رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

علي جمعة: الخلوة الآمنة بين الرجل والمرأة "حلال"

مفتي الجمهورية السابق
مفتي الجمهورية السابق د. علي جمعة

كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن علامات العفاف في الإسلام، مؤكدًا أن الإسلام أمر بالخلوة الآمنة بين الرجل والمرأة الأجنبية، مشيرًا إلى أن المقصود بالخلوة هنا المكان الخاص، ومعيار الخصوصية  وجوب الاستئذان، وأنه  لا يسمى انفراد الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل في وسائل النقل العامة والمساجد والمحلات العامة خلوة.

وقال علي جمعة إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، نهى عن التسول والرشوة والسرقة وعن السب واللعن والفحش والبذاءة من باب العفاف، مشيرًا إلى أن العفاف الباطن أهم وأعمق من عفاف الظاهر، وأن عدم العفاف يسد باب استجابة الدعاء من ناحية، ويوقع الضغينة بين الناس من ناحية أخرى، ويغبش على القلب، ونتيجة ذلك تنتشر الفتن في المجتمع وتعم الفوضى.

 

الإسلام أمر بالخلوة الآمنة

وكتب علي جمعة تدوينة على صفحته بالفيس بوك "من علامات العفاف في الإسلام أنه أمر بعدم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا بطريقة آمنة، والمقصود بالخلوة هنا المكان الخاص وليس المكان العام، ومعيار الخصوصية والعمومية هو وجوب الاستئذان الذي يترتب عليه جواز النظر من عدمه، فالمكان الذي يجب علينا أن نستأذن للنظر إلى ما فيه ولا يجوز أن ندخله إلا بعد الاستئذان فهو مكان خاص". 


وقال جمعة: "والمكان الذي لا يحتاج إلى استئذان كالطريق ووسائل النقل العامة والمساجد والمحلات العامة هو مكان عام، ولا يسمى انفراد الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل فيه خلوة، والنبي ﷺ يقول: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» (رواه الترمذي). 

 

الإسلام اهتم بالعفاف

وتابع علي جمعة "اهتم الإسلام أيضًا بالعفاف في الكلام فأمر به النبيُّ ﷺ حين نبه معاذًا فقال: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» (رواه الترمذي). وربنا يقول في سورة النساء: (لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ) [النساء:١٤٨]، ولكنه حث على العفو بعدها فقال: (إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًا قَدِيرًا) [النساء:١٤٩]. 

 

وقال: "نهى ﷺ -من باب العفاف- عن التسول والرشوة والسرقة، كما نهى -من باب العفاف- عن السب واللعن والفحش والبذاءة، فقال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبيَّ اللَّهِ دَاوُودَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» (رواه البخاري)، وقال: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي» (رواه أبو داوود)، وقال: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها» (رواه أحمد)، وقال: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ وَلاَ بِلَعَّانٍ وَلاَ بِالْفَاحِشِ الْبَذِيءِ» (مسند أحمد). 

 

علامات العفاف الظاهر

واستطرد علي جمعة قائلًا: "هذا كله من علامات العفاف في الظاهر، أما العفاف في الباطن والمفاهيم فله حديث آخر قد يكون أهم وأعمق من عفاف الظاهر الذي هو في غاية الأهمية في نفسه، وأرى أن فَقْدَنَا العفاف الظاهر والباطن يسبب كثيرًا من اختلاف المعايير والرؤى ويحدث الفجوات، مما يكون له تأثير سلبي على خططنا المختلفة لبناء حضارتنا والسعي لتقدم بلادنا، بل إنني لا أبالغ إذا قلت إن عدم العفاف يسد باب استجابة الدعاء من ناحية، ويوقع الضغينة بين الناس من ناحية أخرى، ويغبش على القلب الذي هو مهبط الرحمات الربانية من أن يرى الحق حقًا والباطل باطلًا، ونتيجة ذلك كله تنتشر الفتن في المجتمع وتعم الفوضى وتختلط الأوراق".


واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "أن العفاف من الأدوات التي تجلب للمجتمع الكثير من الخير وتحجب عنه الكثير من الشر والفساد، فاللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، وأنت على كل شيء قدير"
 

Advertisements
الجريدة الرسمية