رئيس التحرير
عصام كامل

يا ست الدنيا يا بيروت.. لبنان على نار المرفأ.. وطوق الإنقاذ مرهون بتوافق النخبة

جانب من إحياء ذكرى
جانب من إحياء ذكرى مرفأ بيروت

لسبب غير معلوم حتى الآن، انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم المخزنة في أحد مستودعات مرفأ بيروت منذ سنوات، متسببة في غيامة دخانية تشبه تلك التي تخلفها الانفجارات النووية، ورغم فرق التأثير، فإن الخسائر كانت فادحة.

وتسبب هذا الانفجار الذي تمر ذكراه الأولي اليوم الأربعاء  في مقتل 214 شخصًا على الفور، بعضهم لم يستدل على أثره حتى، وإصابة 6500 شخص آخر، وتشرد 300 ألف مواطن، وامتد تأثير الانفجار إلى أغلب أحياء العاصمة اللبنانية حيث تضررت 73 ألف شقة.

ذكرى انفجار مرفأ بيروت 

 واليوم في الذكري الأولي لانفجار مرفأ بيروت شهدت العاصمة اللبنانية مسيرات حاشدة من مختلف مناطق لبنان باتجاه المرفأ، شارك فيها أهالي  ضحايا انفجار المرفأ، فوج إطفاء بيروت، أطباء ومحامون، عسكريون متقاعدون، وأصحاب المهن الحرة، ومجموعات من "ثورة 17 أكتوبر".

وبينما تتجه المسيرات نحو المرفأ، ترابط مجموعات من مختلف المناطق تزداد أعدادها مع الوقت في ساحة الشهداء وسط بيروت، وترفع أناشيد وشعارات "ثورة 17 أكتوبر"، كما توجه المحتجون مع بداية المساء إلى محيط البرلمان، تحت شعار "رفع الحصانات" عن النواب تمهيدا للإدعاء عليهم في قضية انفجار المرفأ.

فرنسا ترفض الشيكات البيضاء

 ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته بمناسبة ذكري الانفجار اتعهد بتقديم مساعدات طارئة جديدة للبنان بقيمة 100 مليون يورو (118.54 مليون دولار)، فضلا عن 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا.

في الوقت نفسه، شدد الرئيس الفرنسي على أن الأولوية بالنسبة للبنان لا تزال تكمن في تشكيل حكومة ستعمل على تطبيق إصلاحات، قائلا: "لن يكون هناك شيك على بياض للبنان"، مشيرا الي أن الأزمة التي يمر بها لبنان حاليا ليست "نتيجة قضاء وقدر" بل إن سببها يعود إلى نظام سياسي يعاني من خلل وظيفي".

بايدن علي خط الأزمة 

 وبدوره أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة له خلال مؤتمر دعم لبنان الذي عقد اليوم  بدعوة من فرنسا، تقديم 100 مليون دولار لدعم لبنان، مؤكدًا تضامنه  من أجل إنقاذ لبنان بعد الانفجار المهول الذي أصابه منذ عام، لافتا إلى المعاناة الإضافية للشعب اللبناني خلال العام المنصرم جراء الأزمات السياسية والاقتصادية التي كان يمكن تفاديها.

 

أما الرئيس السيسي، فأكد أن الشعب اللبناني ما زال قادرا بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية وأنهم  قادرون علي العودة مجددا ليكونوا مزدهرين وفريدين كما نحب أن نراهم دوما،  مشيرا إلي أن "لبنان كان دائما منارة للثقافة والفن والفكر، ورافدا مهما من روافد الإبداع العربي".

وأكد السيسي علي أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتنا لدعم لبنان، وبناء مستقبل أفضل لشعبه".

دعوة لإنقاذ البلد

 أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن انفجار مرفأ بيروت هو أكبر من مجرد حادثة أو كارثة علي ضخامتها، إذ أن الأسباب الجوهرية التي أدت إليه لازالت كامنة في المُشكلات السياسية والتجاذبات العميقة التي يُعاني منها لبنان. 

وأضاف أبو الغيط، أن هذه الأسباب لا زالت -للأسف- قائمة من دون تغيير بعد مرور عام كامل على هذه المأساة، كما أنه من المؤسف أيضا عدم حدوث أي تقدم تقريبًا في مسار الكشف عن الحقيقة وعن المُتسببين والمسئولين عن هذه الجريمة في حق الشعب اللبناني.

وأكد أن الشعب اللبناني يستحق أفضل مما ناله، وأن الجميع صار يعرف طريق الخروج من المأزق الخطير الذي تواجهه البلاد، ولكن لازال البعض يُصر مع الأسف على أن يضع مصلحته السياسية فوق مصلحة لبنان.

الجريدة الرسمية