الجنيدى وعلى
ظل لسنوات طوال هو المحقق الصحفي، يكاد يكون الأول في الصحافة المصرية، وفجر من خلال مسيرته الصحفية بمؤسسة الأهرام العريقة العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ودأب على الدخول في الملفات الشائكة لدرجة أن بعض المصادر الحكومية كانت تتهمه بممارسة دور المعارضة في صحيفة من المفترض أنها الصوت شبه الرسمي للدولة المصرية.
وتعرض طوال حياته المهنية للكثير من المضايقات والإشادات، وظل يدافع عما يعتقد أنه صحيح، ودفع ثمنا باهظا لمواقف عديدة تبناها لم يكن آخرها موقفه من يناير ٢٠١١م، ومع ذلك لم يتراجع وظل على موقفه الثابت.
أما شريكته في الحياة والصحافة والنجاح والفشل فقد كانت ولا تزال أهم صحفية دبلوماسية، اكتسبت خبراتها عبر تعاملها مع شخصيات دبلوماسية من العيار الثقيل أمثال الوزير أحمد ماهر وعمرو موسى وعصمت عبد المجيد ومصطفى الفقي وغيرهم الكثير، وهي صحفية دقيقة ومدققة تعرف قدر المعلومة بميزان من ذهب وتدرك خطر الكلمة بحكم عملها المرتبط بأحداث دبلوماسية هامة في تاريخ الوطن والمنطقة العربية كلها.
هما زوجان ناجحان استطاعا خلال مسيرتهما في الحياة تخطى الصعاب وتكوين "دويتو" متفاهم رغم أنهما امتهنا واحدة من أصعب المهن وأقساها، هو محقق صحفى يغوص في أعماق المجتمع ليخرج من "عتماته" مساحات من النور ويكشف عن أسرار وفساد ودرر وجواهر، وهي تتعامل مع المعلومة “بالشوكة والسكينة”، كلاهما عمل في منطقة مغايرة عن الآخر، ومع ذلك ظل الرباط المقدس بينهما مثلا يضرب، ونموذجا يحتذى – بارك الله لهما في حياتهما- وتوجت علاقتهما الإنسانية والمهنية ببرنامج "حضرة المواطن" الذي يعرض على قناة الحدث.
ميزة حضرة المواطن
وأظن وليس كل الظن إثم أن "حضرة المواطن" معملا مهما لتفريخ عدد من الشباب الواعدين بعد أن وضع سيد على وسوزى الجنيدي كل خبراتهما في مساحة زمنية على الهواء نعتقد أنها الأفضل في الفضاء الإعلامى المصري الآن.
ميزة "حضرة المواطن" الذي ترأس تحريره الكاتبة الصحفية المبدعة سوزى الجنيدي ويقدمه المواطن المخلص صديقي الكاتب الصحفى المتأنق سيد على أنه وجبة صحفية لاغنى عنها.
على مدار اليوم تثار الأسئلة على المواقع الإلكترونية وعلى السوشيال ميديا وعلى هوى "سوزي وسيد" ستتابع ما لم تحصل عليه طوال اليوم بجهد دءوب واجتهاد مقدر ومسئولية وطنية لايفرضها عليهما أحد.. وطنية نابعة من ضمير مهنى وإنسانى ملتزم بتحديات المرحلة.
التدقيق في اختيار عناوين الفقرات وفرز المصادر والتواصل مع أصحاب الرأي والموكل اليهم الحديث في القضايا والحيوية التي تحكم الأداء.. كلها عوامل مغرية تدفعك دفعا لمتابعة "ماذا سيقدم سيد علي اليوم؟"
قديما كنا نقول عن صحف المعارضة "صحيفة تصدر حزبا وليس حزبا يصدر صحيفة" والحقيقة أن "حضرة المواطن برنامج يصدر قناة"، فقناة الحدث اكتسبت قدرا كبيرا من الاحترام من خلال هذا المنتج المحترف ولو كنت في مكان الصديق محمد إسماعيل النائب البرلماني السابق وصاحب القناة لاعتبرت هذا البرنامج أساسا متينا لرسالة إعلامية ملتزمة لا يجب الخروج عنها في كل برامج القناة.
