رئيس التحرير
عصام كامل

500 مبنى أثرى ببورسعيد تناضل من أجل البقاء.. قرارات إزالة لعدد منها وحملات ثقافية وشعبية لاستثمارها.. عليوة: التراث المعمارى مصدر للتنمية.. هويدى: اللجان ترحل مع المحافظ

أحد المبانى الأثرية
أحد المبانى الأثرية ببورسعيد


تعانى بورسعيد من هجمة شرسة ضد المبانى الأثرية التى يتجاوز عددها 500 مبنى أثرى، يعود عصرها إلى الحملة الفرنسية وحفر القناة والجالية اليونانية قبل 150 عاما، وتعبر عن الطراز العمرانى فى القرنين التاسع عشر والعشرين لدول البحر المتوسط.


ونظمت الحملة الأهلية لحماية تراث بورسعيد وعاشقو التراث المعمارى وقفات احتجاجية أمام أحد المبانى الأثرية بالحى الأفرنجى منذ فترة، مؤكدين أن تراث بورسعيد فى خطر بعد قرار إزالة لمبنى من أهم مبانى بورسعيد التراثية من الإدارة المحلية بحى الشرق ببورسعيد، وهو المبنى الموجود فى تقاطع شارعى صفية زغلول والجيش بعد بيع البيت وتخريب أجزاء منه بفعل المشترى، وإزالة لافتة تاريخ بنائه التى تعود لـ 1900، ويعد من أجمل بيوت بورسعيد التراثية على الإطلاق.

أكد الأديب قاسم مسعد عليوة، عضو اتحاد الكتاب أن عدد الآثار فى بورسعيد تضاءل من 1500 إلى 505، وأغلبها عقارات ذات تراث معمارى فريد تعود لحفر قناة السويس، وتم اعتمادها من مجلس الوزراء بقرار رقم 10 /1069 لسنة 2011 بعد أن أعده الجهاز القومى للتنسيق الحضارى مثل مقهى السعيدية وبيت الأمة وفنار بورسعيد ومبنى البريد القديم و"القبة" التابع لهيئة قناة السويس، ومنازل الفرنسيين التى يسكنها حاليا عمال الهيئة.

وقال قاسم: "قمنا بعدة فاعليات حول تراث بورسعيد المعمارى من أجل التنمية، وحضر مجموعة من الخبراء بالأمم المتحدة، وظهر أنه من الممكن أن يكون التراث المعمارى فى بورسعيد أحد مصادر التنمية فى مصر كلها، خاصة أن هناك مدناً يقوم اقتصادها على الطراز المعمارى".

وأضاف: "قمنا بحشد المهتمين بالآثار والتراث المعمارى لعمل وقفات احتجاجية مثل منع  هدم العقار رقم 19 الذى شيد عام 1903 كمركز لليونانيين ببورسعيد ويتميز بالبواكى المتفردة المنحوتة عليها تماثيل يونانية لأشهر أعضاء الجالية اليونانية ببورسعيد، فى ظل مؤامرة لهدمه من قبل الحى فى غياب وزارة الثقافة والجهاز القومى للتنسيق الحضارى".

ويؤكد أن الحل يكمن فى تبنى الدولة رعاية هذه العقارات وترميمها وعرضها كمزارات سياحية، مع تعويض ملاك ومستأجرى المبانى عن الفرق فى القيمة الحالية، وإنشاء صندوق لرعاية العقارات، ولا مانع من قبول تبرعات من الدول الأجنبية، خاصة أن هناك اتفاقاً بين وزارة الثقافة وجمعية "أصدقاء ديليسبس" على تحويل مبنى هيئة قناة السويس الذى كان مقراً للفرنسيين أثناء حفر القناة إلى متحف حضارى عالمى.

وقال سامى هويدى (مؤرخ ): " للأسف تشكلت العديد من اللجان فى عهد المحافظين السابقين لحصر الآثار ببورسعيد برئاسة سكرتير عام المحافظة، وينتهى عمل اللجنة برحيل المحافظ وهكذا، فللأسف لقد تهدمت مبان أثرية كثيرة، ووزارة الآثار والثقافة تلتزم الصمت، فحتى الآن المتحف القومى للمدينة مهدم منذ سنوات ولا أحد يتحرك لبنائه".

ويؤكد وليد منتصر، مصور وعضو "الأليانس" أن الكنز المعمارى الذى ورثته بورسعيد هو تركة لتاريخ لن يتكرر فى فترة قصيرة من الزمن تزيد على150 عاما، ولكنها غنية جدا من حيث أظرف الزمان والأحداث والمكان، ونجتهد فى الحفاظ على تراث بورسعيد للأجيال القادمة.

وأوضح أنهم يسعون لتشجيع الجهات المسئولة لتعديل قوانين الإيجار القديم لحل مشكلة التراث فى مصر حلا جذريا يرضى جميع الأطراف، وأنه حان الوقت لتعديل مثل هذه القوانين العتيقة قبل أن تفقد مصر ما تبقى من تاريخها ومجدها.

وقال: إنه آن الأوان لوضع رؤية سياحية شاملة لبورسعيد تستغل جميع مقوماتها التى لا يعلمها الكثيرون حتى من أبناء المدينة وهو شىء مخجل، ألا تحظى مدينة مثل بورسعيد بالقدر الكافى من الاهتمام، خصوصا أنها كانت فى وقت من الأوقات أسبق مدن مصر إلى الحضارة وأكثرها انفتاحا على العالم بحكم موقعها الجغرافى.

أضاف وليد منتصر: إن جامعة بورسعيد ستستضيف ورشة عمل تجمع 40 طالبا من جامعة براندبورج الألمانية وجامعات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد يوم 8 مارس المقبل لمدة أسبوع لدراسة التراث المعمارى ببورسعيد.

أشار المهندس جمال هيبة، عضو مجلس الشورى ببورسعيد إلى أن لجنة الإسكان بالشورى ترحب بتبنى مبادرة الحفاظ على تراث بورسعيد المعمارى لأن ذلك واجب وطنى لمصر كلها، ويجب أن تسير هذه القضية بالتوازى مع قضية التسكين بالمدينة.
الجريدة الرسمية