رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يرحب ياسر برهامي باستيلاء طالبان على حكم أفغانستان؟

ياسر برهامي
ياسر برهامي

لازالت أصداء ترحيب ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، باستيلاء حركة طالبان على الحكم في ‏أفغانستان تثير الجدل، حتى ولو ربط الترحيب بالتحفظ، أو كما عبر باللكنة السلفية ـ طالبان عندهم خير ‏فيه دخن ـ لكنه في النهاية اعتبرهم أفضل من نظام أشرف غني الرئيس المدني السابق، وأقرانه الذين ‏حكموا البلاد على مدار 20 عاما. ‏


سر الترحيب ‏


يلتزم ياسر برهامي - كسائر الحركات والتيارات الدينية - بما يسمى "الإخوة الإسلامية" طالما لن يؤثر ذلك ‏على وضعهم السياسي أو الاجتماعي، كما هي مبادئ السلفية العلمية التي يعتبر ياسر برهامي أحد ‏مؤسسيها وأهم أعمدتها في مصر والعالم الإسلامي.‏


انطلق القيادي بالدعوة السلفية في ترحيبه بطالبان من قاعدة التزامهم بالشريعة، ولكنه اعتبر أن كل معارضيهم على ‏مدار الـ 20 عاما الماضية "عملاء وخونة للأمريكان"، رغم عدم تخصصه في أي مجال متعلق بالشأن ‏الأفغاني يستطيع من خلاله الحكم بالعمالة على أحد، ولكنها أسس العلاقات بين التيارات الدينية. ‏


لعب ياسر برهامي على وتر المشاعر الدينية لجمهور السلف، بعد شيوع الترجمات التي نقلت عن الخارجية ‏الألمانية ورفضت فيها مساعدة طالبان إذا طبقت الشريعة بين جماهير التيارات الدينية في مصر، ‏وترويجهم لها على نطاق واسع، رغم بتر سياق الحديث، وعدم معرفة ماذا كانت تقصد الخارجية ‏الألمانية بمعارضة الشريعة مع أن لها علاقات مع سائر الدول العربية والإسلامية، ومعروف أن جميع ‏دساتيرها تنطلق من أسس الشريعة أو مقاصدها. ‏


تنظيمات سرية ‏


وقال إبراهيم ربيع، الكاتب والباحث، إنه لاغرابة في ذلك، فالتيارات الدينية بكل ألوانها تشجع من يهدم ‏ويدمر البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي لاتؤيد فكرتهم، ولهذا لازال آثار الاحتلال ‏الطالباني في عقل ووجدان وتفكير الإسلاميين باعتبارها تجربة تستحق أن تتكرر. ‏


وأضاف: التنظيم «الإخواسلفي» ـ يقصد الإخوان والسلفيين ـ في مصر، يخرج سريعا من الأوكار التي ‏يتخفى فيها مع هبوب أي رياح عكسية لمساندة أي طالبان، سواء في أفغانستان أو خارجها، مطالبا ‏بالانتباه لذلك وتدمير ما اسماه البنية الحاضنة لهذه التيارات في أقرب وقت بالاعتماد على الفكر الحديث ‏والتعليم المدني وتكثيف الوعي على الشاشات بأهداف وأفكار الإسلاميين. ‏

الجريدة الرسمية