رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام الذي نعرفه!

"أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربَكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد" بهذه الكلمات بدأ الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام خطبة الوداع.. ومن عنوانها نفهم إنها آخر وصاياه عليه الصلاة والسلام للمسلمين وكما نري إن أكثر من يخالف الوصية هم أكثر الزاعمين دفاعهم عن كتاب الله وسنة رسوله!


أكثر من يخالفها القائلين بسعيهم إتباع سنته وبناء دولته وإعادة خلافته! ولم يتوقف نزيف الدم علي أياديهم منذ تسعين عاما ذاقت شعوب بأكملها القتل والدمار والتفجير والرعب والإرهاب علي أياديهم بالمخالفة لتعاليم كتاب الله أولا ولتوجيهات السنة النبوية الشريفة ثانيا ولآخر وصايا رسول الإسلام وآخر عهده بصحابته في مشهد عظيم كما كانت خطبة الوداع !

الإسلام العظيم.. إسلام السماحة والرحمة والمحبة والتحضر لا علاقة له بهذه الجماعات التي تتخذه وسيله للحكم والسلطة.. والإسلام العظيم الذي يجعل من حرمة دماء الأبرياء أقدس عند رب العالمين من الكعبة ذاتها لا يقبل ولا يرضي بما يجري.. وبهذه الدماء في الساحات الممتدة بكل أسف وأسي من أفغانستان وباكستان إلى العراق وسوريا وسيناء وتونس اليمن.. وسبقتنا الجزائر والسعودية وغيرها وغيرها !

في يوم عظيم كالذي نحن فيه اليوم تكون الخدمة الحقيقية لهذا الدين هو تقديمه للدنيا علي حقيقته.. حقيقته التي تحترم كل الملل والمذاهب والطوائف والأعراق والأجناس والألوان والألسنة.. لا فرق إلا بالتقوى والعمل الصالح!
الجريدة الرسمية