رئيس التحرير
عصام كامل

الطبيب القاتل بمستشفى السلام !

"الحكيم" وصف للأطباء في زمن سابق ولسنوات طويلة نظرا لجلال المهنة التي يمارسونها والدور الذي يؤدونه في حياة البشر.. الطب.. مهنة الإنسانية حتى بلغت حد التضحية بالنفس من أجل الآخرين وتجلي ذلك في معركة مصر مع "كورونا" بعد أن ظل الأمر في أذهان الملايين نظريا يسمعون عنه ولا يرونه إلا على شاشات السينما والتلفزيون وبعض نوادر القصص والحكايات ومعها حالات الاستجابة لصرخات المرضي عند الفجر وفي مناسبات شديدة الخصوصية يتركها الطبيب (الحكيم) ملبيا نداء الواجب !

وفي مستشفى أورام السلام الكائنة بقرب من حي السلام على أطراف القاهرة حيث ينقسم المستشفى الي قسم لعلاج الاورام وآخر للطوارئ.. المستشفى أنفقت عليه الدولة كثيرا لتجهيزه لممارسة دوره إلا قسما للعناية المركزة تفتقده المستشفى حتى الآن!

للسبب السابق ولحين انتقال المرضى إلى مكان آخر للعناية المركزة ينتقل هؤلاء بمعاناتهم وحالاتهم الخطرة إلى قسم الطوارئ وهو بأطباء آخرين وإدارة مختلفة ولكن يبقى الجميع على علم بنوعية المرض الذي يعالج منه نزلاء المكان.. وهي كلها حالات تنتظر رحمة الله.. تنتظر عطف السماء.. وفيها وحولها يكون الوجع ليس للمريض وحده إنما معه أهله وعائلته وأصدقاؤه وزملاؤه وجيرانه.. وكل هؤلاء يحيطون مرضاهم بدائرة من الرعاية الخاصة.. للبعد النفساني فيها أهميته!

إجابات قاتلة

أحدهم.. أحد المرضى.. يحصل على التنفس صناعيا من خلال جهاز يعمل يدويا.. يقوم أقاربه بالتناوب عليه لوجود جهاز واحد للتنفس الصناعي يعمل اتوماتيكيا.. وفي لحظات إستراحة من الجهاز يلمح المريض مرورا لطبيب اسمه "عبد الوارث" ويسأله بحسن نيه وبمعاناة لا يعلم بها إلا الله: يا دكتور. لو سمحت.. أنا ممكن أستخدم هذا الجهاز؟ ويشير إلى الجهاز الأتوماتيكي الذي يقدم التنفس لمريض آخر يبدو أنه في غيبوبة. فيكون الرد من الطبيب كالقنبلة في وجه الجميع: (لما يموت ده) ثم يخرج منصرفا !!

أحدهم ومع شدة الألم يتماسك ويسأل طبيب آخر إسمه محمد عواد: يا دكتور.. لو سمحت.. ممكن أسأل سؤال؟ فيرد عواد بكل قسوة العالم: لا.. مش ممكن تسأل!! تقترب زوجة المريض - مريض أورام وفي حالة خطرة ويتحدث بصعوبة وبالمخالفة للتعليمات بعدم الكلام-  وتستأنف المحاولة: ده تعبان يا دكتور.. اسمعه ربنا يخليك.. فيرد: لا مش هسمعه! ثم ينصرف!

الإجاباتان طعنتان في القلب!

هل هذا سلوك "حكماء"؟ هل هذه ردود ملائكة الرحمة؟! هل العلاج هو أدوية ومحاقن وقياس للضغط والحرارة أم "أنفس" تبحث عن الأمل والطبطبة والكلمة الطيبة بل وحتى الابتسامة التي هي صدقة؟! لو كنت مسئولا لعاقبت هؤلاء وغيرهم أشد العقاب.. ونضع الخطايا السابقة ضمن أخطاء ممارسة المهنة.. كأي خطأ مادي آخر! هل تحاسب نقابة الأطباء أعضائها وقد ذكرنا أسماؤهم وتعلي من قيمة السلوك الإنساني في الطب والتداوي والعلاج ؟! أم أنها ترفع شعار الدفاع عن أعضائها ظالمين أو مظلومين؟!

الجريدة الرسمية