الثقافة وعودة الإذاعة لإنتاج الأغانى والبرامج الثقافية بشكل أسبوعى.


ومن جانبى أحاول أن أقلد أبى وأساعد الموهوبين الحقيقيين، حيث بدأت فى السنوات الأخيرة في افتتاح مدرسة صوت الموسيقى لتعليم العزف على الآلات الشرقية والغربية، ويُدرس بها مجموعة من المتخصصين فى كل آلة عزف، ويدفع الطلاب مقابلًا ماديًّا رمزيًّا للغاية، ثم سعيت إلى توسعة الفكرة وفتح الباب لاستقبال الموهوبين فى مجالات الشِعر والغناء والعزف، وتقديمهم فى حفلى الشهرى بساقية الصاوى.

 

*بجانب الألبوم الجديد والـ17 أغنية.. هل هناك مشروعات جديدة يستعد على الحجار لخوضها؟


هناك فكرة مشروع جديد أعمل عليه بالتعاون مع الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل.. وتشبه فكرة قدمها قبل أربع أو خمس سنوات عن الحرف اليدوية المهددة بالانقراض فى مصر.. في مشروع نسرد به مشوار عدد من شخصيات مصرية حقيقية كان لها نوع من الشهرة، وأولها شخصية تحمل اسم محمد سعيد حسنين، ونسرد القصة بأغاني من تلحين شقيقى أحمد الحجار.

 

*دائمًا تختتم حفلاتك الغنائية بـ«بوابة الحلواني».. فهل ما زال على الحجار يرى مصر «حلوة الحلوات»؟


مصر ستظل حلوة الحلوات، وستبقى هكذا إلى الأبد، ولكن ليس بالكلام ولا بالشعارات، لكى تبقى مصر كما تعودنا عليها لا بد أن نرتقى أولا بالفنون، ثم بالتعليم والصحة، ولا بد أن نبنى الإنسان بناءً صالحا من جميع الجوانب.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
 

الجريدة الرسمية