رئيس التحرير
عصام كامل

ميدالية التمثيل المشرف

الخسارة بشرف كانت خسارة منتخب مصر لكرة اليد أمام بطل العالم الدنمارك في كأس العالم، أو خسارته من فرنسا في أولمبياد طوكيو 2020 مجاراة البطل الأقوى والاستماتة علي المكسب طوال المباراة والخسارة منه من خلال عدم التوفيق هو التمثيل المشرف ولذلك كانت برقية الرئيس السيسي لمنتخب كرة اليد في المرتين رسالة للمعني الحقيقي للتمثيل المشرف وفي عصر الإنترنت لم يعد منطقيًا الحديث عن التمثيل المشرف؛ فبعدما كان اللجوء إليه حلًا ربما ستتسبب محركات البحث ويوتيوب في إجهاضه..

فالمباريات يمكن لمن لم يعاصرها أن يشاهدها مجددًا وبعض تقارير المباريات متاحة على الإنترنت؛ ربما سيكشف ذلك زيف الكلمة ولو توقفنا عن ترديد كلمة التمثيل المشرف ربما لن تتحسن النتائج فورًا؛ لأن الأمور تستلزم تخطيطًا، لكن التوقف عن قولها على الأقل سيرفع العذر الجاهز للفاشلين. حيث أنه من المفترض عندما تدخل بطولة عالمية كبيرة مثل كأس العالم، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، نتحدث في البداية عن الطموح الزائد والبحث عن البطولة ثم تنتهي الأمور في نهاية المطاف بمجرد الأداء والتمثيل المشرف. وهو مصطلح مرادفًا لأي فشل أو خروج من البطولات الكبرى. 

 

ولتهدئة الجمهور تُقال كلمة التمثيل المشرف فهذه هي إمكانيات الفريق؟ فالفريق هذه هي إمكانياته والتمثيل المشرف هو الهدف؛ فهل فعلًا الكلمة حقيقية أم أنها معنى آخر للفشل؟ لا يعرف متى انتشرت كلمة التمثيل المشرف، لكن ربما مع أول فشل غير مبرر؛ فما إن قيلت حتى باتت مخرجًا لكل أزمة أو خروج مخزٍ من المسابقات الدولية كان يفترض اننا سافرنا أولمبياد طوكيو 2020 للمنافسة علي الميداليات الذهب والفضة والبرونز وليس المنافسة علي ميدالية التمثيل المشرف وطالما لدينا شعار التمثيل المشرف سنظل ننافس فى المراكز الاخيرة.

التمثيل المشرف والفشل

التمثيل المشرف شماعة كل فشل نمر به مع أن كل إخفاق سببه المدربين بسبب طرقهم العقيمة وخططهم الجبانة المكبلة للاعبين وهي من أيام الجوهرى التمثيل المشرف هو من إختصاص أحمد حلمي ومحمد هنيدي ولا يصح أن يكون حلم كل رياضى القدرة على التأهل ولا التمثيل المشرف بل يجب على كل لاعب أن يقاتل للحصول على الذهب وبهذا يفتخر ويتشرف حين يستمع للنشيد الوطنى من على منصات التتويج ويبقي السؤال المحير. 

 

أين المشروع القومى للموهبة والبطل الأوليمبى الذي تحدثت عنه وزارة الشباب والرياضة وأطلقته كما تقول في 27 مديرية من مديريات الشباب والرياضة بمختلف محافظات الجمهورية في 9 ألعاب رياضية في ضوء إستراتيجية الحكومة لتحقيق التنمية المستدامة؟ أخبرونا أيامها. إن المشروع يهدف إلى ”إكتشاف وإنتقاء المواهب وصقلها وإعدادها لأعلى المستويات الرياضية العالمية”، لكننا للأسف لم نر المواهب ولم نلمس انجازات.

 

والأمر المؤكد أن صناعة البطل مسؤلية جماعية تتخطى نطاق وزارة الشباب والرياضة، فالإنجاز الأوليمبي يحتاج لثورة تكنولوجية مدعومة بخبراء من الدول المتقدمة، وهي ثورة يشارك فيها الجميع بداية من الأسرة، حتى يصعد لاعبونا إلى منصات التتويج الكبرى حاملين علم مصر خفاقًا في سماء العالم، وكفانا التمثيل المشرف الذي هو بمثابة حجة التلميذ البليد.

الجريدة الرسمية